قال مسؤولون بارزون في وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة الرئيس جو بايدن ستواصل مناقشة مشتريات الهند من النفط الروسي مع المسؤولين الحكوميين (الهنود)، لكنها راضية حتى الآن عن أن نيودلهي تشتري بسعر يقل كثيراً عن الحد الأقصى للأسعار الذي فرضه الغرب على الخام الروسي.
وقال المسؤولون للصحفيين يوم الأربعاء، شرط عدم الكشف عن هوياتهم، إن مشتريات الهند من النفط الروسي موضوع دائم للنقاش بين الولايات المتحدة والهند، حيث تسعى واشنطن إلى حرمان روسيا من الإيرادات التي تحتاج إليها لتمويل غزوها لأوكرانيا. واعتبروا أن شراء الخام الروسي بخصم كبير عن سقف الأسعار جيد لاقتصاد الهند ولاستقرار أسواق النفط.
جاءت إفادات المسؤولين مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكين إلى نيودلهي لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين؛ حيث سيحاول بلينكين حشد نظرائه لإدانة العدوان الروسي على أوكرانيا وتسليط الضوء على تأثير الحرب على أسعار الغذاء والطاقة العالمية.
تتمتع الهند بعلاقات دفاعية ودبلوماسية تاريخية وثيقة مع روسيا، وأجلت إلى حد كبير إدانة الحرب الروسية في الأمم المتحدة، على الرغم من انتقاد بعض كبار المسؤولين الغزو وتأثيره على الدول النامية.
تحديات تطبيق قيود سقف الأسعار
طوال الشهور الماضية، انتهزت الهند -التي تعتمد على الاستيراد- الفرصةَ التي قدمها سعر الخام المخفض. ومنذ أكثر من عام بقليل، لم تشتر البلاد أي نفط روسي تقريباً؛ لكن الدول الواقعة في جنوب آسيا أصبحت اليوم سوقاً حاسمة لموسكو، والتي بدورها حلت محل الموردين الآخرين. ولا يُرجّح أن يتغير ذلك حتى مع إعادة فتح النشاط الاقتصادي في الصين بعد عمليات الإغلاق الطويلة بسبب الوباء.
لكن قدرة الهند على الاستفادة من انخفاض الأسعار تواجه الآن تحديات تطبيق القيود. وأفاد مديرو مصافي نفط ومصارف أن الحاجة إلى إثبات بأن الواردات تتوافق مع الحد الأقصى البالغ 60 دولاراً للبرميل الذي فرضته مجموعة الدول السبع يتطلب الآن خطوات إضافية وتحققاً قد يؤثرا على المشتريات.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة تتوقع أن تواصل الغالبية العظمى من دول مجموعة العشرين الوقوف ضد الحرب الروسية، مع بقاء روسيا والصين كطرفين منعزلين، مضيفين أنهم يتوقعون أن يرد في البيان النهائي لاجتماعات المجموعة ما يؤيد هذا الموقف.
الولايات المتحدة، التي زعمت أن الصين تدرس تقديم أسلحة أو غيرها من المساعدات الفتاكة لروسيا، تخطط أيضاً لإثارة هذه القضية على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، بما في ذلك مع دول أخرى من غير الحلفاء المقربين والشركاء الذين أطلعتهم بالفعل على حد قول المسؤولين.