اختتمت محادثات المناخ "كوب 28" فعالياتها في دبي بإشارة إلى أن الوقود منخفض الكربون مثل الغاز الطبيعي سيلعب دوراً في التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.
أقر النص النهائي للقمة بأن أنواع الوقود هذه "من الممكن أن تلعب دوراً في تسهيل التحول بقطاع الطاقة مع ضمان أمن الطاقة". يعتقد منتجو الغاز الطبيعي أنه يجب استخدامه جنباً إلى جنب مع مصادر الطاقة المتجددة، مع استبدال أنواع الوقود الأكثر تلويثاً للبيئة مثل الفحم والنفط.
ُيضاف الاقتراح إلى نقاش حاد حول دور الغاز في التحول إلى الطاقة النظيفة. يصر كبار الموردين، بينهم شركة "شل" و"وود سايد إنرجي" (Woodside Energy Group) أن الوقود يمثل دوراً آمناً على المدى الطويل، ويدفعون لضخ المزيد من الاستثمارات في المشاريع الجديدة، في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل الطلب إلى ذروته هذا العقد. يجادل أنصار البيئة بأن التوسع في إنتاج الغاز يهدد أهداف الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.
قالت تين فان دير سترايتن، وزيرة الطاقة في بلجيكا التي لا تزال تعتمد على الغاز لتوليد نحو ربع إنتاجها من الكهرباء: "لن ننتصر في المعركة ضد تغير المناخ إذا واصلنا الاعتماد هيكلياً على الوقود الأحفوري". وأضافت: "استخدام الغاز كوقود انتقالي يعني استخدامه لأقصر فترة ممكنة.. وكيفية التأكد من استخدامه لأقصر وقت ممكن؟ سيكون عبر تكثيف مصادر الطاقة المتجددة بأسرع ما يمكن".
الغاز ضروري لأمن الطاقة
رحبت الصناعة بالغاز باعتباره أنظف وقود أحفوري كونه يطلق كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالفحم عند حرقه. مع ذلك، فهو مسؤول عن تفشي انبعاثات غاز الميثان، وهو منتج ثانوي ينبعث أثناء الإنتاج أخطر 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون. تضمن نص مؤتمر "كوب 28" تعهداً بخفض التلوث الناجم عن غاز الميثان إلى نحو الصفر بحلول نهاية العقد، وقد حظي بتأييد واسع النطاق من قبل صناعة الوقود الأحفوري.
تقول بعض الحكومات، مثل اليابان، إن الاستثمارات الإضافية في الغاز ضرورية لتعزيز أمن الطاقة، خاصة بعد أن أربك الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي السوق ودفع أسعار الوقود إلى مستوى قياسي مرتفع. من جهة أخرى، وقعت شركات في أوروبا وآسيا اتفاقيات لشراء الغاز الطبيعي المسال لأجل 27 عاماً مع قطر خلال العام الماضي، مما أثار تساؤلات حول التزاماتها المناخية.
توسط رئيس القمة التي ترعاها الأمم المتحدة هذا العام واستضافتها الإمارات، سلطان الجابر، في التوصل إلى اتفاق، يلتزم بالتحول بعيداً عن جميع أنواع الوقود الأحفوري للمرة الأولى، مع موافقة المملكة العربية السعودية وغيرها من منتجي النفط.
شاركت صناعة النفط بكامل قوّتها في "كوب 28"، حيث حضر القمة أيضاً رؤساء كبار، بينهم دارين وودز، الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل"، وتوبي رايس، الرئيس التنفيذي لشركة "إي كيو تي كورب" (EQT Corp).