إلغاء إيلون ماسك لصفقة "تويتر" جعل مشاركته بمؤتمر "صن فالي" أكثر ترقباً، لكنّه ترك عدداً كبيراً من الحضور بحالة جمود.
الملياردير رفض الإجابة عن الأسئلة المطروحة حول الصفقة، خلال المؤتمر الذي نظمته "ألين وشركاه" (Allen & Co) البارحة، رغم أنه كرر المخاوف بشأن معاملة الشركة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وكيفية مشاركتها لبيانات المستخدمين. وبالنسبة لعدد كبير من أولئك الذين مددوا إقامتهم في "صن فالي" في ولاية أيداهو، للاستماع إلى خطاب ماسك، فعلى الأرجح تعرضوا لخيبة أمل، وفقاً لأشخاص حضروا الجلسة المغلقة.
ماسك صعد إلى المسرح يوم السبت، بعد أقل من 24 ساعة على إلغائه عرض شراء "تويتر" بقيمة 44 مليار دولار، وقضى معظم الوقت في تحديد رؤيته لمستقبل البشرية على سطح المريخ، حسبما قال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
في جلسة "ماركي آدرس" - التي عادة ما تكون مخصصة للمستثمرين الأسطوريين مثل وارن بافيت - وصف الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" المريخ بأنّه سياسة "تأمين على الحياة الحضارية" في حالة وقوع كارثة على الأرض. كما أشار ماسك إلى أهمية الكوكب كمنصة لاستمرار الحياة البشرية، عندما تستعر حرارة الشمس وتحرق كل شيء في النهاية.
لطالما كان ماسك مؤيداً لاستعمار المريخ، حيث نشر تغريدة في وقتٍ سابقٍ من هذا العام حول هبوط بشري محتمل على الكوكب بحلول عام 2029. حضر مستثمرو "سبيس إكس" مؤتمر "صن فالي"، وبقي بعضهم للاستماع إلى خطاب ماسك. علماً أن تقييم الشركة الخاصة ارتفع في أحدث جولة تمويل لها.
خلال الجلسة، تعرّض ماسك لعدة تساؤلات عن صفقة "تويتر" من قبل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، الذي عملت مؤسسته عن كثب مع أغنى رجل في العالم. كما كان ماسك سابقاً عضواً في مجلس إدارة "أوبن غيه آي" وقدّم تبرعات كبيرة لشركة الأبحاث، التي تسعى إلى جعل الذكاء الاصطناعي مفيداً للمجتمع. كما لا يزال ماسك مستشاراً للشركة.
اتّهم ماسك في إيداع يوم الجمعة، تويتر بتحريف بيانات المستخدمين وعدم الامتثال "للالتزامات التعاقدية" لتوفير معلومات حول كيفية تقييم انتشار الروبوتات على شبكة التواصل الاجتماعي. ويمهّد قراره بالانسحاب من الصفقة الطريق لمعركة قضائية شاقة، حيث تعهدت شركة "تويتر" بعد دقائق من وصول الإيداع بالرد في المحكمة.
تردد
تعاطف أحد الحاضرين، على الأقل، مع قرار ماسك بتجنب مناقشة تفاصيل إلغاء الصفقة، مشيراً إلى أن القضية معلقة. كما أوضح عدد قليل من الحاضرين أنهم فكروا في الاستثمار في أسهم تويتر ترقباً للصفقة، لكنهم ترددوا بسبب تقلب مزاج ماسك وإمكانية انسحابه من عملية الشراء.
تحدث ماسك عن ضرورة مشاركة "تويتر" خوارزمياته، وأن يكون أكثر شفافية بشأن بيانات المستخدم. كما أكد مجدداً اعتقاده أن ترمب كان يجب "إبعاده قليلاً" عن المنصة بدلاً من الحظر المفروض عليه إلى مدى الحياة، عقب تشجيع الرئيس السابق أنصاره على السير نحو مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير 2021.
خلال ظهوره في "صن فالي"، عبر ماسك أيضاً عن عدم امتنانه من إدارة الرئيس جو بايدن بسبب تجاهلها له ولدور شركة "تسلا" بدفع السيارات الكهربائية قدماً. وبعد أن زعم الملياردير في مايو عدم دعمه الديمقراطيين وأنّه سيصوت للجمهوريين بدلاً منهم، فإنه صعد من انتقاداته للبيت الأبيض بالوقت الراهن.
من جانبه، لم يرد باراغ أغراوال، الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر"، على سؤال "بلومبرغ"، في المؤتمر الذي عقد يوم الخميس، عما إذا كان قلقاً بشأن انسحاب ماسك من الصفقة.