وقّع المغرب ونيجيريا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، يوم الخميس مذكرة تفاهم لإنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي الذي سيمتد على طول 7 آلاف كيلومتر.
سينطلق خط الأنابيب من نيجيريا وينتهي في المغرب، وسيمر عبر 11 دولة وهي بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.
ينقل خط الأنابيب عند اكتماله ما يقرب من 3 مليارات قدم مكعبة يومياً من الغاز على طول ساحل غرب أفريقيا وصولاً إلى المغرب وأوروبا.
وبينما لم تتضمن الاتفاقية أي طرف أوروبي، إلا أن وزير الموارد البترولية النيجيري قد قال في تصريحات سابقة إن بلاده تخطط لمد أنابيب للغاز الطبيعي من كل من المغرب والجزائر إلى أوروبا. ولدى المغرب حالياً خط أنابيب للغاز الطبيعي كان يصدّر الغاز القادم من الجزائر إلى إسبانيا، إلا أنه يستخدم حالياً لاستيراد الغاز من إسبانيا.
في حال اتخاذ القرار النهائي بمد هذا الخط المرتقب العام المقبل، فمن المتوقع أن ينقل أولى شحنات الغاز أواخر عام 2027.
قالت أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بالمغرب، في مؤتمر صحفي بمناسبة توقيع مذكرة التفاهم، إن البنك الإسلامي للتنمية أول بنك وافق على تمويل هذا المشروع الضخم، إضافة إلى صندوق الأوبك للتنمية الدولية.
في شهر يونيو الماضي، أعطى المجلس التنفيذي الفيدرالي لنيجيريا موافقته على إبرام شركة النفط الوطنية النيجيرية اتفاقية مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لبناء خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب.
تم إطلاق مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب عام 2016 في أبوجا برئاسة الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بخاري.
يستوجب المشروع إجراءات دراسات عدة للوصول إلى مرحلة تقدير التكلفة والبحث عن التمويل، ومن المنتظر أن تشارك في تمويله عدد من الدول والمؤسسات التمويلية القارية والدولية.
خطان إلى أوروبا
قال تيمبر سيلفا، وزير الموارد البترولية النيجيري في لقاء سابق مع قناة "الشرق"، إنَّ بلاده لديها احتياطيات مؤكّدة من الغاز تبلغ 206 تريليونات قدم مكعبة، وننتج حالياً 8 مليارات قدم مكعبة من الغاز يومياً، وتسعى لزيادته إلى 12.2 مليار قدم مكعبة".
أشار سيلفا إلى العمل حالياً على تمديد خطوط للغاز إلى أوروبا عبر المغرب والجزائر بقوله: "نبني خطاً للغاز يمتد حتى أوروبا عبر الجزائر، ولدينا خطة أخرى مع المغرب لبناء أنبوب آخر سينقل الغاز النيجيري إلى القارة الأوروبية".
تشهد سوق الغاز حالياً أزمة كبيرة بسبب خطط أوروبا لفطم نفسها عن أي مصادر للطاقة القادمة من روسيا.
تواصل أسعار الغاز ارتفاعها بين الحين والآخر، لكنها عند مستويات قياسية قد تواصل تحطيمها خاصة خلال فصل الشتاء مع توقف روسيا عن توريد الغاز إلى بعض الدول الأوروبية، في الوقت الذي تبحث فيه القارة العجوز عن منافذ أخرى لتعويض الغاز الروسي.
قفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا أمس الأربعاء 10% بعد أن كشفت المفوضية الأوروبية عن خطة للتدخل في السوق تتضمن تعليق فكرة تحديد سقف للأسعار الذي كانت تأمل أن يساهم في تقليص سعر الغاز الطبيعي المورد لدول القارة.