أنشأت "أوبن إيه آي" لجنةً تابعةً لمجلس الإدارة لتقييم سلامة وأمن نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ما يُعد تغييراً على مستوى الحوكمة، بعد أسابيع من استقالة مدير تنفيذي كبير وحلّ فريقه الداخلي.
ستقضي اللجنة الجديدة 90 يوماً في تقييم الضمانات الأمنية الموجودة في تقنيات "أوبن إيه آي" قبل تقديم تقريرها. وقالت الشركة في منشور على مدونتها يوم الثلاثاء: "بعد مراجعة كاملة من جانب مجلس الإدارة، ستكشف (أوبن إيه آي) علناً عن التوصيات المعتمدة بطريقة تتوافق مع السلامة والأمن".
أضافت "أوبن إيه آي" أيضاً أنها بدأت مؤخراً بتدريب أحدث نموذج ذكاء اصطناعي خاص بها.
مخاوف السلامة
أثار التقدم السريع الذي حققته الشركة الخاصة في الآونة الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي مخاوف بشأن كيفية إدارتها للمخاطر المحتملة للتكنولوجيا. اشتدت هذه المخاوف في الخريف الماضي عندما تمت الإطاحة بالرئيس التنفيذي سام ألتمان لفترة وجيزة في انقلاب في مجلس الإدارة، بعد خلافه مع المؤسس المشارك وكبير العلماء إيليا سوتسكيفر حول مدى سرعة تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي والخطوات اللازمة للحد من الأضرار.
اقرأ أيضاً: "أوبن إيه آي" تستعد لإطلاق محرك بحث منافس لـ"غوغل"
هذه المخاوف عادت إلى الواجهة هذا الشهر بعد أن غادر سوتسكيفر ونائبه الرئيسي جان لايكي الشركة. هذان العالمان كانا يقودان الفريق المعني بـ"التوافق الفائق" والذي ركز على المخاطر طويلة الأجل للذكاء الاصطناعي ذي القدرات الخارقة التي تتفوق على القدرة البشرية. ليك، الذي تقدم باستقالته، كتب لاحقاً أن فريقه كان "يعاني" من أجل الحصول على موارد الحوسبة داخل "أوبن إيه آي". وردد موظفون آخرون مغادرون انتقاداته.
بعد رحيل سوتسكيفر، قامت الشركة بحل فريقه. فيما أعلنت اليوم الثلاثاء أن هذا العمل تحديداً سيستمر تحت إشراف وحدة الأبحاث التابعة لها وجون شولمان، المؤسس المشارك الذي بات يشغل منصب رئيس "علم التوافق".
اضطرابات داخلية
عانت الشركة في بعض الأحيان من عدم قدرتها على التحكم بالاستقالات في صفوف موظفيها. الأسبوع الماضي، ألغت الشركة سياسةً مثيرةً للجدل كانت تلغي الأسهم التي يملكها الموظفون السابقون إذا انتقدوا الشركة علناً. صرح متحدث باسم "أوبن إيه آي" بأن الشركة على علم بالانتقادات التي وجهها الموظفون السابقون، بل وتتوقع المزيد منها، وأكد أن الشركة تعمل بجدية لمعالجة هذه المخاوف.
ستتكون لجنة السلامة الجديدة في "أوبن إيه آي" من ثلاثة أعضاء في مجلس الإدارة -هم رئيس مجلس الإدارة بريت تايلور والرئيس التنفيذي لشركة "كورا" (Quora) آدم دي أنغيلو والمديرة التنفيذية السابقة لشركة "سوني إنترتينمنت" (Sony Entertainment) نيكول سليغمان- إلى جانب ستة موظفين من بينهم شولمان وألتمان.
أضافت الشركة أنها ستواصل استشارة الخبراء الخارجيين، الذين تم تسمية اثنين منهم: روب جويس، مستشار الأمن الداخلي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وجون كارلين، مسؤول سابق بوزارة العدل في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن.