قد يفقد الارتفاع المتواصل في أسعار عملات جنوب شرق آسيا مقابل الدولار زخمه مع تلاشي حماس المستثمرين تجاه التحول في سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي لا يزال معلقاً، وفقاً لمؤشر مهم لقياس الزخم.
مؤشر القوة النسبية لمقياس إقليمي، والذي يشير إلى المبالغة في القيم، تجاوز 70 نقطة، وهو المستوى الذي تُعتبر العملة عنده عادةً مشبعة بالشراء، حسبما أظهرت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
جاء ذلك بعد أن احتلت عملات دول جنوب شرق آسيا المراكز الأربعة الأولى في تصنيف الأداء الإقليمي هذا الشهر، في ظل توقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر.
اعتبرت "دي بي إس غروب هولدينغز" (DBS Group Holdings)، في مذكرة اليوم الثلاثاء، أنه من المرجح أن يستقر الدولار السنغافوري على المدى القريب، وأنه "مشبع بالشراء" جنباً إلى جنب مع عملات آسيوية أخرى.
مكاسب إضافية
ارتفع مؤشر "بلومبرغ" الذي يشمل البات التايلاندي، والرينغيت الماليزي، والروبية الإندونيسية، والبيزو الفلبيني، والدولار السنغافوري، بنسبة 4.25% في أغسطس، وهو أفضل أداء شهري له منذ 2015 على أقل تقدير.
انتعشت العملات الآسيوية بشكل عام بسبب التوقعات المتعلقة بالاحتياطي الفيدرالي، لكن المكاسب خارج جنوب شرق آسيا كانت أقل نسبياً، وبلغ مؤشر القوة النسبية لمؤشر بلومبرغ لعملات آسيا 69 نقطة.
"نتوقع أن تحقق معظم العملات الآسيوية مكاسب إضافية بمرور الوقت، حتى لو كانت أكبر انتعاشاتها قد انتهت بالفعل"، حسبما كتبت "كابيتال إيكونوميكس" في مذكرة. أضافت: "نعتقد أن التحفيز الناتج عن معدلات الفائدة النسبية قد استنفد على الأرجح".
رغم ذلك، قد يكون لدى بعض العملات مجال للارتفاع أكثر من العملات الأخرى.
التعافي من الخسائر
اعتبر كبير استراتيجيي العملات في بنك "دي بي إس" فيليب وي، أنه "باستثناء الصدمات التي قد تصيب الاقتصاد العالمي والأسواق المالية، نعتقد أنه من المناسب تقييم ما إذا كانت العملات الآسيوية مثل الروبية الإندونيسية والبيزو الفلبيني يمكنها التعافي من خسائرها في عامي 2022-2023 كما فعل الرينغيت الماليزي وإلى حد أقل البات التايلندي".
ورأى محللو بنك "باركليز" (Barclays) في مذكرة أن تراجع المخاطر السياسية في تايلندا سيساعد على جذب المزيد من التدفقات الأجنبية، ما سيعطي دفعة للبات.