شركات مبادرة "الأهداف المناخية" تُخفِّض انبعاثاتها بوتيرة أسرع

شركات عالمية تبدأ وضع خطط من أجل تقليل الانبعاثات وفق مستهدفات اتفاقية باريس - المصدر: بلومبرغ
شركات عالمية تبدأ وضع خطط من أجل تقليل الانبعاثات وفق مستهدفات اتفاقية باريس - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وضعت العديد من كبرى الشركات العالمية أهدافاً للوصول إلى مستوى انبعاثات كربونية صفرية، إلا أنَّها حدَّدت الوقت المطلوب لبلوغ ذلك بعد عقود من اليوم، وهو الأمر الذي صعَّب تتبُّع مسيرة هذه الشركات نحو هذه الأهداف الطموحة.

وعندما يتعلَّق الأمر بالأهداف المناخية قصيرة المدى، فإنَّ الشركات تعتمد معايير مختلفة لتحديدها. كما تتبع طرقاً متنوعة للتحقق من الوصول لهذه الأهداف.

وقد تناولت "بلومبرغ غرين" الخطط الخمسية المتعلِّقة بأهداف الاستدامة التي وضعتها بعض أكبر شركات الولايات المتحدة في عام 2015.

وأظهرت النتائج أنَّ هذه الشركات حقَّقت 138 من أصل 187 تعهداً، وذلك مع الأخذ في الاعتبار أنَّ معظم تلك التعهدات كانت متواضعة في الأصل.

لكن هذا الأمر يختلف عندما يتعلَّق الأمر بهدف خفض الانبعاثات إلى مستوى صفر، فهو مشروعٌ يزيد طموحاً بأشواطٍ عن التعهد بزرع المزيد من الأشجار أو تحسين كفاءة الطاقة. ويعني ذلك أنَّ الشركات التي تقوم بمثل هذه التعهدات يجب أن تجري تغييرات أكثر جذرية.

الشركات التي تضع أهدافاً مناخية تُحقق تعهداتها

وفي هذا الإطار، أصدرت "مبادرة الأهداف القائمة على العلوم" (SBTi)، وهي منظمة غير ربحية تساعد الشركات على تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، المتعلِّقة بالحدِّ من الاحترار العالمي دون الـ1.5 درجة، تقريراً وجدت فيه أنَّ هذه الشركات تعمل فعلاً على تحقيق تعهداتها على أرض الواقع.

فقد حلَّلت المبادرة أداء 338 شركة، وضعت أهدافاً قائمة على العلوم لا تنحصر بخفض الانبعاثات بعد عقود من الزمن، بل أيضاً تتعلَّق بخفضها بنسبة ملحوظة على المدى القصير.

وتشمل الشركات في هذه القائمة مجموعة واسعة من القطاعات، تمتد من شركات البرمجة إلى شركات الأدوية، وشبكات الهاتف الخلوي، والمرافق الأخرى.

وأظهر التقرير أنَّ بين عاميّ 2015 و2019، خفَّضت هذه الشركات انبعاثاتها إلى النطاق 1، والنطاق 2.

ويشمل ذلك الانبعاثات التي تنتج عن نشاط الشركات نفسها، وأيضاً تلك المتعلِّقة بالطاقة التي تشتريها، وذلك بنسبة 25%. في حين شهدت الفترة عينها ارتفاع الانبعاثات على الصعيد العالمي بنسبة 3.4%.

ويُقدَّر إجمالي الانبعاثات التي تمَّ تفاديها في هذه الفترة، ما يوازي 302 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون، مما يساوي كمية الانبعاثات التي تنتجها دولة بولندا سنوياً.

ويقول أليكسندر فارسان، أحد القادة العالميين في "الصندوق العالمي للطبيعة" (WWF)، إحدى شركاء مبادرة (SBTi): "الشركات التي تضع أهدافاً قائمة على العلوم تترجم تعهداتها إلى أفعال على الأرض".

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

ألف شركة تبدأ العمل مع المبادرة

ومن الأمثلة على الشركات التي اتبعت هذا المسار، هناك شركة إنتاج وتوزيع الكهرباء والغاز الإيطالية (Enel SpA)، التي نجحت في خفض مستوى الانبعاثات الخاص بها بنسبة 28% في الفترة بين 2017 و2019. وقد مكَّنتها هذه الوتيرة المتسارعة من رفع هدفها لخفض الانبعاثات من 70% إلى 80% مع حلول العام 2030.

وبدوره، يُسهم خفض الانبعاثات في زيادة أرباح الشركات. وبات المستثمرون يأخذون ذلك بعين الاعتبار ضمن قراراتهم.

وقالت مديرة شؤون الاستدامة في شركة الكهرباء الإيطالية، غويليا عينواردي: "العمل مع مبادرة الأهداف القائمة على العلوم يزيد ثقة المستثمر".

ومع ذلك، لم تتمكَّن كلُّ الشركات التي تتعاون مع المبادرة من تحقيق النجاح خلال هذه الفترة، فعلى سبيل المثال ارتفعت الانبعاثات الناجمة عن شركتَي (Pernod Ricard SA) و(Givaudan SA) على الرغم من أنَّ الشركتين كانتا قد تعهدتا بخفضها.

واستثنى التحليل الذي أجرته المبادرة انبعاثات النطاق 3 التي تتعلَّق بسلسلة إمداد الشركات وعملائها، وذلك بما أنَّ معظم الشركات لم تكن قد بدأت في وضع أهداف لخفض هذا النوع من الانبعاثات إلا في السنتين الماضيتين.

وتواجه بعض الشركات صعوبة في التوصل إلى طريقة للحدِّ من هذه الانبعاثات، وكمثال على ذلك، ارتفعت انبعاثات النطاق 3 الناتجة عن شركة المفروشات "ميزون دو موند" (Maisons du Monde SA) بنسبة 9% منذ العام 2018 على الرغم من أنَّها كانت قد تعهَّدت بخفضها بنسبة 15% مع حلول العام 2030.

وكانت أكثر من ألف شركة قد بدأت العمل مع المبادرة من أجل وضع أهداف مناخية منذ عام 2020، ومن بينها مجموعة من أكبر الشركات العالمية، مثل: "أمازون"، و"فيسبوك"، و"فورد موتور" التي انضمَّت إلى المشروع العام الماضي.

ويُشكِّل تحديد الأهداف القائمة على العلوم إطاراً متيناً لهذه الشركات من أجل خفض الانبعاثات، وتمكين العامة من محاسبتها في حال لم تحقِّق تعهداتها.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك