سلطت موجة سحب الفراولة المجمدة المرتبطة بتفشي عدوى التهاب الكبد "أ" في الولايات المتحدة الضوء على خطر نشر الأغذية الملوثة للأمراض الفتاكة.
طالبت إدارة الغذاء والدواء الأميركية هذا الأسبوع مزيداً من الشركات بسحب منتجاتها من السوق، مع وقف عرض عدد من المواد الغذائية على أرفف متاجر البقالة، ومن بينها شركة "ولمارت" (Walmart) و"كوستكو هولسيل" (Costco Wholesale).
فيما يلي كل المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها حول تفشي التهاب الكبد "أ"، والمنتجات التي يجب تجنبها:
ما التهاب الكبد "أ" ؟
عادةً ما يكون التهاب الكبد "أ" عدوى فيروسية قصيرة الأجل تؤدي إلى التهاب الكبد، والذي لا يؤدي في الغالب إلى مرض مزمن أو تلف طويل الأمد في الأعضاء.
وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) لا ينبغي الخلط بين التهاب الكبد "أ" وفيروسات التهاب الكبد "ب" و"ج" التي تحمل أسماء مشابهة، ويمكن أن تبقى في الجسم على المدى الطويل، وتشكل خطراً أكبر.
عقار "نستله" لعلاج الحساسية من الفول السوداني يفشل
لكن رغم ذلك يمكن أن يشكل هذا المرض خطراً في حالات نادرة. وفي عام 2020، سجلت الولايات المتحدة 179 حالة وفاة يعود سببها إلى الإصابة بالتهاب الكبد "أ"، من بين المرضى الذين سردوا أسباباً متعددة لحالاتهم.
وقدّر مركز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها تسجيل الولايات المتحدة ما يقرب من 20 ألف حالة إصابة بالفيروس في ذلك العام.
كيفية انتقال عدوى التهاب الكبد "أ"؟
يُعتبر هذا الفيروس شديد العدوى وينتشر عندما يهضم الشخص المصاب شيئاً ملوثاً، وغالباً ما يكون ناجماً عن استهلاك الطعام والماء الملوثين. كما يمكن أن تنتقل العدوى من خلال التلامس الجسدي أو الجنسي الوثيق.
كيف تُنقل عدوى التهاب الكبد داخل الطعام؟
يمكن أن يتلوث الطعام بسهولة بفيروس "التهاب الكبد" عموماً، والذي يمكن العثور عليه في براز ودم المصابين. كما أن عدم غسل اليدين بعد الحمام يعني أن بإمكان من يلمس المنتجات الغذائية تلويثها بالفيروس بسهولة في أي مرحلة من مراحل الإنتاج، بدءاً من زراعة المحاصيل والحصاد ووصولاً إلى طهيها.
الأهم من ذلك، أنه يمكن لهذه العدوى أن تنجو حتى من درجات الحرارة المتجمدة، أي أن الأطعمة المجمدة الملوثة تحتضن الفيروس داخلها ببساطة حتى تذوب في مكان بعيد غالباً عن منشأها الأول.
دواء لقصور القلب يثبط الخفقان لدى مرضى "كوفيد" المتمدد
خلال أحدث موجة تفشي، ربطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الفيروس بالفراولة العضوية المجمدة المستوردة من باجا في كاليفورنيا، والمكسيك. حيث تسببت الفراولة الطازجة المستوردة في الولاية الشمالية إلى تفشٍّ منفصل لعدوى التهاب الكبد "أ" في الولايات المتحدة العام الماضي، والتي أصابت ما لا يقل عن 18 شخصاً.
أعراض التهاب الكبد التي يجب الانتباه إليها
تتطور الأعراض عادةً بعد أسبوعين إلى سبعة أسابيع من الإصابة. ويمكن أن تشمل اصفرار الجلد والعينين اللون أو التعب أو الحمى أو فقدان الشهية أو البول الداكن أو البراز فاتح اللون.
يمكن للشخص المصاب أن ينقل العدوى لمدة تصل إلى أسبوعين قبل ظهور الأعراض عليه، وأحياناً لا تظهر الأعراض على المصابين، ما يُصعب اكتشافها. يُعتبر فحص الدم الطريقة الأفضل لتحديد ما إذا كان المريض مصاباً بالتهاب الكبد "أ"، حيث تكون أعراضه مشابهة للعديد من الحالات الأخرى.
هل من لقاح لتفادي العدوى، وهل يمكن الشفاء منها؟
تم إعطاء اللقاحات متعددة الجرعات منذ عقود، وثبُت مدى فعاليتها ضد الفيروس، مع آثار جانبية خفيفة بشكل عام. تتوفر أيضاً لقاحات مركبة ويمكن أن تساعد في الحماية من كل من التهاب الكبد "أ" والتهاب الكبد "ب".
"تقوّض الطب الحديث".. مؤشرات على تزايد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
لا يوجد دواء محدد لعلاج التهاب الكبد، حيث يتعافى المرضى بشكل عام مع حصوله على الراحة الكافية والترطيب والتغذية. بمجرد إصابتك به مرة واحدة، لا يمكنك التقاطه مرة أخرى.
هل من الآمن أكل الفاكهة المجمدة؟
بشكل عام، نعم. في حين أن موجة التفشي الأخيرة قد تسببت في قلق عارم، إلا أنه لا يزال يؤثر على عدد قليل فقط من الناس، حيث أُبلغ عن تسع حالات مرتبطة بتناول الفراولة الملوثة في ثلاث ولايات. ونُقلت ثلاث حالات من بين المصابين إلى المستشفى ولم تُسجل أي حالة وفاة.
كيف نعرف المنتجات الملوثة؟
تنصح إدارة الغذاء والدواء الأميركية الأشخاص بفحص منشأ الفراولة المجمدة قبل استهلاكها، للتأكد من أنها ليست مدرجة في قائمة المنتجات التي يحتمل أن تكون ملوثة.