صدّرت مصر من خلال محطة إسالة الغاز في "إدكو" نحو 20 شحنة غاز مسال، تقدر بـ 1.3 مليون طن، منذ بداية العام 2022 حتى منتصف شهر مايو الجاري، تتركز معظمها في أسواق أوروبا وآسيا، بحسب علاء الضبع مدير عام الشؤون الخارجية والحكومية بشركة"شل" الذي أكد لـ"الشرق" أن الشركة تدعم جهود مصر الرامية للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
أدّت أسعار الغاز المرتفعة في أوروبا خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية إلى تحويلها كوجهة مسيطرة بالنسبة للغاز المصري الطبيعي المسال، والتي كانت تهيمن عليها تاريخياً آسيا. فاعتباراً من أبريل، حصلت أوروبا على 71% من صادرات الغاز الطبيعي المسال المصري هذا العام، وفي مقدّمة الأسواق المستوردة تركيا وإسبانيا وفرنسا.
توقع الضبع أن تستحوذ أسواق أوروبا على نصيب كبير من صادرات الغاز المصرية خلال الفترة المقبلة، نظراً لتزايد احتياجات الدول الأوروبية من الغاز بعد أزمة الطاقة التي شهدتها نتيجة لتوقف امدادات الطاقة الروسية.
تستحوذ شركتي شل وبتروناس الماليزية على 71% من محطة إدكو مناصفة، فيما تبلغ حصة الحكومة المصرية ممثلة في هيئة البترول، والمصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" نحو 24% مناصفة، وجاءت النسبة المتبقية والمقدرة بـ 5% من نصيب شركة إنجي الفرنسية.
خريطة تصدير الغاز
تتضمن خريطة تصدير مصر للغاز المسال لأبرز الأسواق العالمية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، اليابان وسنغافورة، فرنسا، الهند، باكستان، الصين، تركيا، اليونان، إيطاليا، الكويت، بنجلاديش، المملكة المتحدة، إسبانيا، تايوان، كوريا الجنوبية، بلجيكا، بنما، الإمارات، تايلندا، وكرواتيا.
بلغت صادرات الغاز المسـال من مجمعي إدكو ودمياط خلال العام 2021 نحو 6.5 مليون طن مقابل 1.5 مليون طن عام 2020، بنمو 385 %، وهي نسبة النمو الأعلى عالمياً مقارنة بباقي الدول المصدرة للغاز المسال خلال عام 2021، كما أنه أعلى رقم للصادرات تحققه مصر منذ عام 2011.
توقعت "بلومبرغ إن إي إف" أن تصدّر مصر 8.2 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في العام الجاري، بسبب ارتفاع أسعاره الفورية في أوروبا، الأمر الذي حفّز البلاد على زيادة إنتاج الغاز لدعم صادراتها منه، ليمثّل ذلك أعلى مستوى تصدير لمصر منذ عام 2009، بناءً على بيانات شركة "بريتش بتروليوم".
الطاقة الإنتاجية
تبلغ الطاقة الإنتاجية لمجمع " إدكو" نحو 7.2 مليون طن في العام، فيما يصل إجمالي القدرة الإنتاجية لمصنعي الإسالة بإدكو ودمياط مجتمعين إلى 12 مليون طن سنوياً، وعاد مصنع دمياط للتصدير بعد توقف دام لمدة 8 سنوات، حيث قامت مصر بتصدير أول شحنة من الغاز المسال من المصنع في مارس 2021، مما أدى إلى زيادة صادرات الغاز المسال بنسبة 123.3%، لتبلغ 6.7 مليون طن عام 2021، مقارنة بـ3 ملايين طن عام 2013.
قررت شركة شل مصر تركيز أعمالها في المناطق البحرية والتخارج من المناطق البرية في مصر، بما يتسق مع إستراتيجية النمو التي تنتهجها الشركة، بحسب الضبع.
صدّرت مصر نحو 2.1 مليون طن، في الربع الرابع من العام 2021، بحسب منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك".
