"بلومبرغ إن إي أف" تبحث عن شركات وليدة تقدم حلولاً تكنولوجية لأكبر المشكلات

3 تحديات مناخية تستدعي دوراً أكبر للشركات الناشئة

ألواح لتوليد الطاقة الشمسية في مزرعة "أولز هاتش" بالقرب من هنري باي، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
ألواح لتوليد الطاقة الشمسية في مزرعة "أولز هاتش" بالقرب من هنري باي، المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يواجه العالم قائمة طويلة من التغييرات التي يتعين عليه القيام بها للوصول للمسار الصحيح لبلوغ هدف صافي صفر انبعاثات مع حلول منتصف القرن الحالي. لكن بعض التحديات تبدو أضخم من غيرها.

أعلنت "بلومبرغ إن إي أف" الأسبوع الحالي عن 3 مجالات تمثل اهتمامات جوائز "بايونيرز" السنوية للشركات الناشئة بمجال تكنولوجيا المناخ في مراحلها المبكرة وفتحت الباب لتقديم طلبات المشاركة. تستهدف مسابقة هذا العام الشركات الناشئة التي تعمل على كبح "بصمة الكربون للمباني، وتيسير العقبات أمام الحصول على طاقة نظيفة في شبكة الكهرباء بأسرع وقت وتوفير وقود لا يرفع درجة حرارة الكوكب. يمكنك التفكير فيها على أنها 3 مستويات من حل مشكلات التغير المناخي وهي المباني والعقبات والوقود الأفضل. (تتضمن جوائز "بايونيرز" أيضاً فئة مفتوحة المجالات للشركات الناشئة التي تعمل على حل المشكلات بعيداً عن المجالات المشار إليها).

تكنولوجيا المناخ

بدأت جوائز "بلومبرغ إن إف إي" خلال 2010، وتجسد فئات السنة الحالية من نواح كثيرة مدى تطور النظام البيئي لتكنولوجيا المناخ. على مدى العقد المنصرم، كان خفض تكلفة توليد الطاقة النظيفة الهدف الأساسي. تعد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الآن من بين أرخص أصناف الكهرباء على كوكب الأرض، وهكذا بدأت الشركات الناشئة حالياً بالتوسع اعتماداً على هذا النجاح. الأسئلة الأساسية التي تنبغي الإجابة عليها تتعلق بطريقة وصول الكهرباء النظيفة لشبكة الكهرباء بأسرع وقت، واستخدامها بكفاءة وإيجاد بدائل عندما لا تفي طاقة الرياح والطاقة الشمسية بالغرض.

رغم تراجع حجم تمويل تكنولوجيا المناخ السنة الحالية، إلا أنه وُضعت حوافز عديدة يمكن أن تدعم الشركات الناشئة.

على صعيد الولايات المتحدة الأميركية، ينطوي قانون الحد من التضخم على إعفاءات ضريبية للأفراد لكهربة منازلهم والشركات التي تستخدم وقوداً منخفض الانبعاثات والهيدروجين الأخضر.

ويدرس الاتحاد الأوروبي إصلاح عملية منح التراخيص لإدخال طاقة الرياح على شبكة الكهرباء بطريقة أسرع، بينما تتطلع كندا إلى تسريع عملية منح تراخيص المعادن الحيوية اللازمة لتحول الطاقة النظيفة.

نستعرض سريعاً العوامل التي تثير الحماس خلال الوقت الحالي لثلاث فئات في بحث "بلومبرغ إن إي أف بايونيرز" (BNEF Pioneers) للعام الحالي.

1. تيسير العقبات أمام نشر الكهرباء النظيفة

قد تكون مضاعفة سعة إنتاج الطاقة المتجددة 3 مرات هو الأمر الوحيد الذي يتفق عليه العالم في محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ المزمعة في وقت لاحق من العام الجاري.

وتكمن المشكلة التي تواجه التوسع المقبل في استخدام مصادر الطاقة المتجددة في طريقة وصول كل هذا القدر من الكهرباء لشبكة التوزيع، والحد من اضطرابات توليدها. وتقدر "بلومبرغ إن إي أف" أن تخزين الطاقة سيبلغ 411 غيغاواط مع حلول 2030، مرتفعاً 15 مرة مقارنة بالوقت الحالي لكن قد يتراجع بسبب قيود سلاسل التوريد علاوة على مشكلات إصدار التراخيص.

الإصلاح التنظيمي وحده لن يواجه أزمة نقص مصادر الطاقة المتجددة المقبلة. ستلعب الشركات الناشئة التي تعمل على برمجيات تيسير تدفق الكهرباء بشبكة التوزيع والأجهزة التي تساعد في إدارة الطلب دوراً مهماً في ضمان استمرار إمدادات الكهرباء حول العالم نظيفة ومستقرة.

2. إزالة الكربون من عمليات تشييد المباني وتشغيلها

بلغت انبعاثات المباني أعلى مستوى عالمي لها على الإطلاق خلال 2022. تتمثل إحدى طرق قلب هذا الاتجاه في كبح "الكربون المُضمّن"، وهو مقياس لمقدار انبعاث ثاني أكسيد الكربون من إنتاج مواد البناء. تقوم بعض الشركات الناشئة بجعل المواد المستخدمة على نطاق واسع صديقة للبيئة فعلاً، على غرار الصلب والخرسانة، بينما يطور البعض الآخر مواد جديدة أو يعيد النظر في استخدام مواد مهملة على غرار الخشب. ويعد ذلك أهم بالنسبة للاقتصادات الناشئة، إذ ستتم معظم عمليات البناء الجديدة خلال العقود المقبلة على الأرجح، بحسب ستيفاني دياز، محلل "بلومبرغ إن إي أف".

سيشكل تعديل أوضاع المباني القديمة التحدي الأبرز للولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي. قد يحسن ذلك من كفاءة مضخات التدفئة علاوة على تبسيط تركيبها، أو تحسين برمجيات إدارة استخدام الطاقة، بحسب دياز.

3. إنشاء جيل مقبل من وقود صافي صفر انبعاثات

تظهر أعداد متنامية من اللوائح التنظيمية التي تفرض استخدام أنواع أنظف من الوقود أو تحفز إنتاجها. يستهدف الاتحاد الأوروبي ضمان وجود استدامة 70% من كافة وقود الطائرات المستخدم بالمنطقة مع حلول منتصف القرن الحالي، وهو ارتفاع من مستوى الصفر تقريباً في الوقت الحاضر.

تتبنى الشركات الناشئة أساليب متنوعة للإنتاج من زوايا متباينة، بما فيها تحويل منتجات النفايات -زيت القلي أو الكتلة الحيوية- لوقود. رغم ذلك، فإن هذا يواجه صعوبات، لا سيما ضمان أن الكتلة الحيوية تأتي من مصدر نفايات عوضاً عن التنافس على الأراضي والمحاصيل لإنتاج الوقود منها والتي يمكن استخدامها لتوفير الغذاء.

ويتمثل الخيار الآخر في إنتاج وقود مصنع من صور أخرى من النفايات، على غرار ثاني أكسيد الكربون، لكن هذا ينطوي أيضاً على عقبات. يعد قطاع إزالة الكربون محدوداً للغاية بحيث لا يوفر كميات كافية من ثاني أكسيد الكربون اللازمة لتصنيع الوقود. أشارت أناستاسيا ديفيز، التي تقود بحوث الوقود المتجدد العالمية في "بلومبرغ إن إي أف" إلى أنه قد يساعد على توفير تدفق مهم خلال الأعوام المقبلة، رغم محدودية المواد الوسيطة الأخرى المتاحة من نوعية زيت الطهي لتقديم وقود نظيف.

علاوة على الشركات المنتجة، تعمل الشركات الناشئة على تحسين سلاسل توريد المواد الوسيطة، والتأكد من وجود الشفافية والاستدامة، وتوصيل الوقود للسوق.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك