الولايات المتحدة تسترد معظم فدية "بتكوين" الخاصة بـ"كولونيال بايبلاين"

صهاريج تخزين في منشأة "كولونيال بايبلاين" في أفينيل. ولاية نيو جيرسي، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
صهاريج تخزين في منشأة "كولونيال بايبلاين" في أفينيل. ولاية نيو جيرسي، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

استعادت الولايات المتحدة تقريباً كل مبلغ الفدية الذي دفع بعملة بتكوين لمرتكبي الهجوم الإلكتروني على شركة " كولونيال بايبلاين" الشهر الماضي، في علامة على أن سلطات إنفاذ القانون قادرة على ملاحقة المجرمين عبر الإنترنت حتى عندما يعملون خارج حدود الدولة.

وقال المسؤولون الأمريكيون يوم الاثنين إنهم استعادوا حوالي 63.7 عملة بتكوين جرى تتبع وصولها إلى متلقي فدية بـ75 بتكوين دفعتها شركة "كولونيال" بعد وقت قصير من هجوم وقع أوائل شهر مايو الماضي وأدى إلى إغلاق أكبر خط أنابيب للبنزين في البلاد. أدى الإغلاق آنذاك إلى نقص الوقود عبر الساحل الشرقي قبل عطلة يوم الذكرى بنهاية الأسبوع مباشرة.

نظراً لانخفاض قيمة "بتكوين" منذ دفع الفدية، بلغت قيمة ما صادرته الولايات المتحدة في أواخر شهر مايو 2.3 مليون دولار، أي ما يزيد قليلا ًعن نصف مبلغ 4.4 مليون دولار الذي جرى دفعه قبل أسابيع بعد المطالبة بالفدية.

قال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "بول أباتي" في إفادة بوزارة العدل أعلن فيها عن عملية المصادرة أن سلطات إنفاذ القانون حددت محفظة مالية افتراضية مستخدمة في دفع الفدية ثم استردت الأموال. وقال إن المحققين وجدوا أكثر من 90 شركة ضحية لقراصنة "دارك سايد" ( DarkSide)، وهي مجموعة إجرامية إلكترونية مرتبطة بروسيا جرى إلقاء اللوم عليها في الهجوم على شركة خط الأنابيب.

وأكدت نائبة المدعي العام "ليزا موناكو" أنهم قلبوا الأمور حالياً على مجموعة "دارك سايد"، داعية الشركات إلى زيادة الاستثمار في حماية البنية التحتية الحيوية والملكية الفكرية. وأضافت أن "دارك سايد" والمجموعات التابعة لها كانت تطارد الشركات الأمريكية رقمياً خلال معظم العام الماضي.

القدرة على تتبع العملات المشفرة

يشير هذا الإجراء إلى قدرة سلطات إنفاذ القانون الأمريكية، في بعض الحالات على الأقل، على تتبع العملات المشفرة وتحديد المحافظ الرقمية ومصادرة الأموال، وهي أداة قوية محتملة في مكافحة هجمات برامج الفدية على وجه الخصوص. تكشف العملية أيضاً عن مدى سرعة تحديد مكتب التحقيقات الفيدرالي لعمليات القرصنة، حيث قال "أبات " إنه يجري تحقيقاً حول مجموعة "دارك سايد" منذ العام الماضي.

تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي من العثور على عملة "بتكوين" من خلال الكشف عن العناوين الرقمية التي استخدمها المتسللون لتحويل الأموال، وفقاً لأمر مصادرة مكون من ثماني صفحات صادر عن وزارة العدل يوم الاثنين.

وأكدت "ستيفاني هيندز" ، القائمة بأعمال المدعي العام الأمريكي لمنطقة شمال كاليفورنيا، في تصريحاتها خلال المؤتمر الصحفي، إلى جانب "موناكو" و"أباتي"، أن التقنيات المالية الجديدة التي تحاول إخفاء المدفوعات لن توفر ستاراً يسمح للمجرمين من خلفها بسرقة الأموال من جيوب الأمريكيين الكادحين.

وجاء في نص تغريدة عبر حساب وزارة العدل على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:

"وزارة العدل تضبط 2.3 مليون دولار من العملات المشفرة المدفوعة لممارسي الابتزاز عبر برامج الفدية من دارك سايد".

وفي حين أن جهود الحكومة كانت كبيرة، فإنها أكدت أيضاً على صعوبة ملاحقة مرتكبي هجمات الفدية. حتى الآن، لم يجر توجيه الاتهام علناً إلى أي شخص يقف وراء هجوم شركة "كولونيال بايبلاين"، ولا يزال القراصنة ناجحين في الإفلات بجزء صغير من مبلغ الفدية. وفي حال تم توجيه الاتهام إلى الأشخاص الذين يقفون وراء الهجوم، فمن المحتمل أن يظلوا بعيدين عن متناول وكالات إنفاذ القانون الأمريكية.

أضرار الهجوم والابتزاز

تسبب هجوم برنامج الفدية في شهر مايو الماضي في نقص الوقود في محطات البنزين في عدة ولايات أمريكية، وأثر على عمليات بعض شركات الطيران والمطارات. كان ذلك الهجوم جزءاً من اتجاه متزايد لمثل هذه الأعمال ضد البنية التحتية الحيوية التي تشكل اختباراً مبكراً لإدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن".

وقالت شركة "كولونيال بايبلاين" يوم الاثنين إنها اتصلت بسرعة بمكتب التحقيقات الفيدرالي والمدعين الفيدراليين بعد أن تعرضت للهجوم، وأشادت بالحكومة لاستردادها جزءا كبيرا من مبلغ الفدية.

وفي بيان له، نوه "جوزيف بلونت"، الرئيس التنفيذي للشركة التي يقع مقرها في مدينة "ألفاريتا"، بولاية جورجيا، إلى أن محاسبة مرتكبي جرائم الإنترنت وتعطيل النظام البيئي الذي يسمح لهم بممارسة هذا العمل هو أفضل طريقة لردع الهجمات المستقبلية من هذا النوع والتصدي لها. وأضاف "بلونت" أنه -وفقاً لذلك- يجب أن يستمروا في أخذ التهديدات الإلكترونية على محمل الجد والاستثمار لتقوية دفاعاتهم في مواجهتها.

توتر أمريكي-روسي

يقول مسؤولو المخابرات وإنفاذ القانون في الولايات المتحدة إن وقف هجمات القرصنة أصبح أولوية للأمن القومي. وأثارت هذه القضية التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا. وكشفت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض "جين ساكي"، عن أن "بايدن" يعتزم إثارة قضية هجمات القرصنة عندما يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل.

وصرحت "ساكي" بأن الرسالة من وراء الاجتماع بطريقة انفرادية في جنيف في 16 يونيو الجاري مفادها أن الدول ذات المسؤولية لا تأوي مجرمي برامج الفدية، ويجب على تلك الدول التي تتمتع بالمسؤولية اتخاذ إجراءات حاسمة ضد شبكات برامج الفدية من ذلك النوع. ونفى بوتين علمه بهجمات برمجيات الفدية أو التورط فيها.

في واقعة أخرى، استأنفت "جيه بي اس اس ايه" البرازيلية، أكبر شركة تصنيع لحوم في العالم، إنتاج لحوم البقر الأسبوع الماضي بعد هجوم فدية إلكتروني أجبرها على وقف عملياتها في جميع أنحاء العالم.

وبحسب "موناكو" فإن هجمات برامج الفدية لا يمكن التسامح معها أبدا، أما عندما تستهدف البنية التحتية الحيوية فإنهم لن يدخروا أي جهد في التصدي لها.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات