دراسة: تأثير الغابات على تبريد المناخ يزيد بكثير عما كان يُعتقد سابقاً

الغابات تسهم في خفض درجة حرارة الأرض بشكل أكبر مما كان يُعتقد سابقاً - المصدر: بلومبرغ
الغابات تسهم في خفض درجة حرارة الأرض بشكل أكبر مما كان يُعتقد سابقاً - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعتبر الغابات حليفاً قوياً لا يقدّر بالشكل الكافي في معركة مكافحة تغيّر المناخ. إذ تساهم تلك المساحات الخضراء بامتصاص 29% من ثاني أكسيد الكربون الذي تصدره البشرية سنوياً. وهو إنجاز ساهم في منع احترار كوكب الأرض بأكثر من 1.1 درجة مئوية مقارنةً مع مستويات ما قبل الثورة الصناعية. لكنَّ إزالة الغابات الاستوائية باتت تقضي تدريجياً على هذه الميزة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون.

وفقاً لصُناع الأخشاب..قطع الأشجار مفيد للمناخ

فهم جديد

هذا النموذج ثنائي الجوانب لامتصاص الكربون وإطلاقه، كما يثير العديد من النقاشات حول إدارة الأراضي في سياسات المناخ. فبحسب دراسة جديدة نُشرت في دورية "آفاق الغابات وتغير المناخ"؛ من المحتمل أن يكون هذا النموذج لفهم عمل الغابات من البساطة بطريقة مبالغ فيها؛ لأنَّه يتجاهل تأثيرات حاسمة أخرى تم التغاضي عنها. إذ تحمل الغابات تأثيرات لا يستهان بها تصل حد تبريد المناخ العالمي بمقدار 0.5 درجة مئوية، وهو معدل هائل بالنظر إلى أنَّ كل 0.1 درجة مئوية تحمل أهمية كبيرة. كذلك؛ فإنَّ عمليات إزالة الغابات التي تستمر بلا رادع من شأنها تعريض هذه الميزة للخطر.

تبريد سطح الأرض

تقول ديبورا لورانس، عالمة البيئة في "جامعة فيرجينيا"، والمؤلفة الرئيسية للورقة البحثية: "الغابات لا تعمل فقط كإسفنجة لامتصاص الكربون، الغابات - بتركيبتها الفيزيائية - تتفاعل مع الغلاف الجوي لتبريد سطح الأرض". إذ تنقل الأشجار الحرارة من مستوى سطح الأرض باتجاه السماء باستخدام الطاقة الشمسية لتبخير المياه السائلة، وهي عملية تسمى (النتح التبخري)، وهي تشبه ما يقوم به تكييف الهواء بصورة طبيعية.

كذلك تساعد ظلال الغابات في إبعاد الحرارة عن سطح الأرض، حيث يوجد الناس والنظم البيئية. وكلما كان سطح الغطاء الأخضر للغابات أكثر وعورة؛ زاد اضطراب الهواء الذي تحدثه، و زادت معدلات دفعها للحرارة بعيداً عن الأرض.

الجانب المظلم من حملات زراعة الأشجار في المدن

عامل الإضاءة

هناك عاملان آخران يعتبران من العوامل المهمة في هذا الإطار. الأول هو الإضاءة، أو قدرة السطح على عكس الأشعة الساقطة عليه. على سبيل المثال؛ يعكس الجليد البحري في القطب الشمالي ضوء الشمس مباشرة باتجاه الفضاء، في حين تتميز الغابات الاستوائية بقلة مستوى الإضاءة، ولذلك؛ فإنَّها تمتص الحرارة بدلاً من عكسها. لكنَّ المواد الكيماوية التي تصدرها الأشجار تتصدى لقلة مستوى الإضاءة في الغابات إلى حد ما، إذ تعكس جزيئات الغبار الجوي تلك ضوء الشمس (فكّر في "الدخان" الذي يصدر من جبال الدخان في الولايات المتحدة)، كما أنَّها تساعد على تشكّل السحب ذات درجات الإضاءة المرتفعة.

أسواق الكربون

كل هذه العمليات، المعروفة منذ عقود عن الغابات، لها تأثيرات حاسمة وفورية على المستوى المحلي، إذ تحافظ على برودة الدول الموجودة بها. وما تطرحه الدراسة الجديدة عبارة عن معايير حسابية عالمية لكيفية مراعاة تلك الدول أو إعاقتها لإمكانات تخزين الكربون في الغابات عند خطوط العرض المختلفة.

ومع استمرار خضوع أسواق تعويض الكربون للفحص المتزايد؛ فإنَّ الاكتشاف الجديد بأنَّ الغابات تقوم بتبريد الكوكب بشكل أكثر مما كان يُعتقد سابقاً، يضيف المزيد من التعقيد لمسألة كيفية معرفة تأثيرها في المناخ، ومعرفة قيمة ذلك التأثير بالنسبة لأسواق الكربون.

تضيف لورانس أخيراً: "من الواضح أنَّ قيمة محافظة الغابات الاستوائية على استقرار المناخ، لا يتم تقديرها بالشكل الكافي".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك