كشفت مجموعة بحثية مدعومة من المملكة المتحدة، عن تصميم لطائرة ركاب تعمل بالهيدروجين السائل قادرة نظرياً على مطابقة أداء الطائرات متوسطة الحجم الحالية دون إنتاج انبعاثات كربونية.
قال "معهد تكنولوجيا الفضاء" في بيان يوم الاثنين إن مفهوم طائرة "فلاي زيرو" (FlyZero) يتصور ناقلة جوية تقل 279 راكباً دون توقف من لندن إلى سان فرانسيسكو، بنفس السرعة والراحة كما هو الحال اليوم.
تهدف المجموعة، وهي شراكة بين حكومة المملكة المتحدة وشركات صناعية، إلى تسريع المشاريع عالية المخاطر التي ستفيد شركات الطيران المحلية.
طالع أيضاً: "إيرباص" تتجه لتصنيع طائرة تعمل بالهيدروجين الأخضر بحلول 2035
ينظر إلى الهيدروجين على أنه أحد أكثر التقنيات الواعدة لتحقيق طيران تجاري محايد كربونياً. ومع ذلك يعد الهيدروجين عالي التكلفةحالياً، وقد يستغرق الأمر سنوات لتطوير الطائرات العاملة به وبناء البنية التحتية ، مثل قدرة إعادة التزود بالوقود في المطار.
تمول المملكة المتحدة، التي استضافت قمة "مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021" الشهر الماضي، تقنيات جديدة للمساعدة في خلق وظائف في مجال الطيران فيما تسعى لتحقيق أهدافها المناخية.
اقرأ المزيد: دراسة: خطوط الطيران يمكنها تقليل الانبعاثات إذا أحسنت "ركوب الرياح"
خصصت الحكومة 1.95 مليار جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار) لتمويل "معهد تكنولوجيا الفضاء" منذ بدايته في 2013 حتى 2026، وهو مبلغ ستدفع مثله المجموعة الصناعية.
وفي بيان له، قال وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ: "يمكن أن تحدد هذه التصاميم مستقبل صناعة الفضاء والطيران، ومن خلال العمل مع المجموعة الصناعية، نظهر أن الطيران الخالي من الكربون يمكن أن يكون أمراً واقعاً لكون الهيدروجين المرشح الأوفر حظاً ليحل محل الوقود الأحفوري التقليدي".
اقرأ أيضاً: بعد السيارات الخضراء.. الطائرات الكهربائية على رادار أوروبا
التاريخ المستهدف
يتوقع "معهد تكنولوجيا الفضاء" أن تعمل طائرات الهيدروجين من منتصف الثلاثينيات من القرن الجاري، مما يوفر اقتصاديات أفضل من الطائرات التقليدية. وبحلول أوائل العام المقبل، سينشر مشروع "فلاي زيرو" مفاهيم مفصلة للطائرات الإقليمية ضيقة البدن ومتوسطة الحجم، مع خرائط تكنولوجية وتقارير عن السوق والاقتصاد، بالإضافة إلى تقييم الاستدامة.
الطائرة متوسطة الحجم التي كشف عنها يوم الاثنين ستكون قادرة على تخزين الهيدروجين عند درجة حرارة ناقص 250 درجة مئوية (ناقص 418 درجة فهرنهايت) في خزانات وقود مبردة في مؤخرة الطائرة وفي خزانين أصغر على طول الجسم الأمامي للطائرة للحفاظ على توازنها.
ستعمل الطائرة بمحركين توربينين؛ فيما سيكون طول جناحها 54 متراً، أي ما بين طولي أجنحة طائرات "بوينغ 767" و"بوينغ 787" ثنائية الممر.
وبينما لم تضع "بوينغ" خططاً لطائرة هيدروجينية، حددت "إيرباص" عام 2035 لإدخال طائرة تجارية تعمل بالهيدروجين الخدمة، وأبلغت الاتحاد الأوروبي أن الطراز الذي يحمل أكثر من 150 راكباً لن يكون قيد الاستخدام على نطاق واسع حتى 2050.
طالع المزيد: "رولز رويس": العرض لا يواكب الطلب على الطائرات منخفضة الانبعاثات
الوقود المستدام
في غضون ذلك، ركزت صناعة الطيران على ما يسمى بالوقود المستدام، والذي يمكن مزجه مع الكيروسين الذي يشغل الطائرات الحالية، وتلك العاملة بالبطاريات والتي تقتصر على الطائرات الصغيرة مثل التاكسي الجوي بسبب وزن خلايا البطاريات.
تتعرض صناعة الطيران لضغوط لخفض الانبعاثات بسرعة أو مواجهة حدود للنمو، على الرغم من تحقيق الاختراق التكنولوجي لا يزال بعيد المنال. وتكافح شركات الطيران والشركات المصنعة أيضاً من الاضطراب المستمر في الأعمال بسبب كوفيد-19 الذي أضعف بالفعل توقعاتهم المالية.