واصلت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة اليوم الأحد، إذ هدمت برجاً سكنياً جديداً وسط القطاع، ليصل عدد الأبراج السكنية التي دمرتها في القصف، منذ يوم أمس إلى 5 أبراج سكنية. كما أعلنت إعادة السيطرة على قرى وبلدات وتجمعات سكانية إسرائيلية، كان مقاتلون من حركة "حماس" اقتحموها السبت، فيما أشارت مصادر عسكرية إلى استمرار العمليات العسكرية في مواقع عدة بمحيط غزة.
لمتابعة تفاصيل أحداث غزة اضغط هنا
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إن إسرائيل "في حالة حرب”، وذلك بعدما أطلقت الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة أكثر من 3000 صاروخ، وتسلل مقاتلوها إلى الأجزاء الجنوبية من البلاد في وقت مبكر من يوم السبت. وأدى الهجوم المفاجئ –الذي ما زال خارجاً عن السيطرة حتى اليوم الأحد، إلى مقتل ما لا يقل عن 300 إسرائيلي بحسب هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، فضلاً عن أسر العشرات، في حين قتل ما لا يقل عن 230 فلسطينياً -بحسب الحصيلة الأولية- في القتال والضربات الانتقامية التي شنها الجيش الإسرائيلي.
وقف إمدادات الكهرباء والوقود والسلع إلى غزة
قالت هيئة البث الإسرائيلي إن مجلس الوزراء الأمني المصغر قرّر عقب اجتماعه في وقت مبكر، الأحد، وقف إمدادات الكهرباء والوقود والسلع إلى غزة رداً على الهجوم. كما اتخذ المجلس قراراً بتدمير قدرات حركة حماس العسكرية والحكومية.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القول إن القرارات تهدف إلى "تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحركتي حماس والجهاد". وأضاف أن الغرض منها هو "الحد من قدرة هذه المجموعات على تهديد مواطني إسرائيل أو إلحاق الضرر بهم ولفترة طويلة".
تراجع البورصة
تراجع مؤشر بورصة تل أبيب الرئيسي (TA-35) بشكل حاد مع افتتاح التداولات اليوم الأحد، وخسر 4% من قيمته مسجلاً 1756 نقطة، بعد حوالي 10 دقائق من بداية التداولات، ليعمّق خسائره لاحقاً إلى 4.6%، وهي أعلى نسبة تراجع يومي منذ عام 2020.
مع ذلك؛ قال محمد زيدان، المحلل المالي لدى "الشرق"، إن جولات التصعيد العسكرية غالباً ما يكون لها تأثير مؤقت على أداء البورصة الإسرائيلية، نظراً لاعتماد أكبر قطاعين في السوق، وهما البنوك وتكنولوجيا المعلومات، في إيراداتها على الأسواق الخارجية، وليس على السوق المحلية.
أضاف زيدان أن التصعيد الأخير قد ينعكس سلباً على أداء الاقتصاد الإسرائيلي ككل، كما في كل جولة تصعيد، مشيراً إلى أن البنك المركزي الإسرائيلي قد يُضطر للعودة إلى رفع أسعار الفائدة في حال عودة معدل التضخم إلى الارتفاع بعد هذه الأحداث.
تقصير في عمل الاستخبارات الإسرائيلية
العملية التي نفذتها حركة "حماس"، التي تضمنت أخذ العشرات من الرهائن الإسرائيليين، كانت بمثابة توغل غير مسبوق داخل إسرائيل وعكست إلى حد كبير تقصيراً في عمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وقالت السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة إن 100 مدني وجندي اختطفوا.
طالبت إسرائيل، بإخلاء 7 تجمعات سكانية في قطاع غزة، تمهيداً لقصفها، كما قطعت كل الإمدادات الغذائية والسلع والخدمات والكهرباء والوقود عن القطاع، بحسب ما أفاد مراسل "الشرق".
وردت حركة "حماس" في قطاع غزة"، على القصف الإسرائيلي الذي استمر فجر الأحد، برشقات صاروخية على مدن وتجمعات سكانية في عسقلان وتل أبيب.
أوضح مراسل "الشرق" في قطاع غزة أنه "منذ ساعات الليل حتى فجر الأحد؛ بدأت إسرائيل بتدمير 7 منازل سكنية يملكها قادة من (حماس) حتى اللحظة، بالإضافة إلى 5 أبراج سكنية وتجارية".
750 إسرائيلياً في عداد المفقودين
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الأحد، أن الشرطة الإسرائيلية طلبت من أهالي المفقودين مساعدتها من أجل العثور عليهم بعد الهجوم المباغت الذي بدأته حركة "حماس"، السبت، على جنوب إسرائيل ووسطها.
وأضافت الصحيفة أن تقارير غير رسمية تفيد أنه يُعتقد أن ما يصل إلى 750 إسرائيلياً في عداد المفقودين.
وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن أصدقاء وأقارب المفقودين يحاولون توحيد جهودهم من أجل العثور عليهم.
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع عدد الجرحى إلى 1590 بينهم نحو 300 بحالة خطرة.
مفاجأة كاملة
قال الرئيس السابق لجهاز الموساد إفرايم هليفي لشبكة "سي إن إن" (CNN) الأحد، إن الهجوم الذي شنته حركة "حماس" الفلسطينية على إسرائيل كان مفاجأة كاملة، مشيراً إلى عدم وجود أي معلومات مسبقة عنه لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
أضاف هليفي: "لم يكن لدينا أي تحذير من أي نوع (بشأن الهجوم المفاجئ لحركة حماس)، وكانت مفاجأة كاملة أن الحرب اندلعت صباح السبت". وقال إن "عدد الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس لم نره من قبل.. أكثر من 3 آلاف صاروخ خلال 24 ساعة"، مشيراً إلى أنها "المرة الأولى التي تتمكن فيها حماس من التوغل إلى العمق الإسرائيلي والسيطرة على القرى".
تابع رئيس الموساد السابق: "للأسف كعملية.. كانت ناجحة أعتقد أنها كانت منسقة بشكل جيد". وأوضح أن "الصواريخ يشتبه في أنها صُنعت في قطاع غزة بعد تهريبها عن طريق البحر"، مشيراً إلى أنه "ربما تمكنت حماس من إجراء تدريبات دون السماح للقوات الإسرائيلية باكتشاف خططها".
إلغاء رحلات
ألغت شركات طيران عدة عشرات الرحلات إلى تل أبيب في نهاية هذا الأسبوع وفق بيانات الوصول في مطار بن غوريون الدولي المنشورة على الإنترنت.
من بين هذه الشركات التي أوقفت رحلاتها الى مطار بن غوريون في تل أبيب؛ "لوفتهانزا" و"طيران الإمارات" و"راين إير" وخطوط "إيجه" الجوية، وشركات أميركية، والخطوط الجوية الفرنسية أيضاً. لكن السلطات لم توقف الرحلات التجارية في هذا المطار ولا في مطار "رامون" قرب إيلات في الجنوب، وهو المطار الدولي الثاني في إسرائيل.
وفي ألمانيا، أعلنت شركة الطيران الأوروبية العملاقة "لوفتهانزا" عن تقليص عدد رحلاتها إلى إسرائيل، إذ قال متحدث باسم الشركة إنه "نظراً للوضع الأمني الحالي في تل أبيب"؛ ستبقي المجموعة الألمانية رحلة واحدة فقط إلى فرانكفورت، فيما "تم إلغاء جميع رحلات (لوفتهانزا) الأخرى من تل أبيب وإليها هذا السبت".
من جهتها؛ ألغت شركة "ترانسافيا" المنخفضة الكلفة التابعة لمجموعة "إير فرانس-كيه إل إم"، رحلة جوية من مطار باريس أورلي كان من المقرر أن تصل بعد منتصف الليل إلى تل أبيب، وذلك حتى لا يقضي موظفوها الليلة في إسرائيل، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متحدث باسم الشركة.
