تبني دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى أكبر محطات تحويل النفايات إلى طاقة في العالم، وذلك للتعامل مع حمولة النفايات المتزايدة.
تبني دبي منشأةً لحرق القمامة بهدف توليد الطاقة بقيمة 1.1 مليار دولار، كما يبدأ مصنع أصغر- وهو الأول من نوعه في الإمارات- العمل على نطاق تجاري من إمارة الشارقة خلال هذا العام. بمجرد الانتهاء من مشروعين آخرين في أبوظبي، قد تحرق الدولة ما يقرب من ثلثي النفايات المنزلية التي تخلِّفها حالياً.
لإصلاح الكوكب.. علينا العودة إلى ثقافة إصلاح المنتجات
تنتج عملية تحويل النفايات إلى طاقة انبعاثات، مما يجعلها مناسبة للتخلُّص من مخلَّفات النفايات النهائية فقط بعد استخراج جميع المواد القابلة لإعادة التدوير. ويُمكن أن تُصعِّب المشاريع من تحقيق الهدف الإماراتي للتخلُّص نهائياً من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050.
تراكم نفايات
على أنَّ الدولة الخليجية لديها خيارات قليلة لإيقاف ارتفاع التراكمات الضخمة للنفايات البلاستيكية، والورقية، والعضوية في ضواحي مدنها الصحراوية. لدى الإمارات العديد من مرافق فرز النفايات، إذ يتخصص بعضها في إعادة تدوير مواد البناء، والإطارات، والإلكترونيات، إلا أنَّ قلة منها معدَّة لتحويل النفايات المنزلية إلى منتجات جديدة.
تتطلَّب مصانع إعادة التدوير أيضاً استثمارات كبيرة، لكنَّها لا تتميَّز بإمكانية إنتاج الطاقة، في حين أصبح شحن القمامة إلى الدول الأخرى أكثر صعوبة. كما لم تعد الدول التي كانت تستورد القمامة مثل الصين ترغب بذلك، بينما تواجه دول أخرى، مثل تركيا ضغوطاً من دعاة حماية البيئة للتوقُّف عن ذلك.
تركيا تستأنف تجارة جعلت منها أكبر وجهة لنفايات أوروبا
وقال جون أورد، مدير الأعمال البريطانية في شركة "ستانتيك" (Stantec) الهندسية، إنَّ الحظر الذي فرضته الصين أخيراً على استيراد النفايات "قد غيَّر الدوافع الاقتصادية فعلياً، وأصبح لدينا فجأة الكثير من النفايات الواجب التعامل معها."
إطعام الوحش
إلى ذلك، يُعدُّ قرار الإمارات بحرق معظم نفاياتها أمراً غير عادي، إذ يتمُّ حرق حوالي 11% فقط من نفايات العالم. وفي حين يرى المؤيدون أنَّ العملية تمنع تراكم مكبَّات النفايات وتولّد الطاقة، إلا أنَّها تُطلق غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وتُعيق إعادة التدوير.
دبي تصبح أول منتج للهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط
وقال أورد: "يُمكن أن يصبح الأمر مشابهاً لإطعام وحش... واقعياً، قد يُعيق ذلك الاستثمار في إعادة التدوير، لأنَّك بحاجة إلى تلك النفايات لتلبية متطلَّبات المُتعهّد."
فيما يخص الشارقة؛ فيُمكِّنها افتتاح المصنع من إغلاق مكبِّها، وتقول (بيئة)، الشركة التي تدير نفايات الشارقة، إنَّها ستعمل على إنشاء مساحات خضراء، وتركيب منشأة طاقة شمسية بقدرة 120 ميغاواط فوقها، فضلاً عن إنتاج الهيدروجين من القمامة بهدف تزويد شاحنات القمامة بالوقود.
قال خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لشركة (بيئة)، إنَّه "يريد بناء المزيد من مرافق تحويل النفايات إلى طاقة في المنطقة، بما في ذلك في المملكة العربية السعودية المجاورة. هم يبدأون من نقطة الصفر، ونحن بدأنا منها كذلك".