قال مسؤولون حكوميون إنّ ألمانيا تعتزم وقف استيراد النفط الروسي بحلول نهاية العام الحالي، حتى في حال إخفاق الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق على فرض حظر على مستوى التكتل ضمن مجموعة العقوبات المقبلة.
تحرز جهود إبرام صفقات مع جهات توريد بديلة تقدماً في مكتب المستشارية في برلين، وتثق الحكومة بقدرتها على إيجاد حل للمشكلات اللوجستية المتبقية في غضون الأشهُر الـ6 إلى الـ7 القادمة، حسب مسؤولين تحدثوا بشرط عدم الإفصاح عن هوياتهم.
في ظل اجتماع وزراء خارجية التكتل في بروكسل المقرر عقده اليوم الاثنين لمناقشة الجولة المقبلة من العقوبات، طرح مسؤولون دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي تأجيل فرض الحظر التدريجي على النفط إثر اعتراض هنغاريا، لما سيكون للإجراء من ضرر بالغ على اقتصادها.
هنغاريا تواصل إعاقة حزمة عقوبات النفط الأوروبية ضد روسيا
قال المسؤولون إنّ حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس عازمة على مواصلة تنفيذ خطتها الوطنية في إطار العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا لغزوها أوكرانيا. ولم تحدد الحكومة الدول التي سيجري تعويض النقص من خلالها.
تراجعت حصة الخام الروسي في استهلاك ألمانيا بالفعل إلى 12% من نحو 35% قبيل اندلاع الحرب في أوكرانيا، حسب وزارة الاقتصاد في برلين.
التحدي
وتنطوي التحديات المتبقية على الوصول إلى مصدر بديل من النفط يكفي مصفاة شرق ألمانيا الرئيسية التي تعتمد على كميات هائلة من الخام الروسي عبر ما يسمى بخط أنابيب "دروغبا" الذي تديره شركة "روسنفت" المنتجة للخام المدعومة من الكرملين.
ستحتاج محطة معالجة النفط في مدينة "شويدت"، التي تكفل وصول إمدادات الوقود إلى مطار برلين الدولي، وغالبية محطات الوقود في العاصمة وولاية براندنبورغ المتاخمة لها، إلى تسليم شحنات بديلة من خلال ميناء "روستوك" الألماني المطل على بحر البلطيق.
ألمانيا قد تخسر 240 مليار دولار إذا توقفت إمدادات الطاقة الروسية
قال المسؤولون إنّ السلطات الألمانية أكدت أنه من الممكن الاعتماد على خط أنابيب قديم يربط بين مدينتي روستوك وشويدت، لكن حجمه الصغير إلى حد ما يعني أنه ليس في إمكانه تغطية سوى نحو 60% من الطاقة الاستيعابية الكاملة للمصفاة في الوقت الراهن. تسعى السلطات لرفع مستويات ضغط الضخ لخط الأنابيب وتحديث البنية التحتية حتى يصل نفط أكثر إلى مدينة شويدت.
كما تجري دراسة تلبية الطلب على الوقود في مطار برلين من خلال مصفاة مختلفة، ربما التي تقع في ولاية بافاريا.
قد يجري توفير النفط غير الروسي لمدينة شويدت في البداية من خلال الاحتياطي الوطني الموجود على مقربة من ميناء فيلهلمسهافن، إذ سيجري شحنه عبر قناة كيل الألمانية إلى مدينة روستوك ليصل من هناك عبر خط الأنابيب المعزز إلى المصفاة.
بما أنه سيجري النظر إلى شركة "روسنفت" على أن لديها حافزاً محدوداً لإيجاد جهات توريد بديلة إلى شويدت، فإن ألمانيا تجهز تشريعاً قانونياً سيؤدي إلى التخلص من سيطرة الشركة الروسية على المصفاة مع حلول الأول من شهر يونيو المقبل.
هولندا وقطر
من المتوقع أن تتصدر عقوبات النفط وأمن الطاقة جدول الأعمال الأسبوع القادم عندما يسافر شولتس إلى هولندا لعقد محادثات مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته يوم الخميس المقبل، علاوة على استضافته أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في برلين يوم الجمعة.
ألمانيا تسابق الزمن للتحول إلى مركز عملاق لاستقبال الغاز الطبيعي المسال
وقفت شركة "شل" بيع حصتها في مصفاة شويدت، وتعقد محادثات مع الحكومة الألمانية حول حصتها عقب التوصل إلى اتفاق خلال العام الماضي لبيعها إلى شركة "روسنفت".
يرمي الاقتراح المقدم من قبل الاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر على النفط الخام خلال الأشهُر الـ6 القادمة والوقود المكرر مع حلول أوائل يناير المقبل. يتيح الاقتراح لدولتي هنغاريا وسلوفاكيا الامتثال لقرار الحظر حتى نهاية 2024، وجمهورية التشيك حتى شهر يونيو 2024. تعتمد الدول الثلاث بطريقة هائلة على النفط الروسي.
تقدم رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان باقتراح مفاده أن أي حظر نفطي يتعين أن تجري مناقشته من قِبل قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة على مستوى الزعماء. ومن المنتظر أن يكون الموعد القادم في أواخر شهر مايو الحالي.