قفزت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي إلى أعلى مستوياتها هذا العام بعد انخفاض التدفقات من النرويج، مما يسلط الضوء على خطر الاعتماد بشكل مفرط على مورد رئيسي واحد.
زادت العقود الآجلة للغاز الهولندي القياسي بأكثر من 13% اليوم الإثنين، وهي أكبر نسبة منذ بداية العام. وليس من الواضح إلى متى سيستمر التوقف المفاجئ في محطة معالجة الغاز الضخمة "نيهامنا" (Nyhamna) في النرويج. في الوقت نفسه، توقفت تدفقات النرويج إلى محطة "إيزنغتون" (Easington) في المملكة المتحدة، وهي نقطة دخول لثلث إجمالي إمدادات بريطانيا.
تُظهر انقطاعات الإمدادات الدور المحوري الذي تلعبه النرويج في تزويد أوروبا بالغاز، بعد توقف معظم عمليات تسليم خطوط الأنابيب الروسية في أعقاب الحرب على أوكرانيا. حتى بعد أزمة الطاقة، لا تزال السوق حساسة للغاية لمشكلات العرض، فيما تتفاعل الأسعار بسرعة عندما يكون هناك أي انحراف عن خطط الصيانة الموسمية المقررة.
قال جيسبر جوهانسون، الرئيس التنفيذي لشركة التداول الدانمركية "إن كوموديتيز" (InCommodities A/S)، في مقابلة: "نحن كأوروبيين نعتمد على بقية العالم في إمداداتنا من الطاقة، وهذا وضع هش".
من جانبه، أشار ألفريد سكار هانسن، نائب الرئيس الأول لعمليات النظام في شركة "غاسكو" (Gassco AS)، عبر البريد الإلكتروني، إلى أن شركة "إكوينور" (Equinor ASA) تحقق الآن في مصدر المشكلة. وأوضح أن المشكلة قد تكون في قسم من خط الأنابيب في حقل "سليبنر" (Sleipner) للغاز الطبيعي في بحر الشمال، والذي يتصل بـ"إيزنغتون" و"نيهامنا".
أضاف سكار هانسن: "لم يتضح بعد تماماً المدة التي سيستغرقها الإصلاح".
تقول "غاسكو" (Gassco) إن الانقطاع مرتبط بمنصة "رايزر".
ارتفاع العقود الهولندية والبريطانية
ارتفعت العقود الآجلة الهولندية لشهر، وهي معيار الغاز الأوروبي، بنسبة 9.5% إلى 37.48 يورو لكل ميغاواط/ الساعة، عند الساعة 1:17 مساءً في أمستردام. سجل عقد المملكة المتحدة ارتفاعاً بـ15%، وهو الأعلى منذ أكتوبر.
كذلك يسلط الارتفاع المتسلسل الضوء على مدى استمرار تعرض السوق لتقلبات شديدة، حتى مع ملء مواقع التخزين بنحو 70%، وبطء تعافي الطلب الصناعي في أوروبا. ارتفعت العقود الآجلة للغاز لثلاثة أشهر متتالية، وقفزت بـ18% في مايو.
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في "ساكسو بنك"، إن "الانقطاع غير المفاجئ في النرويج يسلط الضوء مجدداً على اعتماد أوروبا على الواردات".
في حين كانت أوروبا تعتمد على روسيا في الماضي للحصول على نحو ثلث الغاز الذي تحتاجه، تعتمد المنطقة حالياً بشكل متزايد على التدفقات عبر الأنابيب من النرويج، وعلى إمدادات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وقطر.
قالت شركة "غاسكو" على موقعها على الإنترنت إن "نيهامنا" و"إيزنغتون" توقفتا حتى يوم الأربعاء على الأقل بعد القيود المفروضة على المنبع والمصب.
إضافة إلى التفاؤل، انخفضت واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا أيضاً في الأسابيع الأخيرة مع ارتفاع الطلب في آسيا، حيث تزيد موجة الحر من الاستهلاك لأغراض التبريد. قال هانسن من "ساكسو بنك" إن هذا يؤجج المنافسة على الشحنات بين أوروبا وآسيا. وينصب التركيز أيضاً على الاضطرابات في بعض مرافق الغاز الطبيعي المسال العالمية.
على صعيد أسواق الكهرباء، تراجعت أسعار عقود الكهرباء الألمانية لأجل يوم من أعلى مستوى لها منذ نوفمبر، واستقرت عند 107.23 يورو لكل ميغاواط/ الساعة، في شركة "إبيكس سبوت" (Epex Spot SE). كما ارتفع عقد يوليو لأجل شهر إلى أعلى سعر منذ يناير.