تلقت "ألفابت" تذكيراً بمدى اهتمام المستثمرين بفكرة امتلاكها استراتيجية ناجحة للذكاء الاصطناعي.
زادت القيمة السوقية لمالكة "غوغل" 87 مليار دولار خلال يوم واحد في الأسبوع الماضي، بعدما استعرضت إمكانات نموذجها اللغوي الضخم، المُسمى "جيميناي" (Gemini)، والذي تزعم قدرته على منافسة "تشات جي بي تي"، الذي طورته "أوبن إيه آي" (OpenAI).
لكي تحافظ "ألفابت" على تلك المكاسب، عليها أن تظهر للمستثمرين كيف ستمكن ترجمة البراعة في تلك التكنولوجيا إلى زيادة المبيعات.
قال جين مانستر، المؤسس المشارك والشريك الإداري في "ديب ووتر أسيت مانجمنت" (Deepwater Asset Management)، التي تحوز شركته أسهماً في "ألفابت"، إن "نموذج الأعمال كله يعتمد على تنفيذ ذلك بشكل صحيح. إذا تمكنت الشركة من تطوير ذكاء اصطناعي توليدي متعدد الوسائط، سيجذب ذلك المستخدمين إلى (غوغل)، وتلك الزيادة في الاستخدام ستحمي نشاط البحث وتُنمّيه".
"ألفابت" تطرح "جيميناي برو"
تواجه "ألفابت" مخاوف طوال العام بشأن تأخرها عن "مايكروسوفت" في سباق الذكاء الاصطناعي. ففي الشهور الماضية، لم تواكب أسهمها حركة منافستها، التي أدرجت تكنولوجيا "تشات جي بي تي"، التي طورتها "أوبن إيه آي"، في منتجاتها البرمجية والسحابية. بل إن عرض "جيميناي" قوبل بانتقادات من الموظفين؛ إذ قالوا إن الشركة بالغت في وصف قدرات النموذج الحالية.
بدا أن موسم إعلان أرباح الربع الثالث يُبرز المخاوف حول وضع "ألفابت"، وبينما أشارت "مايكروسوفت" إلى التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على زيادة مبيعات "أزور" (Microsoft Azure)، جاءت نتائج أعمال "غوغل كلاود" (Google Cloud) مخيبة. أما في سوق الأسهم، فاتسع الفارق بين سعر سهمي الشركتين، في ظل تحقيق "مايكروسوفت" سلسلة من الأسعار القياسية في العام الجاري، فيما يزال سعر سهم "ألفابت" أقل بنسبة 12% عن أعلى مستوياته على الإطلاق التي بلغها في 2021.
مع ذلك، فإن استعراض "ألفابت" لقدرة "جيميناي" على تقديم إجابات نصية ومعتمدة على الصور، ساعد في التأكيد على أن الشركة لا تزال قادرة على المنافسة؛ ففي يوم الأربعاء، كشفت "غوغل" عن "جيميناي برو" للشركات، ما يتيح للمطورين إنشاء تطبيقات باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد.
قال نيل كامبلينغ، الشريك المؤسس في "كامليون غلوبال كابيتال" (Chameleon Global Capital) إن "النظرة الأولى إلى (جيميناي) تشير إلى أن توقع نهاية طموحات (غوغل) في مجال الذكاء الاصطناعي كانت مبالغة كبيرة. الأرجح أن المستثمرين سيعيدون النظر في السهم عندما يرون دليلاً على أن الزيادة التدريجية في الإيرادات تتدفق من الخدمات السحابية، ما يبرهن على ارتفاع القيمة السوقية".
اتساع الفجوة بين سعر السهمين
يجادل قليلون في أن "ألفابت" تعد إحدى الأطراف الرئيسية في المجال، فرغم أعوام من الاستثمار والكميات الهائلة من البيانات، إلا أنها تكافح فكرة تأخرها عن ركب "أوبن إيه آي".
يُتوقع أن ترتفع الإيرادات في "مايكروسوفت" بوتيرة أسرع قليلاً من "ألفابت" خلال الأعوام القليلة المقبلة، بحسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ". رغم ذلك، يُتوقع زيادة إيرادات الشركتين بنسبة 10% أو أكثر، كما أن أسهم "ألفابت" أقل سعراً بكثير.
يُتداول سهم "ألفابت" بمضاعف ربحية أقل من 19 مرة، وهو أقل كثيراً من سهم "مايكروسوفت"، البالغ 31 مرة، ومضاعف مؤشر "ناسداك 100" عند 25 مرة. فضلاً عن ذلك، وبينما تباع أسهم "مايكروسوفت" والمؤشر بعلاوة سعرية عن متوسط السعر في الأجل الطويل، يتداول سهم "ألفابت" بنسبة خصم، ما يشير إلى وجود مساحة لارتفاع سعره.
قال كريس ماك، مدير محفظة الأسهم العالمية في "هاردينغ لويفنر" (Harding Loevner) "واضح أن (مايكروسوفت) تفوز خلال هذه الفترة، فأحسنت العمل على التواصل، والتنفيذ، وطرح منتجات حقيقية، وأسهم كل ذلك في ارتفاع سعر سهمها".
وأضاف: "هناك فجوة بين ما تقوم به (ألفابت) وتوقع السوق. كان إطلاق (جيميناي) بمثابة تصريح للسوق بأن الذكاء الاصطناعي في صدارة استراتيجيتها".