اجتذبت منصة جديدة لليقظة الذهنية اهتمام بعض رواد الأعمال البارزين في وادي السليكون الأمريكي، ما يشير إلى أن اهتمام صناعة التكنولوجيا بهذا القطاع لا يزال حياً ونشطاً.
تم إطلاق تطبيق "أوبين" (Open) العام الماضي في خضم الوباء، وهو تطبيق خاص بتدريبات "التنفس المُوجه"، واليوغا، وتمارين الاسترخاء، عندما بدأت خيارات الصحة العقلية الافتراضية تحل محل الاشتراك بالصالات الرياضية.
جمعت الشركة التي تتخذ من لوس أنجلوس مقراً لها 9 ملايين دولار، بقيادة من صندوق "أيه كابيتال فنتشرز آند فاوندرز" (A.Capital Ventures and Founders Fund)، إلى جانب مشاركة جاك دورسي المؤسس المشارك لشركة "تويتر"، وتوني شو، الشريك المؤسس لشركة "دورداش" (DoorDash)، وشركة "أجلاي فينتشرز" (Aglae Ventures)، ذراع رأس المال الاستثماري من "مجموعة أرنو ساس" (Groupe Arnault SAS). ويبلغ إجمالي التمويل حالياً 14.5 مليون دولار.
وفقاً لبيانات "بيتشبوك" (PitchBook)، ازدهرت تطبيقات اليقظة الذهنية في عام 2020، مع زيادة في تحميل هذه التطبيقات بلغت 40% تقريباً من يناير إلى سبتمبر. وفي ظل رفع قيود البقاء في المنزل، وإعادة فتح الصالات الرياضية التقليدية ودورات اللياقة البدنية، عاد مستوى تحميل هذه التطبيقات إلى مستويات ما قبل الجائحة، لكن إنفاق المستهلكين على تلك التطبيقات زاد 22% هذا العام حتى سبتمبر، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث وصل إلى 154 مليون دولار. وتشير الأرقام إلى أن العديد من الأشخاص الذين جربوا تطبيقات اليقظة الذهنية قد تحولوا إلى استعمالها.
قال رائد خواجة، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "أوبين"، إن الحاجة إلى منصته كانت موجودة حتى قبل الوباء، ويصف صناعة اللياقة البدنية بأنها قصيرة النظر، ولا تأخذ في الاعتبار جميع العوامل التي تساهم في صحة الشخص بشكل عام. وأوضح كيث رابوا، الشريك العام في صندوق "فاوندرز"، وهو مستثمر مبكر في شركات مثل "يوتيوب" و"إير بي إن بي" قائلاً: "في حين أنه توجد حلول لا حصر لها لتحسين نظامك الغذائي أو تمارينك أو نومك، فإن "أوبين" هي أول طريقة متكاملة تماماً، وتُمكّن أي شخص من الوصول إلى فوائد تمارين التنفس".
يأتي تطبيق "أوبين" بعد ظهور تطبيقات أخرى متخصصة بالصحة العقلية مثل "كالم" (Calm) الذي اجتذب اهتمام مستثمري التكنولوجيا. وتنسب الشركة نجاحها إلى الاتصال الاجتماعي المدمج في نظامها الأساسي.
يمكن للمستخدمين المشاركة في بث عن التأمل، واليوغا، وتمارين "البيلاتس"، ودروس التنفس، والدردشة الحية أو إعطاء الأولوية لفيديو صديق ما على الشاشة، كما يمكن للمشتركين أيضاً أخذ دروس عند الطلب بشكل متزامن، ويستطيعون دعوة الأصدقاء للانضمام مجاناً.
يؤمن "خواجة" بجميع المنهجيات من الممارسات والثقافات المختلفة. يقول: "أعتقد أن الجمود يعيق الطريق". ويضيف "أعتقد أن عدم الانفتاح على التفسيرات الحديثة والجمع بينها يعد ظلماً تجاه أي من هذه الأدوات".
نشأ "خواجة" في أسرة مسلمة، حيث قال إنه كان يصلي خمس مرات في اليوم. وبينما لم يعد مسلماً متديناً، فإنه يقول إنه يعتقد أن نشأته الدينية سمحت له بإيلاء الاهتمام تجاه التأمل.
وأضاف: "لقد تركنا دور العبادة، لكننا لم نستبدلها بأي شيء". ولا يتطلع "خواجة" إلى إنشاء منصة دينية، بل يريد إنشاء مكان يعلم الإنسان نفس القدرة على الجلوس مع ذاته والآخرين وأن يكون حاضراً. وتخطط الشركة للعمل مع الموسيقيين وشركات التسجيلات لإنشاء قوائم تشغيل خاصة بفصولها.
تبلغ تكلفة الاشتراك الشهري في التطبيق 20 دولاراً، وهو مبلغ تقر الشركة بأنه قد يشكل عائقاً للبعض، ويعمل "خواجة" على إنشاء منح دراسية، خاصة لأطفال المدارس، حتى يتمكنوا من المشاركة في المنصة، كما تخطط الشركة أيضاً لفتح مساحة فعلية لفصولها المخصصة للتمرين في لوس أنجلوس.