تستكشف أوغندا خياراتها لتقليص اعتمادها على كينيا لاستيراد الوقود، بحيث يتم توجيه الشحنات عبر تنزانيا المجاورة كمركز إمداد بديل.
لكن التحرّك المحتمل لأوغندا لتنويع طرق وارداتها قد يُعرّض نشاط ميناء مومباسا الكيني إلى الخطر، إذ إن ثلاثة أرباع البضائع العابرة من خلاله يتم إرسالها إلى أوغندا. وتحارب مومباسا فعلياً لأجل درء المنافسة المتزايدة من مينائي دار السلام وتانغا التنزانيين.
شحنة تجريبية
ستيفن واكاسينزا، المدير العام بالإنابة لشركة "أوغندا ريلواي" (Uganda Railways)، صرح عبر الهاتف أن شركته بدأت الأسبوع الماضي عملية تسليم تجريبية لكمية 500 ألف لتر من المنتجات البترولية عبر بحيرة فيكتوريا، في استئنافٍ للشحن من خلال بحيرة المياه العذبة العملاقة بعد توقف دام 16 عاماً. ووصلت شحنات الوقود إلى مطار دار السلام، قبل نقلها بالقطار إلى ميناء موانزا على بحيرة فكتوريا.
إلى ذلك، يخدم ميناء مومباسا أيضاً كلا من جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وتنزانيا، إلاّ أن اعتماد المنطقة المفرط على الميناء الكيني أصبح محط الأنظار عام 2007، عندما أدت أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات، وهزت أكبر اقتصاد بشرق إفريقيا، إلى تعطيل سلاسل التوريد للدول غير الساحلية.
واكاسينزا أضاف في تصريحه يوم الثلاثاء: "نحن مرتاحون لميناء مومباسا، لكن دولتنا تحتاج إلى طريق بديل لأسباب استراتيجية. وينبع تركيزنا على النفط باعتباره منتجا يتم استخدامه بشكل يومي".
في الوقت عينه، تُخطط أوغندا لبدء إنتاج النفط، لكن من غير المرجّح أن يحدث ذلك قبل عام 2025. وتعتزم الحكومة بناء خط أنابيب لتصدير النفط الخام عبر تنزانيا.
ارتفاع الطلب
تعود شحنة الوقود التجريبية إلى شركة "ستابيكس إنترناشيونال" (Stabex International) ، كما يوضح واكاسينزا، مشيراً إلى أنه "مسار بحيرة فتكتوريا قد يحظى باهتمام المستوردين الآخرين، بظل ارتفاع الطلب الأوغندي على واردات البترول بمعدّل سنوي نسبته 7%".
بدوره، يلفت جون فرايداي، مساعد مفوض الإمدادات البترولية، إلى أن بلاده تستهلك حوالي 185 مليون لتر من منتجات الوقود شهرياً، يتم نقل معظمها بالشاحنات عبر كينيا. وتهدف شركة "أوغندا ريلواي" إلى استخدام مسارين عبر بحيرة فيكتوريا، وهما من ميناء موانزا في تنزانيا ومن ميناء كيسومو في كينيا، لجلب حوالي 10 إلى 20 مليون لتر شهرياً. ويكشف واكاسينزا، في هذا الإطار، أن شركته تسعى لزيادة قدرة النقل لديها إلى 40 مليون لتر بعد استيرادها لعرباتٍ إضافية.
لدى الشركة المملوكة للدولة ناقلة قادرة على حمل 880 طناً والقيام بعشر رحلات شهرياً، وفقاً لمديرها. ولديها أيضاً سفينة ثانية قيد الإصلاح. كذلك ستعتمد على قارب مملوك لكينيا، يقوم بنقل ما بين 4 إلى 6 ملايين لتر شهرياً من ميناء كيسومو، وعلى سفينة مُسجّلة في تنزانيا.