نسبة التطعيم في مرحلة رياض الأطفال انخفضت إلى 93%

انخفاض معدلات تطعيم الأطفال في أميركا بسبب التشكيك في اللقاحات

طفل يرتدي ضمادة بعد تلقي جرعة من لقاح مضاد لكوفيد-19 - المصدر: بلومبرغ
طفل يرتدي ضمادة بعد تلقي جرعة من لقاح مضاد لكوفيد-19 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

انخفضت معدلات التطعيم في المدارس لأمراض الأطفال الشائعة بشكل طفيف في الولايات المتحدة العام الماضي، مما يثير مخاوف بشأن التردد تجاه اللقاحات الذي نشأ أثناء الوباء كرد فعل على لقاحات كوفيد-19.

ذكرت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" في تقرير أنَّه تم تطعيم حوالي 93% من تلاميذ مرحلة رياض الأطفال خلال العام الدراسي 2021-2022 ضد عدد كبير من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، والتي يمكن أن تشكّل خطورة بشكل خاص على الأطفال الصغار، بانخفاض عن نسبة 94% في العام السابق، وحوالي 95% قبل بدء تفشي الوباء. كما زاد عدد الأطفال الذين لم يتم تلقيحهم دون استثناء خلال العام الدراسي الأخير.

تصاعد الشكوك حول اللقاحات

لا تشهد الولايات المتحدة بانتظام تفشياً لأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال، إلى حد كبير، بفضل حملات التطعيم الوطنية التي ساعدت في القضاء على انتقال العدوى. الشكوك حول معايير سلامة اللقاحات - التي ثبت منذ فترة طويلة أنَّ لها آثاراً جانبية محدودة فقط مثل الألم في موقع الحقن - بدأت تتصاعد أثناء الوباء وسط سلسلة من نظريات المؤامرة حول منشأ فيروس كورونا، وعلم تقنية ما يسمى الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) المستخدم في صنع اللقاحات على نطاق واسع.

قال شان أوليري، رئيس الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال التابعة للجنة الأمراض المعدية، في مكالمة مع الصحفيين، إنَّ مئات الآلاف من الأطفال الأميركيين بدأوا الدراسة دون حماية من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بواسطة اللقاحات.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

لوحظ انخفاض معدلات تطعيم الأطفال في معظم الولايات الأميركية؛ إذ شهدت ألاسكا وجورجيا وأيداهو وويسكنسن أقل معدلات التحصين المؤلف من أربعة لقاحات روتينية. ووجدت الدراسة أنَّ معدلات التحصين في أميركا للجرعتين من لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عقد. وفي حين أنَّ 2.6% من الأطفال الذين شملتهم الدراسة كان لديهم إعفاء من التطعيم، فإنَّه قد تم إعفاء 0.2% فقط لأسباب طبية.

وفقاً لتقرير "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"؛ تنتقل الميكروبات بشكل روتيني من أجزاء من العالم حيث ما تزال منتشرة بانتظام، ثم تنتقل بين الأشخاص غير المطعّمين في الولايات المتحدة. وأدى الانخفاض في تغطية التطعيم إلى جعل حوالي 250 ألف تلميذ في سن الحضانة عُرضة للإصابة بالحصبة.

إشارة إنذار مبكرة

انخفضت تغطية التطعيم ضد الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية في رياض الأطفال في ولاية أوهايو إلى 88% خلال العام الدراسي 2021-2022 بعد أن كانت النسبة أكثر من 92% قبل الوباء.

تفشى مرض الحصبة مؤخراً في كولومبوس بولاية أوهايو ليصل إلى 83 طفلاً، ونُقل 33 منهم إلى المستشفى بسبب مرض الجهاز التنفسي شديد العدوى. كان معظم المصابين في عمر أقل من 5 سنوات، وكان 95% غير ملقحين.

كتب باحثون بدراسة نُشرت في يوليو الماضي بمجلة "فاكسين"، "أنَّ الأمراض شديدة العدوى مثل الحصبة تمثل إشارة إنذار مبكرة، إذ تُحدد نقاط الضعف في البنية التحتية للصحة العامة.. عندما تنخفض معدلات التطعيم في مرحلة الطفولة، غالباً ما تكون الحصبة هي العامل الأول المسبب للمرض والذي يعاود الظهور".

كذلك سُجّلت حالة إصابة بشلل أطفال في نيويورك العام الماضي، مما دفع إلى مراقبة مياه الصرف الصحي على نطاق واسع للمساعدة في تحديد انتشار الفيروس في المجتمع.

صرّحت جورجينا بيكوك، مديرة قسم "خدمات التطعيم" في المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي التابع لـ"مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" في المكالمة: "كان يمكن الوقاية من حالات التفشي تلك".

مشكلة المعلومات المضللة

ذكرت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" أنَّه من المحتمل أن يكون الانخفاض في التغطية مرتبطاً بعدد من العوامل المتعلقة بالوباء، مثل عدم زيارات وحدات الرعاية الصحية بشكل منتظم، والتركيز الأكبر على كوفيد مقارنة بالأمراض الأخرى، ومن المحتمل أن يمتد التردد تجاه اللقاحات من جرعات كوفيد إلى التطعيمات الروتينية الأخرى.

بدوره قال "أوليري"، رئيس "الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال التابعة للجنة الأمراض المعدية: "بالتأكيد المعلومات المضللة هي مشكلة، وكانت دائماً مشكلة".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك