رغم أن عدداً كبيراً من الشركات الناشئة العاملة في مجال تكنولوجيا المناخ ظل بعيداً عن أزمة مصرف "سيليكون فالي بنك"، في ظل الدعم الذي توفره الحكومة الأميركية للودائع في البنك المنهار، إلا أن مشروعات توفير الطاقة الشمسية للأحياء والمجمعات السكنية، والتي تُعد من بين تخصصات هذه الشركات، قد تواجه تأخيرات في عمليات التمويل.
المعروف عن "سيليكون فالي بنك" بشكل خاص، أنه يدعم هذا القطاع، حيث يقود أو يشارك في 62% من تمويل مشروعات التطوير الأميركية، وفقاً لموقع البنك الإلكتروني. وبالتالي، فإن التأثير الكبير لانهيار البنك، وإحجام الشركات الأخرى عن تقديم الدعم، قد يعرّضان الجدول الزمني للمشروعات المستقبلية للخطر، حيث تسعى هذه المؤسسات جاهدةً إلى الحصول على تمويل بديل.
قال كيران بهاتراجو، الرئيس التنفيذي لشركة " أركاديا باور" (Arcadia Power)، وهي شركة ناشئة مقرها في العاصمة واشنطن وتدير منصة برمجية لتسجيل وإدارة خدمات المشتركين بالطاقة الشمسية في الأحياء السكنية: "ستتدخل جهات ممولة أخرى، لكن تقديم خدمات التمويل سيتوقف مؤقتاً إلى حين إرساء علاقات جديدة مع الممولين".
عادةً ما تسمح مشروعات الطاقة الشمسية في الأحياء السكنية للعملاء غير القادرين على تثبيت أنظمتهم الخاصة، بشراء أو استئجار ألواح الطاقة الشمسية من مجموعة أكبر. وتسمح عمليات التطوير التي تكون في العادة أصغر حجماً من مشروعات المياه والكهرباء الأخرى، لمجموعة واسعة من الأفراد والشركات والمؤسسات غير الربحية، بالاستفادة من الطاقة الشمسية.
عُرف "سيليكون فالي بنك" بقدرته على إدارة الإجراءات الروتينية بكفاءة في مشروعات الطاقة المتجددة الصغيرة التي تتجنبها الشركات الكبرى نظراً لربحيتها القليلة مقارنة بالعمل القانوني والضريبي الذي تتطلبه. ولدى البنك أكثر من 1550 عميلاً في قطاع تكنولوجيا المناخ والاستدامة، وقد خصص البنك مبلغ 3.2 مليار دولار لدعم مشروعات الابتكار في هذا المجال.
قال ديمتري غيرشينسون، الرئيس التنفيذي لشركة "إنديورنغ بلانيت" (Enduring Planet)، التي تموّل رواد الأعمال في هذا المجال: "كان لدى (سيليكون فالي بنك) التزام كبير بمجال المناخ". وأضاف: "الأمر يتوقف علينا جميعاً الآن للمحافظة على سير العمل".
سيتمكن المودعون في "سيليكون فالي بنك" من الحصول على كل أموالهم المؤمن عليها وغير المؤمن عليها اعتباراً من يوم الإثنين، حسبما ذكرت وزارة الخزانة والاحتياطي الفيدرالي والمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع في بيان مشترك مساء الأحد. خفّف هذا الإعلان من المخاوف الأوسع نطاقاً بشأن التأثير المحتمل لانهيار البنك على تكنولوجيا المناخ.