يشهد أحد أكثر أنواع الوقود تلوثاً في سوق النفط العالمية قفزة كبيرة في الأسعار، مدفوعاً بتزايد الطلب عليه من السفن التي تبحر لمسافات أطول لتجنب الاضطرابات في الشرق الأوسط.
سجل سعر وقود الشحن عالي الكبريت، والذي يُعتبر ملوثاً وغير مرغوب فيه، ارتفاعاً حاداً في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". وفي سنغافورة، أحد أكبر مراكز التزود بالوقود في العالم، ارتفعت أسعار ما يُعرف بزيت الوقود عالي الكبريت بشكل ملحوظ لتتجاوز سعر النفط الخام المعياري في المنطقة، مما يعكس تفاؤل السوق.
أظهرت بيانات القيمة العادلة من "بلومبرغ" أن زيت الوقود عالي الكبريت كان يُباع بخصم يبلغ حوالي دولار واحد للبرميل مقارنة بخام دبي بعد ظهر الأربعاء في سنغافورة، مقارنة بخصم بلغ 11 دولاراً في أوائل سبتمبر.
استخدام الوقود عالي الكبريت
ومنذ دخول معايير المنظمة البحرية الدولية 2020 (IMO 2020) حيز التنفيذ في بداية العقد، لجأت العديد من السفن لتركيب معدات تحد من التلوث، أو ما يُعرف بالمعدات الكاشطة، ما يسمح لها بمواصلة استخدام الوقود عالي الكبريت بدلاً من التحول إلى أنواع منخفضة الكبريت. وعلاوة على ذلك، تلقت مراكز التزود بالوقود مثل سنغافورة دفعة إضافية مع إعادة توجيه السفن بعيداً عن البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023، ما أدى إلى إطالة مدة إبحار السفن وزيادة التزود بالوقود في الدولة المدينة.
على صعيد الإمدادات، فإن توفر زيت الوقود عالي الكبريت ينحسر أيضاً مع قيام المصافي الأحدث في الصين والشرق الأوسط بتكرير الزيوت الأثقل والأكثر لزوجة وتحويلها إلى وقود أنظف مثل البنزين والديزل. كما يمكن أن يُعزى جزء من شح الإمدادات إلى تراجع التدفقات من بعض المصافي، حسبما ذكر أرن لوهمان راسموسن، رئيس قسم الأبحاث لدى "أيه/ إس غلوبال ريسك مانجمنت" (A/S Global Risk Management).
كما أظهرت البيانات أن معدل للوقود عالي الكبريت قفز أيضاً إلى حوالي 20 دولاراً للبرميل من حوالي دولارين في أوائل أكتوبر. وتعني زيادة الباكورديشن في الأسواق أن العقود الفورية الأقرب أجلاً لسلعة معينة ترتفع مقارنة بنظيرتها المستقبلية الأطول أجلاً، ما يدل على زيادة طلب الإمدادات القريبة وقلة المعروض.
وفي سنغافورة، زادت مبيعات الوقود البحري عالي الكبريت في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 بحوالي 25% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب البيانات الرسمية. وكانت الدولة واحدة من أكبر المستفيدين من السفن التي تتجنب البحر الأحمر وتسلك الطريق الأطول حول جنوب أفريقيا، ما أدى إلى عبور مزيد من السفن للمحيط الهندي وتجنب نقاط التزود بالوقود التقليدية في الشرق الأوسط.