حققت مبيعات شركة "هواوي تكنولوجيز" نمواً لثالث ربع على التوالي، بعد أن ساعدت بعض قطاعاتها مثل الخدمات السحابية ووحدة الهواتف الذكية الجديدة، في التخفيف من تداعيات العقوبات الأميركية.
ارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 4.8% إلى 178.8 مليار يوان (24.7 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو، وفقاً لحسابات "بلومبرغ نيوز"، التي اعتمدت على بيانات الشركة للنصف الأول من العام. كما زاد صافي الدخل ثلاث مرات تقريباً، ليصل إلى 26.8 مليار يوان، بعد تسجيل مكاسب من مبيعات صفقات سابقة.
تنسب الشركة الفضل في هذه الارتفاعات إلى ما تم تحقيقه من تحسينات في الكفاءة التشغيلية، واستراتيجية المبيعات وتنويع المنتجات.
الشركة الصينية التي تخضع لعقوبات أميركية، قالت في بيان الجمعة، إن جزءاً من المكاسب التي سجلتها يأتي من بيع بعض الشركات، حيث قامت عملاقة الإلكترونيات ببيع شركة "هونور ديفايس" (Honor Device Co) إلى تحالف شركات في عام 2020، كما باعت أجزاء من أعمال خوادمها في عام 2021، وكلاهما يتم تحصيل قيمهما على أقساط.
"نمو قوي"
قالت المديرة المالية والرئيسة الدورية للشركة وينغ وانزهو، في بيان إن "أعمالنا الرقمية والسحابية حققت نمواً قوياً، وتستمر منتجاتنا الجديدة المرتبطة بالسيارات الذكية المتصلة (بالإنترنت)، باكتساب قدرة تنافسية".
ووفقاً لما ذكرته وانغ، فإن أعمال معدات الاتصالات للشركة كانت "قوية" في هذه الفترة، وحققت أكثر من نصف مبيعات "هواوي" خلال الأشهر الستة الأولى من العام. وحققت إيرادات الشركة خلال النصف الأول، أول نمو نصف سنوي في ثلاث سنوات.
وحققت "هواوي" و"أبل" فقط نمواً في شحنات الهواتف الذكية في الصين في الربع الثاني، وفقاً "لشركة البيانات الدولية"، التي أظهرت أن الشركة التي تتخذ من شينزين مقراً، سجلت نمواً بنسبة 76%.
تحاول الشركة إحياء أعمالها في مجال الأجهزة عالية الجودة، والتي تعرضت للعقوبات الأميركية، حيث أصبح بإمكانها تزويد خدمات الجيل الخامس من دون استخدام الرقائق الأميركية.
عملت الشركة على توسيع نطاق عملائها لتشمل موانئ ومناجم الفحم المملوكة للدولة، ما يساعد على رقمنة صناعات مثل توليد الطاقة.
ثبتت وحدتها التي توفر البنية التحتية السحابية وخدماتها، أقدامها في كل من "علي بابا غروب هولدينغ" و"تينسينت هولدينغز"، كما حققت أيضاً تقدماً جيداً في الأسواق الخارجية، وفقاً لشركة تحليل الأسواق التكنولوجية "كناليس" (Canalys).
من المرجح أن يحافظ ارتفاع الطلب على الذكاء الاصطناعي على زخم الشركة، حتى في وقت تكافح الصين لإنعاش اقتصادها.
العقوبات الأميركية
"هواوي" عملت لسنوات في ظل سلسلة من القيود التجارية الأميركية التي قطعت الإمداد الخارجي لعدد كبير من المكوّنات والبرامج الرئيسية. تعد رقائق الجيل الخامس التابعة لشركة "كوالكوم" (Qualcomm) ونظام تشغيل "أندرويد" التابع لشركة "ألفابت"، من بين أبرز المنتجات التي تم منع الشركة الصينية من الوصول إليها.
ومنذ ذلك الحين، تراجعت أعمال الهواتف الذكية لـ"هواوي" والتي كانت شحناتها يوماً ما الأكبر في العالم، لتفقد مركزها في قائمة أعلى الشركات المصدرة للهواتف الذكية، عالمياً.
وقالت الشركة في بيانها: "هذا العام، سيعود إطلاق المنتجات الرئيسية لهواوي إلى طبيعته". وأظهر النشاط الاستهلاكي نمواً بنسبة 2.2% خلال النصف الأول من هذا العام، كجزء من نمو إجمالي إيراداتها بنسبة 3.1% في الأشهر الستة.
"هواوي" أعادت التركيز على السوق المحلية والأعمال الناشئة من أجل تحقيق الربح. وأبرمت عقوداً رئيسية مع شركات الاتصالات والطاقة المملوكة للدولة، لبناء بنية الجيل الخامس التحتية في جميع أنحاء البلاد.
كما تعاونت الشركة مع شركات صناعة السيارات لتضمين نظام تشغيلها "هارموني" (Harmony) في السيارات الكهربائية.
الشركة استثمرت 3 مليارات دولار في مجال حلول السيارات الذكية، ولديها حالياً أكثر من 7 آلاف موظف مكرسين لمزيد من البحث والتطوير.
على المدى القصير، فإن اقتصاد بكين المتقلب قد يحد من طموحات الشركة، خصوصاً أن أكثر من 60% من المبيعات جاءت من الصين. هذا الأمر انعكس بالفعل على سوق الهواتف الذكية في البلاد، حيث من المتوقع أن يستمر ضعف الطلب خلال هذه السنة.
فترة الذروة بالنسبة للشبكات اللاسلكية تقترب من نهايتها أيضاً، بعدما استخدمت الدولة نحو 3 ملايين محطة لشبكات الجيل الخامس.
"هواوي" واجهت صعوبات في تصدير محطات الجيل الخامس المميزة إلى بعض أكثر الأسواق ربحية، بسبب الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لاستبعاد المنتجات الصينية من شبكات الاتصالات.