قد لا يكون الهاتف الذكي الأكثر مبيعاً في العالم هو الأفضل عندما يتعلق الأمر بالمعيشة في أثناء جائحة عالمية. على الأقل هذا ما اكتشفته، ولهذا السبب تخليت عن جهاز "أيفون" الخاص بي.
عادة، لا يُعَدّ استبدال جهاز منافس بجهاز "أيفون" قبل أسابيع قليلة من إطلاق "أبل" السنوي لجهاز "أيفون" في سبتمبر خطوة ذكية، ولكن هذا بالضبط ما فعلته في وقت سابق من هذا الشهر. بعد عثوري على صفقة جيدة، تخليت عن هاتف "أيفون 11 برو" الذي أصبح عمره عامين، مقابل "غالاكسي إس 21 ألترا" من شركة "سامسونغ إلكترونكس" (Samsung Electronics)، الذي صدر في يناير ويعمل على نظام التشغيل "غوغل أندرويد" من شركة "ألفابت". رغم اختياري لهاتف قديم بدلاً من الجهاز الجديد التالي لشركة "أبل"، فإنني سعيد لأنني أجريت هذا التغيير.
لأكُنْ واضحاً، لم أتخذ القرار بشكل أعمى، فبفضل تقارير مارك غورمان من "بلومبرغ نيوز"، أصبح لديّ وعي جيّد بنوع الميزات الجديدة التي يمكنني توقعها من الجيل التالي من "أيفون". جعلتني الطبيعة الإضافية المحتملة للترقيات أكثر راحة في القيام بالمبادلة.
اقرأ أيضاً: "سامسونغ" تشعل المنافسة مع "أبل" بهاتف جديد قابل للطي
في يوليو، أفاد غورمان بأن طرازات "أبل" 2021 ستحتوي على بعض التحسينات المتواضعة، بما في ذلك معالج أسرع وكاميرا أفضل وشاشات محسّنة، لكن يقال إنه لن يشتمل على ماسح ضوئي لبصمات الأصابع في الشاشة. هذه النقطة الأخيرة هي أحد سببين رئيسيين يجعلان هاتف "سامسونغ" أكثر قابلية للاستخدام في عالم "كوفيد-19".
"أيفون" والكمامات
يعرف جميع مالكي "أيفون" أن الكمامات وتقنية قراءة الوجه (FaceID) الخاصة بـ"أيفون" لا تجتمعان، لكن في المقابل يُعَدّ قارئ بصمات الأصابع في "إس 21 ألترا" ملائماً للغاية. صحيح، يمكن لمالكي "أيفون" تجنب مشكلة الأضطرار بنزع كماماتهم وإظهار وجوههم في كل مرة يريدون فتح هواتفهم عن طريق تغيير الإعدادات للسماح باستخدام رمز مرور مكتوب بدلاً من ذلك، لكن هذا يعني التخلي عن بعض الأمان الإضافي المتأصل في المصادقة البيومترية.
علاوة على ذلك، فإن ميزة التكبير/التصغير البصري الأكثر قوة في كاميرا هاتف "سامسونغ" تتيح للمستخدمين التقاط صور واضحة من بعيد، وهي ميزة إضافية في عصر التباعد الاجتماعي. ولكن قد تكون أفضل ميزة في "إس 21 ألترا" هي شاشته.
رغم ظهورها قبل أشهر، يبقى من المرجح أن تبقى شاشة "سامسونغ" هي الأفضل. لقد أبدى كل مُراجِع للتكنولوجيا تقريباً إعجابه بألوانها الجميلة ومستوى التفاصيل المتزايد. أنا أتفق معهم. كما أنها تستخدم تقنية تحديث الشاشة بشكل متكرر، ما يجعلها أكثر استجابة وأسهل في القراءة عند استعراض موجزات الوسائط الاجتماعية وصفحات الويب (قد تتوفر ميزة معدل تحديث مماثلة في واحد أو أكثر من أجهزة "أيفون" لهذا الخريف، وفقاً لغورمان). كما أن الشاشة مزودة بإمكانية استخدام القلم، ما يجعلها رائعة لتدوين الملاحظات أو ترميز أي مستندات إلكترونية.
بالطبع لم يكن كل شيء سلساً في الانتقال من نظام التشغيل "آي أو إس" (iOS) الخاص بـ"أبل" إلى "أندرويد". استغرقني الأمر بضع ساعات لإعداد الجهاز، بما في ذلك نقل جهات الاتصال الخاصة بي وتثبيت التطبيقات. ومن المفارقات أن المشكلة الأكثر إشكالية كانت محاولة تشغيل سماعات الأذن "إيربودز برو" من "أبل" لأن الربط اللاسلكي استمر في الانقطاع. أجبرني ذلك على شراء مجموعة أخرى مصممة خصيصاً لهواتف "أندرويد".
اقرأ أيضاً: حان الوقت لأن تغير "أبل" سياسة شواحنها الكثيرة والمُربكة
نعم، أعلم أن معظم المتعصبين لـ"أيفون" لن يفكروا أبداً في التغيير، لكن بالنسبة إلى أولئك الذين يتمتعون بعقلية متفتحة، تتوفر خيارات أخرى للهواتف الذكية مع أجهزة أكثر تقدماً وبتكلفة أقل. تُقدَّم تخفيضات كبيرة على عديد من هواتف "أندرويد" بعد إصدارها. ومع تاريخ "أبل" في تبني ميزات أجهزة "سامسونغ" من الشحن اللاسلكي وشاشات "أو إل إي دي" (OLED) إلى أحجام الشاشات الأكبر التي وصلت مع "أيفون 6"، فقد تحصل على طعم المستقبل بهذا التبديل.
بالنسبة إلي، كانت ترقية دراماتيكية جعلت حياتي أكثر إنتاجية. إذا كنت لا تمانع في أن تكون "فقاعة خضراء" في محادثات "آي ماسج" (iMessage) الخاصة بك، فقد تفكر في فعل الأمر نفسه.