ارتفعت الأسهم الآسيوية وسط توقعات بأن الصين قد تقدم المزيد من التحفيز لإحياء ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أن بدأت الولايات المتحدة دورة التيسير النقدي، في وقت تلامس أسعار الذهب مستوى قياسياً.
صعد مؤشر "إم إس سي أي" لآسيا والمحيط الهادئ مع تقدم الأسهم في الصين وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية. وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية. أعلنت الصين عن إحاطة إعلامية نادرة بشأن الاقتصاد يوم الثلاثاء من قبل ثلاثة من كبار المنظمين الماليين في الوقت الذي خفضت فيه أحد أسعار الفائدة قصيرة الأجل، مما غذى التكهنات بأن هناك توجهاً لإعلان خطة تحفيز جديدة.
يتطلع المتداولون إلى جولة أخرى من التدابير لإنعاش نمو الصين وتنشيط الاقتصاد العالمي. وفي حين أضافت مجموعة من البيانات الصينية يوم الجمعة إلى الصورة القاتمة، فمن المرجح أن تقدم الإحصاءات الأميركية المقرر صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع للمستثمرين رؤى جديدة حول وتيرة ونطاق التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
وقال كين وونغ، المتخصص في إدارة محافظ الأسهم الآسيوية لدى "إيست سبرينغ إنفستمنتس هونغ كونغ": "الحصول على المزيد من الدعم يساعد بالتأكيد أسواق الأسهم الصينية. وفي نهاية المطاف، فإن دفع المستهلك إلى الإنفاق وبناء هذه الثقة سيكونان أمرين أساسيين في الصين".
تحركات الفائدة في اليابان
تراجع الين الياباني بعدما أشار محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، يوم الجمعة، إلى أن السلطات غير متعجلة على رفع أسعار الفائدة مجدداً. في الوقت نفسه، توقفت التداولات الفورية لسندات الخزانة الأميركية في آسيا بسبب عطلة في اليابان.
على الجانب الآخر، لم يشهد مؤشر الدولار الأميركي تغيراً كبيراً، في حين تراجعت السندات الأسترالية قبيل اجتماع البنك المركزي الذي يُتوقع أن يبقي فيه على سياسته النقدية دون تغيير مجدداً يوم الثلاثاء، حيث تستمر أسعار العقارات الباهظة في دعم استمرار التضخم المرتفع.
بنوك مركزية تحت المجهر
خلال الأسبوع الحالي، من المقرر أن يتخذ بنكا السويد وسويسرا المركزيين قراراتهما بشأن السياسة النقدية، بالإضافة إلى إلقاء تصريحات لعدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بمن فيهم محافظا بنوك الولايات رافائيل بوستيك وأوستن جولسبي. كما ستصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين المفضل لدى الفيدرالي إلى جانب بيانات الإنفاق والدخل الشخصي في الولايات المتحدة.
وقال محافظ الفيدرالي، كريستوفر والر، يوم الجمعة، إنه يرجح تخفيض الفائدة بمقدار ربع نقطة في كل من اجتماعي السياسة النقدية المركزيين المقبلين في نوفمبر وديسمبر.
فيما يرى فيشنو فاراتان، رئيس قسم الاقتصاديات والاستراتيجية في "بنك ميزوهو" (Mizuho Bank) أن "ما ستبحث عنه الأسواق على الأرجح هنا هو توازن دقيق في البيانات، بحيث يستمر الانكماش التضخمي دون عوائق، في حين لا يتدهور سوق العمل بشكل حاد"، حسب مقابلة له مع بلومبرغ.
أسواق على رادار المستثمرين
على صعيد الأسواق، ارتفع النفط بعد تحقيقه مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، مع التركيز على تصعيد الصراع بين إسرائيل وحزب الله. وقد يؤدي تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط إلى مزيد من الارتفاع في أسعار الذهب بسبب مكانته كملاذ آمن.
في الوقت ذاته، يُقال إن وزارة التجارة الأميركية تخطط للكشف عن قواعد مقترحة تحظر الأجهزة والبرامج المصنوعة في الصين وروسيا للسيارات المتصلة بالإنترنت اعتباراً من يوم الإثنين.
وفي المقابل، انخفضت السندات المقومة بالدولار في سريلانكا بعد فوز المرشح اليساري أنورا كومارا دياسانايكا في الانتخابات الرئاسية، مما وضع خطة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي واتفاقيات الديون على المحك.
وفي أوروبا، قال رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه إن حكومته الجديدة قد تزيد الضرائب على الشركات الكبرى والأثرياء في إطار مساعيها لإصلاح عجز الميزانية المتزايد والحفاظ على ثقة أسواق السندات. كما تمكن الحزب الديمقراطي الاجتماعي -بزعامة المستشار الألماني أولاف شولتس- من التصدي لليمين المتطرف المتمثل في حزب "البديل من أجل ألمانيا" في ولاية براندنبورغ الشرقية، وبذلك يكون المستشار الألماني وحزبه قد تفاديا هزيمة انتخابية محرجة أخرى.