نجحت مصر في تشغيل مجمعي إدكو ودمياط خلال الربع الرابع بكامل طاقتهما التصميمية البالغة 1.6 مليار قدم مكعب في اليوم مسـتغلة الفائض عن الاستهلاك المحلي بسبب تراجع الطلب على الكهرباء في فصل الشتاء، ومستفيدة من ارتفاع الأسعار الفورية في الأسواق العالمية.
تكامل الأعمال
أكد مدير عام الشؤون الخارجية والحكومية بشركة "شل"، أن الغاز الطبيعي يمثل أهمية قصوى بسبب تركيز الشركة على تكامل أعمالها في مجال الغاز بدءاً من الحفر والإنتاج حتى التسييل ونهاية بالبيع و التصدير.
بدأ تشغيل محطة إدكو في العام 2005 باستثمارات 2 مليار دولار، وتضم وحدتين لإسالة الغاز بطاقة 7.5 مليون طن سنوياً، وتبلغ قيمة المحطة الإنشائية ما يعادل 10 مليارات دولار، وقد سددت آخر دفعة من قرض الإنشاء في يوليه 2017. تضم المحطة ميناء للتصدير بطاقة استقبال ناقلات بسعة 165 ألف متر مكعب، كما تضم مستودعين بطاقة 140 ألف متر مكعب لكل مستودع.
تخطط مصر لتعزيز إمدادات الغاز من خلال اتفاق إطاري بين "إيني" الإيطالية (Enni) وإيجاس (EGAS) لتعظيم إنتاج الغاز في البلاد. كما يُمكن لحقلي "تمار" و"ليفياثان" الإسرائيليين أيضاً زيادة إمدادات الغاز عبر خط أنابيب الغاز شرق البحر الأبيض المتوسط، والذي باشر نشاطه في مارس. وقد تصل التدفقات إلى 3 مليارات متر مكعب في عام 2022.
الضبع أضاف أن شركة شل مصر جزء من إستراتيجية شل العالمية والتي تركز على التحول نحو الطاقة النظيفة والاستثمار فيها، مؤكداً أن الشركة ترغب في دعم جهود مصر لاستضافة مؤتمر المناخ الذي يُعقد في مصر نهاية العام الجاري.
المركز الخامس إقليمياً
احتلت مصر المركز الـ 14 عالمياً والخامس إقليمياً والثاني أفريقياً في إنتاج الغاز عام 2020، بحجم إنتاج سنوي بلغ 58.5 مليار مكعب، وفقاً لـبيانات شركة "بريتش بيتروليوم" " البريطانية، كما حافظت على مستويات إنتاجها وتصديرها للغاز الطبيعي خلال جائحة كورونا، ففي عام 2020- 2021 وصل حجم الإنتاج لـ66.2 مليار مكعب، والاستهلاك إلى 62.9 مليار مكعب، والفائض إلى 3.3 مليار مكعب، فيما سجل الإنتاج 63.2 مليار مكعب في عام 2019-2020، والاستهلاك 59.6 مليار مكعب، والفائض 3.5 مليار مكعب.
تم تنفيذ 30 مشروعاً لتنمية حقول الغاز في مصر منذ يوليو 2014 حتى سبتمبر 2021، بإجمالي تكلفة استثمارية بلغت نحو 514 مليار جنيه، بحسب تقرير صادر عن مجلس الوزراء المصري في نهاية شهر فبراير الماضي.
يجري تنفيذ مشروع مشترك لإعادة التصدير من قبرص إلى مصر، حيث يبلغ طول الخط المزمع إنشاؤه من قبرص حتى مصنع الإسالة بإدكو 380 كم، لافتاً إلى أن 8 دول يمكنها الاستفادة من عملية تصدير الغاز المصري لأوروبا، كما يجري حالياً إجراءات استئناف تصدير الغاز الطبيعي للبنان.
قالت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، إن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال عالمياً، أسهم في معاودة تصدير مصر من محطة "إدكو"، حيث نجحت في تصدير عدة شحنات للسوق الأوروبي والآسيوي مستفيدة من ظروف السوق المواتية.
أشارت "فيتش" إلى أن مصر عادت إلى وضع المصدر في عام 2019، بعد أن كانت مستورداً للغاز المسال، متوقعة أن يكون عام 2022 عام الذروة لإنتاج الغاز الطبيعي في مصر.
