أسعار غاز أوروبا تقفز 41% عقب هجوم روسيا على أهداف أوكرانية

 شركات الغاز تعتزم اصدار سندات خضراء  - المصدر: بلومبرغ
شركات الغاز تعتزم اصدار سندات خضراء - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قفزت أسعار الطاقة الأوروبية عقب شن قوات روسيا لهجوم على أهداف تقع في أنحاء متفرقة من أوكرانيا في محاولة لنزع سلاح البلاد. تعهد الغرب بفرض عقوبات إضافية.

ارتفعت العقود المستقبلية القياسية الهولندية بما يصل إلى 41% في صعود مستمر لليوم الرابع على التوالي. كما صعدت أسعار كهرباء ألمانيا لعقود شهر مارس المقبل 31%. قفزت الأسعار على مدى هذا الأسبوع مع تصاعد التوترات المتعلقة بأوكرانيا.

أطلقت روسيا سيل هجمات صاروخية في ساعات الخميس الباكرة، مطلقة معها أسوأ أزمة أمنية في أوروبا منذ عقود. أصدرت وزارة الداخلية الأوكرانية تحذيرات من استهداف العاصمة كييف، وطالبت المواطنين بالتوجه نحو الملاجئ. كما قال حرس حدود أوكرانيا، إنَّه قد تلقّوا قصفاً من 5 مناطق، بما فيها شبه جزيرة القرم من الجنوب، وبيلاروسيا من الشمال.

قال فلاديمير بوتين في خطاب بُثَّ عبر التلفزيون على المستوى الوطني قبيل شن الهجوم، إنَّ روسيا لا تعتزم "احتلال" جارتها الجنوبية، بيد أنَّ هذا التحرك كان ضرورياً عقب تجاوز الولايات المتحدة مع حلفائها "الخط الأحمر" بالنسبة لروسيا من خلال توسيع تحالف الناتو. ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن تحرك بوتين بأنَّه "هجوم طائش وغير مبرر"، وقال: "إنَّ العالم سيُخضع روسيا للمحاسبة".

أعلن بايدن أنَّه سيجتمع مع نظرائه في مجموعة الدول السبع الخميس، ثم سيخاطب الشعب الأمريكي ليعلن فرض المزيد من العقوبات على موسكو. قد تسفر أي عقوبات تقلّص من إتاحة العملات الأجنبية لروسيا بقلب أسواق السلع الأساسية بدءاً بالنفط والغاز ووصولاً إلى المعادن والمواد الغذائية رأساً على عقب.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

عقوبات النفط والغاز

قال هانز فان كليف، كبير خبراء اقتصاد الطاقة لدى "أيه بي إن أمرو بنك" (ABN Amro Bank): "سيعتمد المشهد الكلي بشدة على كيفية رد أوروبا والولايات المتحدة... هل سيفرضون عقوبات تطال قطاع النفط والغاز أم لا؟"

بيّن أنَّه في حال سلم هذا القطاع من العقوبات، فربما يخسر قوته الدافعة في وقت قريب. صعدت أسعار خام برنت فوق مستوى 100 دولار للبرميل لأول مرة منذ 2014 وسط تطورات الآونة الأخيرة.

تعرّض هذه الأزمة إمدادات الوقود في أوروبا، التي تعاني شحاً في الطاقة، لمزيد من الخطر. تعتمد القارة على روسيا لما يفوق ثلث إمداداتها من الغاز. أسفر تراجع انخفاض مخزونات الوقود السنة الماضية عن صعود الأسعار لتبلغ مستويات قياسية. صرّح وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف هذا الأسبوع أنَّ روسيا تسعى إلى الحفاظ على إمداداتها من الغاز خارج البلاد "دون انقطاع".

قالت كاتيا يافيمافا، الباحثة البارزة في معهد "أكسفورد" لدراسات الطاقة، مشيرة لشبكة مراسلات مدغوعات البنوك: "إذا قرر الغرب فصل روسيا عن نظام المدفوعات الدولي (سويفت)؛ فإنَّ تسديد مستحقات إمدادات الغاز الروسي سيصبح مستحيلاً".

أوضحت قائلة: "سيتسبب هذا بخلق ظروف تعاقدية قهرية تقود لوقف الإمدادات، إلى جانب انعكاسات وخيمة ستقع على المستهلكين الأوروبيين من منظوري الوفرة المادية والأسعار".

علّقت ألمانيا إجراءات التصديق على مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2" المعد لنقل الغاز بطريقة مباشرة من روسيا إلى أوروبا. كما أدرجت الولايات المتحدة الأربعاء المشروع ضمن عقوباتها المفروضة على روسيا.

تبلغ عنان السماء

توقَّع محللون من شركات شملت "غولدمان ساكس"، و"وود ماكنزي"، و"رياستاد إنرجي" (Rystad Energy) أن تتواصل الأسعار العالية خلال بقية العام الجاري جراء نقص الوقود المستعمل في توليد الكهرباء، والصناعة، والتدفئة. تراجعت التدفقات الروسية بالفعل منذ النصف الثاني من العام الماضي.

بلغت العقود المستقبلية القياسية للغاز الهولندي 125 يورو لكل ميغاواط/ ساعة، ثم تراجعت إلى مستوى زيادة 28% لتصل عند 114 يورو لكل ميغاواط/ ساعة الساعة 8:38 صباحاً بتوقيت أمستردام. وصلت أسعار الكهرباء الألمانية في عقود مارس المقبل إلى 260 يورو لكل ميغاواط/ ساعة، وهو المستوى الأعلى لها منذ 7 يناير.

يعنزم الاتحاد الأوروبي عقد قمة حضورية طارئة لزعماء التكتل يوم الخميس لمناقشة الأزمة. ستكون أوروبا مضطرة للدخول بمنافسة مع آسيا على الغاز الطبيعي المسال في حال عطّلت الأزمة الشحنات القادمة من روسيا عبر خطوط الأنابيب.

قالت شركة "غازبروم" الروسية لتصدير الغاز يوم الخميس، إنَّ تدفقاتها إلى أوروبا عبر أوكرانيا تسير على النحو المعتاد.

لكن من المعتاد أن يتدفق ثلث الغاز الروسي تقريباً إلى أوروبا عبر أوكرانيا، ويقول محللون، إنَّ أي تصعيد للصراع ربما يؤدي إلى تعطيل تلك التدفقات.

قالت كاترينا فيليبينكو، المحللة الرئيسية المختصة بأبحاث الغاز في أوروبا لدى "وود ماكينزي"، في رسالة عبر البريد الإلكتروني الأربعاء: "في حال كان الاضطراب من النوع الممتد لفترة طويلة؛ لن يكون بالإمكان إعادة بناء مخزون الغاز خلال الصيف المقبل...سنتعرض لموقف كارثي، إذ يقترب مخزون الغاز من مستوى الصفر في فصل الشتاء المقبل. ستبلغ الأسعار عنان السماء. ستضطر الصناعات لإغلاق أنشطتها. سيتصاعد معدل التضخم. من الممكن أن تسفر أزمة نقص الطاقة الأوروبية عن ركود عالمي."

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات