عزَّزت منظمة "أوبك" من إنتاج النفط الخام وفقاً لمخططاتها في الشهر الماضي، إلا أنَّ الاضطرابات طويلة الأمد في الدول الأعضاء أدَّت إلى عرقلة الزيادة في الإنتاج.
ووفقاً لمسح أجرته بلومبرغ، رفعت منظمة البلدان المصدِّرة للبترول "أوبك" الإنتاج بمقدار 190 ألف برميل يومياً في يناير، لكي يتناسب مع الاتفاق بين المنظمة وحلفائها، الذي يهدف إلى إحياء بعض الإمدادات التي توقَّفت خلال وباء كورونا.
لكنَّ التغيُّر الشهري مثَّل ثلثي الكمية المقررة بصعوبة، إذ أثَّرت الاضطرابات في نيجيريا وليبيا على زيادات مصدِّري النفط في الخليج العربي والأعضاء بـ"أوبك" أيضاً.
وبلغ متوسط إنتاج الـ 13 عضواً في "أوبك" 25.67 مليون برميل يومياً في يناير، وفقاً للمسح الذي استند إلى بيانات تتبُّع السفن، والمعلومات الصادرة عن المسؤولين، وتقديرات الاستشاريين بما في ذلك "رايستاد إنيرجي إيه إس" Energy AS Rystad ، و"جيه بي سي إنيرجي جي إم بي إتش" JBC Energy GmbH، و"إنيرجي آسبكتس ليميتيد" Energy Aspects Ltd، و"بترو لوجيستيكس إس إيه" Petro-Logistics SA.
واتفقت "أوبك" وشركاؤها على استعادة 500 ألف برميل يومياً بشكل جماعي في يناير، وسط مؤشرات على تعافٍ مؤقت في الطلب العالمي على الوقود، بعد صدمة وباء كورونا. وبلغ نصيب "أوبك" من الزيادة بما يرتفع قليلاً عن 300 ألف برميل.
وأظهر المسح أنَّ السعودية، والكويت، والإمارات، والجزائر أحيت إنتاجها وفقاً للاتفاق.
وفي ليبيا، العضو المستثنى من الاتفاقية بسبب الانقطاعات المزمنة السابقة، انخفض الإنتاج بمقدار 60 ألف برميل يومياً، إلى 1.16 مليون بعدما أدَّى تسرُّب إلى إغلاق خط أنابيب رئيسي لأكثر من أسبوع.
وكشف التوقُّف عند الرابط الذي تديره شركة الواحة للنفط، حجم الخسائر الناتجة عن الاستثمار غير الكافي، والإهمال بالبنية التحتية في دولة مزَّقتها الصراعات.
كما شهدت نيجيريا أيضاً انخفاضاً في الإنتاج بمقدار 50 ألف برميل يومياً إلى 1.47مليون، بعد أن طلبت شركة "رويال داتش شل بي إل سي" Royal Dutch Shell Plc تعليق تسليم خام "فوركادوس" Forcados جرَّاء تسرب خط الأنابيب.
كما تراجعت التدفُّقات من منشأة "كوا إيبوي" Qua Iboe التابعة لشركة "إكسون موبيل كورب" Exxon Mobil Corp بسبب الظروف القاهرة المستمرة، التي تزايدت في وقت سابق من هذا الشهر. وفي السنوات الأخيرة، تعطَّلت صادرات البلاد من حين لآخر، بسبب التخريب والتسريبات في شبكة خطوط الأنابيب.
ثبات الإمدادات العراقية
وأظهر المسح حفاظ العراق على ثبات معدَّل الإمدادات، بعد وعده السابق بخصوص خفض الإنتاج بشكل كبير، كي يوفي بنصيبه من التخفيضات التي تعهَّد بها. وأظهر المسح أنَّ البلاد تضخ 3.87 مليون برميل في المتوسط يومياً.
وبعد الزيادة في يناير، قرَّرت المنظمة وحلفاؤها الحفاظ على استقرار الإنتاج لمدَّة شهرين، إذ يشكِّل الوباء المنتشر تهديداً جديداً على طلب الوقود.
وتعهَّدت المملكة العربية السعودية بخفض مليون برميل إضافي من إنتاجها الخاص في تلك الفترة، لكي تحافظ على استمرار توازن الأسواق العالمية.