أزاحت شركة "أبل" الستار عن جهاز "أيباد برو" جديد معزز بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى جهاز "أيباد إير" بطراز أكبر حجماً، بهدف تنشيط مبيعات الأجهزة اللوحية التي تراجعت خلال السنتين الماضيتين.
خلال فعالية تدشين عبر الإنترنت أمس تحت عنوان (انطلق)، طرحت الشركة أول نسخة معاد تصميمها من "أيباد برو" منذ 2018. الطراز الجديد أقل سمكاً، ويتضمن شاشة بتكنولوجيا نطاق ديناميكي فائقة الدقة (Ultra Retina XDR) أكثر وضوحاً بتكنولوجيا "أوليد" (OLED)، ويحتوي على رقائق "أم4" أسرع يمكنها التعامل مع مهام الذكاء الاصطناعي. ويبدو "أيباد إير" الجديد مثل النسخة السابقة، لكن مع خيار حجم شاشة أكبر ومعالج "إم2".
"أيباد برو"
يبلغ مقاس جهاز "أيباد برو" الجديد 12.9 بوصة وسمكه 5.1 ملم، وهو ما تقول "أبل" إنه يجعله أقل منتجاتها سمكاً على الإطلاق. وأشارت الشركة إلى أن النسخة الأكبر أخف وزناً بمقدار ربع رطل عن سابقتها، بينما يبلغ وزن الطراز مقاس 11 بوصة أقل من رطل واحد.
يضع هذا الطرح حدّاً لأطول فترة انقطاع عن إصدار نسخ "أيباد" جديدة منذ أن قدّم المؤسس المشارك ستيف جوبز الجهاز للمرة الأولى خلال 2010. إذ جرى تحديث مجموعة المنتجات سابقاً أكتوبر 2022، عندما أضافت "أبل" رقائق أسرع إلى "أيباد برو" وطرحت طرازاً أقل تطوراً مُعاد تصميمه.
"أبل" تكثف محادثاتها مع "OpenAI" لدمج الذكاء الاصطناعي في أيفون
تتطلع "أبل" لإخراج جهاز "أيباد" من حالة التراجع الكبيرة، حيث كانت مبيعات الجهاز ضعيفة لاسيما خلال الربع الماضي، عندما هبطت 17% وخالفت تقديرات المحللين، لكن "أبل" تتوقع انتعاش إيرادات "أيباد" الفترة الحالية.
تعد رقائق "إم 4" -تحل محل "أم2" في "أيباد برو"- أحدث نسخة من معالجات "أبل" المحلية. إذ تتسم وحدة المعالجة المركزية بأنها أسرع 50% من تلك الموجودة في جهاز "أيباد برو" الحالي، ووحدة معالجة الرسومات أسرع بأربعة أضعاف. كما أن الرقائق مبنية على تكنولوجيا الجيل الثاني 3 نانومتر.
طال التطوير الأساسي ما يسمى بوحدة المعالجة العصبية، والتي تقول الشركة إنها باتت أسرع 60 مرة من الوحدة الصادرة خلال 2017. وسيساعد ذلك أجهزة "أيباد برو" على التعامل مع مهام الذكاء الاصطناعي داخل الجهاز نفسه. علماً أن "أبل" تعتزم مناقشة خطط الذكاء الاصطناعي الخاصة بها 10 يونيو المقبل ضمن المؤتمر العالمي للمطورين (Worldwide Developers Conference).
شاشة محسنة
تفيد شاشة "أوليد" (OLED) -اختصار لمصطلح الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء (organic light-emitting diode)- أجهزة "أيباد برو" في أن الألوان يُعاد إنتاجها بدقة أكبر وتظهر أكثر وضوحاً. وهي تعد نفس تكنولوجيا الشاشة الأساسية المستخدمة في أجهزة "أيفون" وساعة "أبل". وبذلك كشفت "أبل" إلى أي مدى يمكن أن تصبح الشاشة أكثر وضوحاً مقارنة بشاشات "أيباد" السابقة وتحسن المحتوى ذا النطاق الديناميكي العالي. كما أنها المرة الأولى التي تقدم فيها "أبل" خيار شاشة غير لامعة لمستخدمي طراز الـ"برو".
من الذكاء الاصطناعي إلى الصين.. أكبر 10 تحديات تواجه "أبل"
استخدم جهاز "أيباد برو" السابق شاشات "ميني ليد" (Mini LED)، وهي تكنولوجيا أدت لظهور تأثير التوهج الضوئي حيث يتسرب الضوء بطريقة يمكن أن تشوش الصورة. وذكرت الشركة أن الطرازات الجديدة تصدر بلوني الأسود الفضائي الداكن والفضي.
حتى مع انخفاض المبيعات خلال السنتين الماضيتين، بقيت أجهزة "أيباد" الجهاز اللوحي الأكثر مبيعاً عالمياً. حيث جري بيع 10 ملايين جهاز "أيباد" تقريباً الربع الأول من السنة الجارية، بحسب شركة بحوث "آي دي سي" (IDC)، ما منح "أبل" حصة 32% من السوق. رغم ذلك، أشارت "آي دي سي" إلى أن مبيعات الوحدات انخفضت 9% منذ السنة الماضية. واحتلت شركة "سامسونغ إلكترونيكس" المرتبة الثانية مستحوذة على 22% من السوق. بينما مثلت شركات "هواوي تكنولوجيز" و"لينوفو غروب" و"شاومي" بقية الخمسة الأوائل من الترتيب.
"أيباد إير"
تُستخدم رقائق "أم2" في أجهزة "إيباد إير" المُطورة في كل من الطراز مقاس 11 بوصة والنسخة الجديدة مقاس 12.9 بوصة. تمثل هذه الرقائق تحسيناً للرقائق "أم1" الصادرة 2022 بما يجعل الجهاز اللوحي أسرع 50%، بحسب "أبل". وبقي سعر الطراز مقاس 11 بدءاً من 599 دولاراً، في حين أن النسخة مقاس 12.9 بوصة تبدأ من 799 دولاراً، ليصبح أرخص جهاز لوحي من "أبل" بشاشة تقارب حجم شاشة الكمبيوتر المحمول.
وأفادت "أبل" أنها أطلقت جهاز "أيباد إير" بحجم أكبر بعد أن وجدت أن نصف مشتري "أيباد برو" تقريباً اختاروا الإصدار الأكبر من هذا الطراز. ونُقلت كاميرا "أيباد إير" أيضاً إلى الجانب الأفقي، استجابةً لطلب متكرر من المستخدمين.
اختتمت الشركة بأن أجهزة "أيباد إير" الجديدة تصدر باللون الأزرق، والضوء النجمي، والفضي، والرمادي الفضائي الداكن. يتميز "أيباد إير" بضعف مساحة التخزين، بداية من 128 غيغابايت ويصل إلى واحد تيرابايت.
