ارتفعت أسعار النفط وسط مؤشرات على تضييق السوق وتصاعد التوترات الجيوسياسية، لكنها ظلت بالقرب من أدنى مستوياتها هذا العام مع استمرار الضغوط الناجمة عن التعريفات الجمركية الأميركية المخطط لها وتأثيرها على المعنويات في السوق.
صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.9% مستقراً بالقرب من 72 دولاراً للبرميل يوم الاثنين، بعد أطول سلسلة خسائر منذ سبتمبر. تراجع إنتاج نفط روسيا في الشهر الماضي عن حصتها في "أوبك+"، ما هدأ المخاوف بشأن تخمة المعروض، في حين أدى تقرير صادر عن "بوليتيكو" حول خطط أوروبية لمصادرة أسطول الناقلات الروسية غير الرسمي إلى دعم العقود الآجلة. في غضون ذلك، وصلت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أعلى مستوى لها في عامين، ما حفّز استخدام النفط في توليد الطاقة. ركز المتداولون في السوق الفعلية أيضاً على تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بعدما تبادلت إسرائيل و"حماس" الاتهامات بخرق شروط اتفاق وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع.
تراجعت أسعار الخام بنسبة 10% منذ ذروتها في يناير، إذ أدت تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين إلى أطول سلسلة خسائر منذ سبتمبر. وتخلّت صناديق التحوط عن رهاناتها الصعودية على خام غرب تكساس الوسيط خلال الأسبوعين الماضيين، بينما رفعت مراكز البيع إلى أعلى مستوى لها في شهرين.
اقرأ المزيد: "بلومبرغ": إنتاج النفط الروسي يهبط دون هدف "أوبك+"
خفض المراكز الاستثمارية في النفط
قالت ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة في "سي آي بي سي برايفت ويلث غروب" (CIBC Private Wealth Group)، إن التخفيض الحاد في المراكز الاستثمارية أتاح مجالاً لارتفاع الأسعار، إذ خفّض العديد من المتداولين انكشافهم.
أشار الرئيس الأميركي يوم الأحد إلى فرض المزيد من الرسوم الجمركية، هذه المرة على الألمنيوم والصلب، والتي ستُطبق على جميع الدول. قد تؤثر هذه الرسوم على قطاع الطاقة الأميركي، بما في ذلك شركات التنقيب عن النفط التي تعتمد على أنواع خاصة من الصلب غير المُنتج محلياً. ولم يحدد ترمب موعد بدء تنفيذ هذه الرسوم.
في المقابل، كان من المقرر أن تبدأ التعريفات الجمركية الصينية على السلع الأميركية يوم الاثنين، ردّاً على الرسوم التي فرضها ترمب الأسبوع الماضي. وربما تدفع مخاطر الحرب التجارية تحالف "أوبك+" إلى تمديد حصص الإنتاج الحالية مرة أخرى، وفقاً لمذكرة أعدها محللو "مورغان ستانلي" بقيادة مارتين راتس.