أعادت شركة "روبن هود" (Robinhood Markets Inc) رسم ملامح الكيفية التي يقوم بها صغار المتداولين بشراء وبيع الأسهم؛ حيث تحاول الآن حثهم على الاستثمار في الشركات التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام، بما في ذلك أسهم الشركة نفسها.
وعرضت الشركة التي روجت للتداول الحر قضيتها أمام كافة المستثمرين في عرض تقديمي مباشر أمس السبت. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الفعاليات، و الذي يُطلق عليه اسم الحملة الترويجية، يقتصر عادةً على صناديق التحوط والمؤسسات الأخرى قبل الطرح العام الأولي، إلا أن شركة "روبن هود" اتخذت خطوة غير عادية بإتاحة عرضها ليشاهده أي شخص.
تعد هذه هي أحدث طريقة تتحدى بها "روبن هود" التقاليد، بينما تتقدم نحو طرح أسهمها للاكتتاب العام لأول مرة بطريقة لا تشبه أية طريقة أخرى. وتحتفظ الشركة بما يصل إلى 35% من أسهمها للمتداولين عبر التطبيق الخاص بها، والذين يتعين عليهم عادةً انتظار تداول الأسهم في البورصة لشرائها، ومن المحتمل أن يكون ذلك بسعر أعلى من النطاق المستهدف الحالي البالغ 38 دولاراً، ليصل إلى 42 دولاراً. ومن المتوقع أن تبدأ الشركة التداول في بورصة ناسداك في 29 يوليو الجاري، وفقاً لأشخاص مطلعين.
من جهته، قال فلاد تينيف، الرئيس التنفيذي لشركة "روبن هود"، و الذي تشارك أريكة بيضاء مع فريق قيادة الشركة خلال ردهم على أسئلة العملاء بشأن نموذج أعمال الشركة وكيفية التخطيط للنمو: "هذه لحظة خاصة جداً ونحن مسرورون بها".
وأضاف "تينيف" أن "روبن هود" كانت منفتحة على فكرة تقديم حسابات التقاعد مثل حسابات التقاعد الفردية وحسابات التقاعد الفردية المعفاة من الضرائب، وتابع: "نريد أن نحول المستثمرين الذين يستثمرون لأول مرة إلى مستثمرين على المدى الطويل".
و تناول جيسون وارنيك، المدير المالي للشركة، موضوع الدفع مقابل تدفق الطلبات، وهي ممارسة ترسل فيها شركات السمسرة أوامر العملاء إلى شركات تجارية مثل "سيتادل سيكيوريتيز" (Citadel Securities) لتنفيذها، وتتلقى المدفوعات في المقابل، و تربح "روبن هود" غالبية إيراداتها من هذه المدفوعات. ورغم أن تلك العملية شائعة، لكنها مثيرة للجدل، حيث أدت إلى طرح أسئلة حول تضارب المصالح.
وعلّق "وارنيك" على الأمر قائلا إنه: "في حال فرض حظر أو قيود أخرى على هذه الممارسة، فإننا نعتقد أن "روبن هود" والصناعة سوف تتكيف مع الواقع".
يذكر أن ظهور "روبن هود" الأول سيضع على المحك رسالتها التي تركز على المستثمر، والقائمة على "إضفاء الطابع الديمقراطي على التمويل". وفي حال ارتفعت الأسهم، فسوف تُثري المتداولين وستترك انطباعات جيدة بعد الخلافات المتكررة مع المنظمين، لكن حدوث سيناريو يُخالف ذلك سيكون بمثابة مشكلة أخرى للشركة التي أقنعت المستثمرين الشباب بالانخراط في موضوع تداول الأسهم.
وتسعى شركة الوساطة، التي يقع مقرها في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا، جاهدة للحصول على تقييم يصل إلى 35 مليار دولار؛ كذلك تسعى الشركة لجمع حوالي ملياري دولار، حيث ستُتداول تحت رمز (HOOD).