تعمل المملكة العربية السعودية لتكون الدولة الأولى في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق، إذ تنظر لنفسها كدولة مصدرة للطاقة وليس النفط فقط، وفق عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية، المبعوث لشؤون المناخ، في حواره مع "الشرق".
الوقود الأحفوري سيكون أساسياً على مدى عقود قادمة، بحسب الجبير الذي قال إنَّ الطاقة المتجددة ستملأ الفراغ عندما تزداد احتياجات العالم للطاقة ولا تستطيع الطاقة الأحفورية تلبيتها، إذ إن هناك حداً معيناً لا تستطيع المملكة مثلاً تجاوزه في إنتاج النفط.
وتابع: "العالم يحتاج إلى طاقة، يجب أن نجد موارد غير نفطية، لا بد أن نبحث عن طاقة بديلة نستطيع الاستعانة بها في المستقبل".
الجبير الذي يتولى أيضاً منصب مبعوث المملكة لشؤون المناخ، أشار في حديثه إلى أنَّ الحوار العاطفي والمشاعر فيما يتعلق بمناقشات التغير المناخي والبيئة لا تفضي إلى شيء، "فقد يؤدي استخدامها إلى استغلالها في أمور سياسية داخلية قصيرة المدى لكنها لا تخدم في تحسين المناخ أو البيئة".
وقال إنَّ معوقات الوصول إلى مستهدفات التغير المناخي تتمثل في تفادي الدخول في حوار مليء بالعواطف ويفتقد المنطق والعلم، كما أنَّ الأمر يحتاج إلى تكاتف عالمي، إذ لا تستطيع دولة وحدها مواجهة التغير المناخي.
أشار إلى أنَّ التقنية (المتعلقة باستخراج الوقود الأحفوري) موجودة للتعامل مع البيئة والتغير المناخي، لكنْ ما هو مفقود في الحوار المتعلق بالمناخ أن "يكون منطقياً مبنياً على أسس علمية وبعيداً عن المشاعر".
مبادرات السعودية
أطلقت المملكة مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، كما أنَّ لديها أكثر من 60 مبادرة تتعلق بالمناخ سواء في مواجهة التصحر أو زرع الأشجار أو التعامل مع النفايات أو الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية أو الرياح أو الأمطار أو البحار، وفق الجبير.
أضاف أنَّ هناك مبادرة لتخصيص أماكن محمية في المملكة تصل إلى 30% من مساحة البلاد، كما جرى إنشاء مراكز لقياس جودة الهواء على الحدود البحرية في المملكة، وهناك أيضاً مبادرات عديدة تقوم بها المملكة للتعامل مع التغير المناخي.
المملكة لديها أهداف طموحة جداً فيما يتعلق بالتغير المناخي والبيئة، وفق الجبير، فهذه أمور أساسية بالنسبة إلى السعودية، وجزء لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030، ومنها تحسين المناخ ومستوى المعيشة، وهذا لا يحدث إلا بالتعاون مع دول المنطقة والعالم أجمع.
الجبير قال إنَّ مبادرات المملكة المتعلقة بالمناخ يجري تقييمها على نحو مستمر، إذ يمكن رفع سقف الأهداف إذا ما رأت ذلك، وهذا تحقق بالفعل فيما يتعلق بانبعاثات غاز الميثان.
المبالغ التي خصصتها المملكة للمبادرات المختلفة هائلة، وهذا يدل على سعيها إلى تحسين الكوكب الذي نعيش عليه، وفق الجبير. وتابع: "يجب أن نتعامل مع التحديات بجدية ومنطق لتصحيح الآثار السلبية التي حدثت خلال 140 سنة منذ بدء الثورة الصناعية".
الهيدروجين الأزرق والأخضر
المملكة تبني أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في منطقة نيوم، وأعلنت عن نيتها أن تصبح الدولة الرائدة في صناعة الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق، وفق الجبير. وأوضح أنَّ المملكة تنظر ضمن مخططاتها في كيفية تصدير هذه المادة وإيصالها إلى المستهلكين.
يرى الجبير أنَّ تحدياً آخر يواجه العالم ويتعلق بكيفية استخدام الطاقة النظيفة والطاقة المتجددة لتلبية احتياجات العالم من الطاقة.
وتابع: "بالإمكان أن نستخدم النفط بشكل يقلص تأثيره في المناخ. هناك مبادرات يمكن أن تتبناها دول أخرى لتطوير الطاقة النفطية والفحم لتكون أنظف عند استخدامها".