قد لا يكون أفضل ارتفاع أسبوعي لأسهم شركات التكنولوجيا الصينية منذ يناير كافياً لإقناع بعض المستثمرين بالعودة إلى سوق لا تزال تعاني من هجوم غير مسبوق على القطاع الخاص.
تنتظر شركة "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت" (JPMorgan Asset Management) إشارات سياسية أكثر وضوحاً، بينما تعتقد "أموندي" (Amundi) أن تركيز بكين الجديد على حماية البيانات يعني أن حالة عدم اليقين ستبقى مرتفعة بالنسبة لشركات الإنترنت.
وتقوم شركة "مارتن كوري أنفيستمنت مانجمنت" (Martin Currie Investment Management)، التي تتجاوز أصولها في الخارج أكثر من 22 مليار دولار، الآن بتخصيص أموال جديدة لأسهم شركات التكنولوجيا في الأسواق البعيدة عن الصين.
تلاشى الارتفاع في مؤشر "هانغ سينغ تيك" (Hang Seng Tech)، الذي يتتبع أسهم التكنولوجيا الصينية المدرجة في هونغ كونغ، في نهاية هذا الأسبوع وسط انتشار عناوين الإجراءات الصارمة الجديدة، ما قلّص مكاسبه الأسبوعية إلى 7.3%. و شهدت الشركات الأعضاء في المقياس شطب أكثر من 1.3 تريليون دولار من القيمة منذ ذروة فبراير، حيث لا يزال المؤشر منخفضاً بنسبة 42%.
اقرأ أيضاً: صندوق تابع لـ"جيه بي مورغان" يشترى أسهم التكنولوجيا الصينية رغم القيود الحكومية
وقالت مارسيلا تشاو، محللة السوق العالمية في "جيه بي مورغان": "لا تزال الإصلاحات التنظيمية مطروحة على الورق بالنسبة لبعض صناعات" الاقتصاد الجديد"، حيث ترى السلطات الصينية الحاجة إلى تحقيق نتائج اجتماعية أفضل... سنظل حذرين بشأن نمو أرباح هذه القطاعات، حتى تكون هناك إشارة واضحة لإنشاء نظام تنظيمي مستقر".
حملة الرئيس
أطلقت حملة "الرخاء المشترك" التي أطلقها، شي جين بينغا لتقليص فجوة الثروة في البلاد حالة تأهب قصوى هذا الأسبوع. تضمنت فورة النشاط تعهداً تنظيمياً بتكثيف إنفاذ الضرائب، وقرار محكمة عليا ضد انتهاكات العمل في القطاع الخاص، وإدانة حكومية للتجاوزات في "ثقافة المعجبين". أثار تقرير "داو جونز" حول خطط الصين لحظر الاكتتابات العامة الأولية لشركات التكنولوجيا المثقلة بالبيانات في الولايات المتحدة مخاوف المستثمرين يوم الجمعة.
في مذكرة كتبها بيتر غارنري، رئيس استراتيجية الأسهم في "ساكسو بنك" الأربعاء الماضي قال: "يسألنا العديد من المستثمرين عما إذا كان الوقت قد حان لشراء أسهم شركات التكنولوجيا الصينية. الإجابة المختصرة هي لا". وقبل الانخراط في شراء أسهم شركات التكنولوجيا الصينية، يجب أن يأخذ المستثمرون في الاعتبار مؤتمر الحزب القادم في الصين من المقرر عقده في أكتوبر 2022، وبالتالي يمكن أن يستمر المجال السياسي في إلقاء ظلاله على سوق الأسهم الصينية.
اقرأ أيضاً: توصيات بشراء أسهم التكنولوجيا في الصين مع قرب انتهاء حملة بكين عليها
فشلت أرباح شركات التكنولوجيا المختلطة هذا الأسبوع في الحصول على ثقة المستثمرين. أخطأ عملاق البث المباشر "كوايشو تيكنولوجيز" (Kuaishou Technology) وصانع مكونات الإلكترونيات "إيه إيه سي تكنولوجيز هولدينغز" (AAC Technologies Holdings) في تقديرات الأرباح، وشهدت أسهمها انخفاضاً. من ناحية أخرى، ارتفعت أسهم شركة "جيه دي دوت كوم" (JD.com) بعد أن أعلنت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة عن إيرادات تجاوزت التوقعات، في تحدٍّ للحملة على قطاع الإنترنت.
عودة كاثي وود
من المؤكد أن بعض المستثمرين عاد بالفعل إلى القطاع، بما في ذلك كاثي وود، التي اشترت شركة "آرك أنفيستمنت مانجمنت" (Ark Investment Management) التابعة لها بعض أسهم "جيه دي دوت كوم" (JD.com) هذا الأسبوع بعد إعلان نتائجها. وجاءت عمليات الشراء هذ من جانب شركة الاستثمار العالمية التي تركز على الشركات ذات السمة التكنولوجية، بعد أن خفضت في وقت سابق من هذا العام حيازاتها في الصين إلى مبلغ ضئيل.
يُظهر ذلك أن بعض المستثمرين لا يتفق مع علامة "غير قابلة للاستثمار"، لكن إلى أن يتضح الضباب التنظيمي الذي يغلف شركات التكنولوجيا في البلاد، يجد مديرو الأموال صعوبة بالغة في تبرير الخروج من هامش الملعب.
اقرأ أيضاً: رغم تراجعها بـ732 مليار دولار.. القيمة السوقية لأسهم التكنولوجيا بالصين لاتزال متضخمة
قال ألستار رينولدز، مدير المحفظة في "مارتن كوري إنفيستمنت" (Martin Currie Investment): "نظراً لأن الإجراءات التنظيمية نشأت خلال الأشهر القليلة الماضية، فقد اخترنا عدم إضافة المزيد" في أسهم المنصات الصينية عبر الإنترنت.
يقوم مدير الأصول الآن بتخصيص الأموال لأسهم شركات التكنولوجيا في أسواق مثل سنغافورة وكوريا، بدلاً من تلك الموجودة في الصين.