أصبح مستثمرو الأسهم في الشرق الأوسط أكثر انتقائية بشأن توجيه أموالهم بعد طوفان من صفقات طروحات الأسهم، وفق ما ذكره أكبر بنك استثماري في المنطقة.
قال محمد عبيد، الرئيس التنفيذي المشارك لبنك "إي إف جي هيرميس": "السيولة المخصصة للصفقات في الشرق الأوسط بدأت تتقلص قليلاً نظراً لحجم معاملات أسواق رأس المال في المنطقة". وأضاف: "لا يزال هناك طلب جيد على الطروحات، لكن المستثمرين سيصبحون أكثر انتقائية بعض الشيء".
شهدت بورصات دول مجلس التعاون الخليجي 31 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 18.2 مليار دولار هذا العام، متجاوزة ما يقارب 11 مليار دولار في عام 2023 بأكمله، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". ومع ذلك، فإن تدفق الصفقات المستمر، بما في ذلك طرح أسهم "أرامكو" السعودية بقيمة 12.3 مليار دولار في يونيو، أدى إلى نشاط أكثر حذراً.
على سبيل المثال، سجلت مجموعة الرعاية الصحية السعودية، شركة مستشفى الدكتور سليمان عبد القادر فقيه، أصغر مكسب في اليوم الأول من التداولات ضمن الطروحات العامة الأولية التي جمعت ما لا يقل عن 100 مليون دولار في الأشهر الـ12 السابقة، وذلك بعد أيام قليلة من بيع أسهم "أرامكو". وفي أبوظبي، تراجعت شركة "ألف للتعليم" في أول جلسات تداولها بعد أول اكتتاب عام في الإمارة لعام 2024.
وقال "عبيد" إن الكيانات الحكومية تخصص الآن المزيد من رأس المال لصناديق الأسهم المحلية لتعزيز السيولة. ورغم أن نشاط أسواق المال في الخليج يجذب أيضاً اهتمام المستثمرين الدوليين، فإن التخصيصات الإجمالية للأسهم تميل بشكل أكبر نحو المستثمرين المحليين.
عام قوي
ذكر "عبيد" أن "إي إف جي هيرميس" لا تزال تتوقع إتمام خمس أو ست صفقات أخرى قبل نهاية العام، كما تتوقع عاماً قوياً في 2025، مع قيادة القطاع الخاص لتوفير السيولة.
نظمت "إي إف جي هيرميس"، الذراع المصرفية الاستثمارية لشركة "إي إف جي هولدينغ"، معظم الطروحات العامة للأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى الآن خلال العام الجاري، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وتمتلك الشركة المصرية 10% من حصة السوق في نشاط بيع الأسهم، متفوقة على عمالقة وول ستريت مثل "جيه بي مورغان" وتجاوزت بنك "إتش إس بي سي"، الذي تصدر القائمة في 2022 و2023.
من بين الصفقات البارزة التي يتم العمل عليها حالياً، الاكتتاب العام المخطط لوحدة الاستكشاف والإنتاج التابعة لشركة "أو كيو" العُمانية، والذي قد يجمع نحو ملياري دولار، وفقاً لتقرير نشرته "بلومبرغ" في وقت سابق من هذا الشهر. وبالمثل، وظفت شركة "دليفري هيرو" بنوكاً للعمل على إدراج وحدة "طلبات" التابعة لها في دبي.
قال عبيد: "نشهد عدداً من الشركات الدولية التي ترغب إما في إدراج عملياتها المحلية في السعودية أو الإمارات أو ترغب في إدراج مزدوج في مثل هذه البورصات".