واصلت أكبر شركات التكنولوجيا في العالم خسائرها في التداولات المتأخرة بعد إغلاق السوق الأميركية، إذ أثارت نتائج شركة "مايكروسوفت" المخاوف من أن جنون الذكاء الاصطناعي الذي غذى السوق الصاعدة، ربما يكون قد تمادى كثيراً.
تعرض صندوق "كيو كيو كيو" (QQQ) المتداول في البورصة بقيمة 280 مليار دولار والذي يتتبع مؤشر "ناسداك 100" لضربة مع انخفاض أسهم شركة صناعة البرمجيات العملاقة بنسبة 6%، بعد أن سجلت تباطؤاً في النمو الفصلي، مما خيب آمال المستثمرين الحريصين على رؤية عائد من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي.
طغت النتائج على الارتفاع في أسهم شركة "أدفانسد ميكرو ديفايس" (Advanced Micro Devices Inc) بعد أرباح فاقت التوقعات.
ستمهد هذه الأرقام الطريق لتقارير من الشركات الكبرى الأخرى هذا الأسبوع، مع استعداد الأسواق أيضاً لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء.
قال توم إيساي من "ذا سيفين ريبورت" (The Sevens Report)، إنه "إذا لم يشر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، فقد يصبح الوضع في الأسواق سيئاً بعض الشيء، بالنظر إلى الضعف الأخير في شركات التكنولوجيا، خاصة إذا كانت الأرباح مخيبة للآمال".
انخفض مؤشر "إس آند بي 500" إلى حوالي 5435 نقطة، ونزل مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.4%، كما هبط مؤشر "العظماء السبعة" (أبل، ميتا، ألفابت، مايكروسوفت، تسلا، إنفيديا، أمازون) بنسبة 2%. من جهته، ارتفع مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة بنسبة 0.3%. كما انخفضت أسهم شركة "إنفيديا"، التي ارتفع سعر سهمها بشكل حاد مع إنفاق الشركات المليارات على رقائق الكمبيوتر الخاصة بها، بنسبة 7%، ما أدى إلى محو 193 مليار دولار من قيمتها السوقية.
ارتفعت أسعار السندات والذهب وسط تصاعد المخاطر الجيوسياسية، بعدما قصف الجيش الإسرائيلي بيروت، مستهدفاً أحد قادة "حزب الله"، رداً على هجوم صاروخي يوم السبت في مرتفعات الجولان. وظلت أسعار النفط منخفضة.
جاء ارتفاع الين، مع توجه الأنظار نحو محافظ بنك اليابان كازو أويدا، الذي سيكشف الأربعاء عن خططه للتشديد الكمي، ويصدر قراراً بشأن سياسة سعر الفائدة. أدى ضعف الين الأخير إلى ضرر أكبر من النفع للاقتصاد الياباني، وفقاً لما ذكره كبير مسؤولي الصرف الأجنبي المعين حديثاً في اليابان.
خفض أسعار الفائدة
اعتبر ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لمجموعة "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs Group Inc)، لشبكة "سي أن بي سي"، أن تخفيضاً واحداً أو اثنين لأسعار الفائدة الفيدرالية في وقت لاحق من هذا العام، يبدو مرجحاً بشكل متزايد، في تغيير لوجهة نظره التي كشف عنها قبل شهرين فقط، وأشارت إلى عدم وجود أي تخفيض لأسعار الفائدة خلال السنة.
وبصرف النظر عن أرباح شركات التكنولوجيا، فإن التوسع المستمر في ارتفاع سوق الأسهم هذا العام، يعتمد على ما يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي ويقوله بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء. ودفعت علامات تباطؤ التضخم، بالمتداولين إلى تكثيف تناوبهم خارج شركات التكنولوجيا الكبيرة، نحو كل القطاعات بدءاً من الأسهم ذات الرسملة الصغيرة إلى أسهم القيمة.
التاريخ إلى جانب المراهنين على الصعود
إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي على وشك البدء في دورة خفض أسعار الفائدة، فإن المراهنين على صعود الأسهم لديهم التاريخ إلى جانبهم.
وفي دورات الرفع الست السابقة، ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بمعدل 5% سنوياً بعد التخفيض الأول، وفقاً لحسابات شركة الأبحاث المالية "سي أف آر إيه" (CFRA). علاوة على ذلك، توسعت المكاسب أيضاً، حيث ارتفع مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة بنسبة 3.2% بعد 12 شهراً، وفقاً لبيانات الشركة.
بالنسبة لسافيتا سوبرامانيان من "بنك أوف أميركا"، من المحتمل أن يكون مؤشر "إس آند بي 500" قد سجل بالفعل المكاسب التي سيشهدها هذا العام، لكن المؤشر لا يزال يقدم فرصاً كبيرة للمستثمرين.
على الرغم من أن سوبرامانيان محايدة بشأن المؤشر بشكل عام، إلا أنها تقول إن هناك احتمالاً لتحقيق عوائد قوية في عدد قليل من المجالات، على غرار الشركات التي توزع العائدات، والشركات الراسخة المستفيدة من الإنفاق الرأسمالي مثل البنية التحتية وأسهم شركات البناء والتصنيع، وغيرها من القطاعات التي لا تدور حول الذكاء الاصطناعي.
كتبت سوبرامانيان أنه "في منتصف عام 2023، كانت المعنويات سلبية للغاية، وتشير مجموعة أدواتنا إلى أن اتجاه المفاجآت الاقتصادية ومفاجآت الأرباح، كان على الأرجح إيجابياً وليس سلبياً". وأضافت: "اليوم، المعنويات محايدة، والمفاجآت الإيجابية تنحسر".