أنذرت شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) المطورين في الصين بأنها ستبدأ بحجب وصولهم إلى أدواتها وبرامجها اعتباراً من يوليو المقبل، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية، مما يشير إلى أن الشركة المبتكرة لمنصة "تشات جي بي تي" تتخذ موقفاً أكثر فعالية لحظر المستخدمين في الدول التي لا تقدم فيها خدمات.
الشركة الناشئة المدعومة من "مايكروسوفت" أرسلت مذكرات إلى المطورين في العديد من المواقع حول الخطوة الوشيكة، وفقاً لصور الشاشات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أوردها عدد من المواقع الإخبارية بما في ذلك "سيكيوريتيز تايمز" اليوم الثلاثاء. خاطبت عدد من الشركات في الصين، بما في ذلك "علي بابا غروب هولدينغ" (Alibaba Group Holding) و"تشيبو إيه آي" (Zhipu AI) المدعومة من "تينسنت هولدينغز" (Tencent Holdings) المطورين لتشجعيهم على التحول إلى استخدام منتجاتها.
من غير الواضح ما الذي دفع "أوبن إيه آي" إلى هذه الخطوة. في مايو الماضي، كشفت الشركة الناشئة التي شارك في تأسيسها سام ألتمان عن أنها أوقفت ما لا يقل عن خمس عمليات تأثير سرية في الأشهر الماضية، قائلة إنها كانت تستخدم منتجاتها للتلاعب بالرأي العام.
ضغوط واشنطن
تتزامن المذكرة مع الضغوط المتزايدة التي تفرضها واشنطن للحد من وصول الصينيين إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة. على الرغم من أن منتجات "أوبن إيه آي" غير متاحة رسمياً في الصين، فإن العديد من المطورين يصلون إلى أدواتها من خلال الشبكات الخاصة الافتراضية وغيرها من الوسائل.
لم يعلق ممثل "أوبن إيه آي" على الفور عندما حاولت "بلومبرغ نيوز" التواصل معه.
تحاول الشركات الصينية، بدءاً من "بايدو" (Baidu) إلى الشركات الناشئة مثل "تشيبو"، تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تضاهي "تشات جي بي تي" وغيرها من منصات القطاع الرائدة في الولايات المتحدة. تشجع بكين علناً الشركات المحلية على الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي التكنولوجيا التي تعتبرها حاسمة لتعزيز مكانة الصين الاقتصادية والعسكرية.
في الوقت نفسه، تتخذ واشنطن إجراءات تهدف إلى حرمان الصين من الوصول إلى التقنيات الحيوية. اقترحت وزارة الخزانة الأميركية قواعد لتقييد الاستثمار الخارجي في التقنيات التي تعتبرها حيوية للأمن القومي، بما في ذلك الرقائق والذكاء الاصطناعي.
تعد القيود، التي كان يجري التحضير لها على مدار أكثر من عام، جزءاً من استراتيجية الرئيس جو بايدن للحد من قدرة بكين على تطوير تقنيات حساسة تهدد الأمن القومي الأميركي.