رفعت تايوان توقعاتها لمعدل نمو اقتصادها في عام 2021، إذ أدى نقص أشباه الموصلات عالميا إلى اندلاع منافسة دولية لتأمين الوصول إلى التكنولوجيا التي تتفوق فيها الدولة الجزيرة.
وقال مكتب الإحصاء في تايوان يوم السبت إن الناتج المحلي الإجمالي من المرجح أن ينمو بنسبة 4.64% في عام 2021، مقارنة بآخر توقعاته البالغة 3.83% في نهاية 2020. كما عدل المسؤولون في تايوان تقديرات الناتج المحلي الإجمالي بالزيادة إلى 5.09% في الربع الأخير من 2020.
وفي حين أن النمو المتوقع لاقتصاد تايوان في 2021، أقل من المتوسط العالمي المقدر بـ 5.4%، وفقا لمسح شمل اقتصاديين أجرته "بلومبرغ"، فإنه ينطلق من قاعدة أعلى بعد أن كان أحد الاقتصادات القليلة المهمة التي سجلت نموا في 2020.
وحقق الاقتصاد التايواني نموا بفضل الطلب العالمي المتزايد على أشباه الموصلات.
وسعى برايان ديزي كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت سابق من الأسبوع الجاري للحصول على مساعدة الحكومة التايوانية للتغلب على نقص المواد الضرورية التي تعيق صناعة السيارات الأمريكية.
الحاجة العالمية لتايوان
وجاء التحرك الأمريكي بعد تحركات مماثلة من جانب مسؤولين يابانيين وأوروبيين لطلب المساعدة من تايوان لضمان تدفق أشباه الموصلات إلى بلادهم.
وتخطط "شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة" (تي إس إم سي)، أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم، لزيادة الإنفاق الرأسمالي خلال 2021، إلى ما يصل إلى 28 مليار دولار للمساعدة في معالجة نقص الإمدادات.
وتعززت التوقعات الاقتصادية لتايوان بفضل تعاملها بنجاح إلى حد كبير مع أزمة كوفيد-19. وسجلت الجزيرة تسع حالات وفاة فقط وأقل من ألف إصابة منذ بدء تفشي الوباء.
وقد سمح تعامل تايوان بنجاح مع وباء كورونا، بتجنب عمليات الإغلاق الصارمة التي أدت إلى توقف العديد من الاقتصادات الأخرى.
ومع استثناءات قليلة، ظلت الشركات والمكاتب والمدارس التايوانية مفتوحة طوال العام، كما شهد السفر المحلي ازدهارا إذ اختار السكان المحليون قضاء الإجازة داخل البلاد بدلا من السفر للخارج.
ومع ذلك، كافحت تايوان حتى الآن لتأمين ما يكفي من التطعيمات لتلقيح أكثر من 23 مليون شخص.
ويقول مسؤولو الصحة إن التطعيمات من المرجح أن تبدأ فقط في يونيو، مما يترك تايوان في مواجهة إمكانية التخلف عن الركب مع عودة الأعمال والسفر في أماكن أخرى بعد تراجع وتيرة الوباء.
