تعمل الجزائر على تطوير خدمات الإنترنت بإضافة كابلات جديدة وتحسين كفاءة الشبكة الحالية، مستهدفة رفع جودة الخدمة وتوسيعها لتغطي جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى تعزيز مكانتها كلاعب مهم في سوق الاتصالات الأفريقية، بحسب وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، كريم بيبي تريكي.
استثمرت البلاد خلال الأعوام الثلاثة الماضية مليار دولار سنوياً لتطوير شبكتها، وهو ما مكنها من رفع سعة النطاق الترددي الدولي إلى 10 تيرابايت في الثانية حالياً من 1.5 تيرابايت في الثانية عام 2020، بحسب المسؤول الجزائري في مقابلة مع "الشرق".
أضاف تريكي أن "سعة 10 تيرابايت في الثانية تُعد هدفاً مرحلياً للعام الجاري، ولن نتوقف عند هذا الحد، فهناك خطط لمشاريع لإضافة كابلات أخرى تهدف إلى توسيع الشبكة وتحسين القدرات الحالية بشكل أكبر خلال السنوات القليلة القادمة".
إنترنت الألياف البصرية
شهدت خدمات الإنترنت المحلية تقدماً ملحوظاً، حيث ارتفعت السرعة المتاحة للمنازل الموصولة بتقنية الألياف البصرية من 2 ميغابايت في الثانية في 2020 إلى ما يصل إلى 1 غيغابايت في الثانية، وفقاً لإفادات المسؤول الجزائري. وأكد أن "هذا التحسن كان ضرورياً لمواكبة الزيادة الكبيرة في عدد الأسر المتصلة بشبكة الإنترنت، والتي ارتفعت من 3.5 مليون إلى نحو 6 ملايين أسرة، ما يمثل ثلثي عدد الأسر الجزائرية، فيما المستهدف هو بلوغ نسبة 80% على الأقل".
في قطاع الإنترنت النقال، بلغت الاشتراكات 48 مليوناً، ويعتمد أكثر من 90%من المستخدمين في الجزائر على تقنيات الجيل الرابع. قال وزير الاتصالات إن "الدولة تعمل على نشر تقنية الجيل الخامس وتجهيزه للمشغلين في الفترة المقبلة".
دور إقليمي
الأهمية الاستراتيجية لهذه التحسينات تتجاوز حدود الجزائر، فوفق الوزير الجزائري تمتلك البلاد 15% من النطاق الترددي الدولي في قارة أفريقيا، وهو "ما يعزز دورها كمنصة محورية لنقل البيانات وتمكين الدول المجاورة مثل النيجر ومالي وموريتانيا وتشاد ونيجيريا من الوصول إلى الإنترنت عبر شبكتها، ما يوفر لها نافذة للتواصل مع العالم، ودافعاً لها للنمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي".
وتابع تريكي أن الجزائر انتهت بالفعل من الجزء الخاص بها في مشروع الربط المحوري بالألياف البصرية مع دول الجوار، حيث أنجزت ما يمتد لأكثر من 2600 كيلومتر حتى الحدود مع دولة النيجر.