شركات التكنولوجيا قادت "إس آند بي 500" للانخفاض 2.3%، في حين انخفض "ناسداك 100" بنحو 3.5%

اللون الأحمر يطغى على مؤشرات وول ستريت

شاشات تعرض بيانات سوق الأسهم كما تظهر من نافذة بورصة ناسداك في ساحة تايمز سكوير. نيويورك/الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
شاشات تعرض بيانات سوق الأسهم كما تظهر من نافذة بورصة ناسداك في ساحة تايمز سكوير. نيويورك/الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ذاقت وول ستريت طعم اللون الأحمر المر، بعد أن أثارت البداية المخيبة لموسم أرباح الشركات الكبرى، المخاوف من أن الهوس بالذكاء الاصطناعي الذي غذى السوق الصاعدة، قد يكون مبالغاً فيه.

أدت عمليات البيع الحادة في أسهم التكنولوجيا التي تحلق على ارتفاع عالٍ، إلى تسجيل مؤشر "إس آند بي 500" أسوأ يوم له منذ ديسمبر 2022، منهياً أفضل امتداد له دون انخفاض بنسبة 2% منذ بداية الأزمة المالية العالمية.

كانت الخسائر أكثر وضوحاً في مؤشر "ناسداك 100"، الذي انخفض بنسبة تزيد عن 3.5%. انخفض سهم شركة "ألفابت" الشركة الأم لـ"غوغل" بنسبة 5%، بعد أن خصصت المزيد من الموارد في سعيها للتفوق على المنافسين في مجال الذكاء الاصطناعي، مع إنفاق أعلى مما توقعه المحللون. كما أدت نتائج "تسلا" التي جاءت دون التوقعات، وتأخيرها لسيارة الأجرة ذاتية القيادة، إلى انخفاض أسهمها 12%.

قال بيتر بوكفار من "ذا بووك ريبورت" (The Boock Report) إن "المستثمرين انتبهوا أخيراً إلى الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، وأدركوا أنه يمثل كلفة عالية أكثر من كونه مصدراً للإيرادات".

درس آخر في "خطر التركيز"

كانت جلسة الأربعاء بمثابة درس آخر في "خطر التركيز" الذي يعتبره المراهنون على الانخفاض كامناً في السوق التي ارتفعت بشكل غير متناسب بسبب مجموعة صغيرة من الشركات التي حققت نتائج ضخمة.

وللجلسة الرابعة على التوالي، والمرة العاشرة في 11 يوماً، تجاوز أداء الشركات الصغيرة نظيرتها الأكبر حجماً، وهو دليل على أن المستثمرين يبتعدون عن شركات التكنولوجيا العملاقة التي أصبحت تهيمن على المؤشرات القياسية.

انخفض منحنى الخزانة بسبب الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي يقترب من خفض أسعار الفائدة. كما دعا رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في نيويورك ويليام دادلي إلى خفض تكاليف الاقتراض، مفضلاً أن يكون ذلك في اجتماع الأسبوع المقبل.

بالنسبة للعديد من المحللين، فإن مثل هذه الخطوة ستكون مثيرة للقلق لأنها تشير إلى اندفاع المسؤولين لتجنب الركود.

انخفض الدولار الكندي مع قيام بنك كندا بتخفيض أسعار الفائدة، والتركيز على "المخاطر الهبوطية". وسجل الين أعلى مستوياته منذ مايو، وسط تراجع في صفقات التجارة بفوارق معدلات الفائدة.

بداية غير مشجعة

بالنسبة لستيف كلايتون من "هارغريفز لانس داون" (Hargreaves Lansdown)، قد يكون هذا هو العام الذي تبدأ فيه الأسواق الحديث عما وصفه بـ"So-So Seven" (إشارة إلى أن أداء العظماء السبعة أي ميتا، وأبل، وأمازون، ومايكروسوفت، وتسلا، وألفابت، وإنفيديا، ليس جيداً جداً ولا سيئاً جداً)، مشيراً إلى أن نتائج "تسلا" و"ألفابت" ليست كافية للحفاظ على زخمها.

من جهتها، اعتبرت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في "إكس تي بي" (XTB) أن "السوق غير معجبة ببدء موسم الأرباح لأسهم التكنولوجيا العملاقة"، وأضافت: "كان هناك الكثير من الاعتماد على هذه النتائج، ولا نعتقد أنها تعطي إجابات واضحة على الأسئلة حول فعالية الذكاء الاصطناعي، وإمكانات الربح في الوقت الحالي".

بعد قيادة ارتفاع الأسهم خلال معظم عام 2024، اصطدمت شركات التكنولوجيا الكبرى بجدار. تحول المتداولون من الشركات الكبرى إلى الأجزاء المتأخرة من السوق، مدفوعين بالرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية، والمخاوف من أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بحاجة إلى أن يؤتي ثماره.

قال آدم كريسافولي من شركة "فيتال نولدج" (Vital Knowledge) إن "مشكلة شركات التكنولوجيا ليست فقط أن الأرباح أقل من المثالية، ولكن المجموعة لا تزال عالقة في تجارة التناوب العنيفة، التي بدأت مع صدور مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يونيو". وأضاف: "افترض الكثيرون أن التناوب المناهض لشركات التكنولوجيا سيكون سريع الزوال، وتؤدي استمراريته إلى تفاقم القلق تجاه المجموعة، وتحفيز ضغوط البيع الإضافية".

أدى التراجع في هذه الأسهم إلى تخفيض بعض التقييمات. وفي حين أن هذا أمر يمكن أن يؤيد الشراء عند انخفاض الأسعار، إلا أن موسم الأرباح قد بدأ للتو. ومن المقرر أن تعلن "أبل" و"مايكروسوفت" و"أمازون" و"ميتا" عن نتائجها الأسبوع المقبل. 

التصحيح لم ينته بعد

بالنسبة لخوسيه توريس من "إنتر أكتيف بروكيرز" (Interactive Brokers)، فإن التصحيح في الأسهم لم ينته بعد. على الرغم من عمليات البيع الأخيرة، لا يزال مؤشر "إس آند بي 500" يُتداول بما يقارب 22 ضعف أرباحه، وسط نتائج ربع سنوية لا تثير إعجاب المستثمرين بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال المؤشر مرتفعاً بنسبة 15% منذ بداية العام حتى الآن، وهو أمر جيد، نظراً إلى أن شهر أغسطس لم يصل بعد.

وقال توريس: "كتبنا بالأمس أن هناك تصحيحاً بنسبة 10 إلى 15% في هذا الربع، وهي الفترة التاريخية الأسوأ في العام"، مضيفاً: "في هذا الربع، تقترن المخاوف المتعلقة بالتقييم بمكاسب مقدمة، ووفرة غير عقلانية، وسقف مرتفع لتقديرات الأرباح، وانتخابات رئاسية".

ولكن في ما يتعلق بالنتائج الفصلية، فإن القلق لا يتعلق بالتكنولوجيا حصراً. بشكل عام، بدأ موسم أرباح الربع الثاني بشكل أضعف من المعتاد.

من بين الشركات المدرجة على مؤشر "إس آند بي 500" التي أعلنت عن نتائجها، تجاوزت الأرباح تقديرات المحللين بأصغر هامش منذ نهاية عام 2022، في حين كانت مفاجآت المبيعات هي الأسوأ منذ عامين على الأقل، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

قال دان وانتروبسكي من "جاني مونتغمري سكوت" (Janney Montgomery Scott): "ما زلنا نبحث عن التقلبات لزيادة التحرك خلال النصف الثاني من عام 2024، مع احتمال حدوث تصحيح بنسبة 10 إلى 15% في مؤشرات مثل إس آند بي 500 وناسداك".

وأضاف أن "أبحاثنا لا تشير إلى تراجع طويل الأمد أو بنيوي في هذا الوقت، بل إلى توقف مؤقت في دورة التوسع التي بدأت قبل بضع سنوات".

تماماً كما تتدفق الأرباح، كان المؤشر الفني الرئيسي في سوق الأسهم قريباً من الحدود القصوى التاريخية، وهو مقياس حاسم تنبأ بعمليات البيع الماضية.

يُعرف هذا المقياس باسم "دي إم إيه 200" (200-DMA)، وهو اختصار للمتوسط ​​المتحرك لمدة 200 يوم، ويقيس كيفية أداء "إس آند بي 500" مقابل هذا المؤشر على المدى الطويل. وفي وقت ما من الأسبوع الماضي، كان تداول المؤشر أعلى بما يصل إلى 15% من المقياس، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

على الرغم من أن هذا لا يعني بالضرورة أن السوق على وشك الانخفاض، إلا أنه علامة تحذير للمستثمرين القلقين بشأن التقييمات العالية لشركات التكنولوجيا، ومخاطر التركيز.

تحذير للصناديق التي تتبع الاتجاه

إن الانخفاض الأخير في مؤشرات الأسهم الأميركية، يشكل تحذيراً للصناديق التي تتبع الاتجاه: قم ببيع الأسهم الأميركية بغض النظر عن الاتجاه الذي تتجه إليه السوق.

لقد اخترق كل من مؤشري "ناسداك 100" و"إس آند بي 500" الحدود التي تؤدي إلى إطلاق إشارة بيع لمستشاري تداول السلع، وفقاً للنماذج الموجودة في مكتب التداول التابع لـ"غولدمان ساكس".

إذا استمرت الأسهم في الانخفاض، فيمكن لهؤلاء المتداولين الذين يعملون وفق هذه الإشارات، إلى بيع ما قيمته 32.9 مليار دولار من الأسهم العالمية، مع تدفق 7.9 مليار دولار خارج السوق الأميركية، وفق تحليل من مكتب التداول بالبنك. وحتى لو عكست السوق تراجعها، فإن مستشاري تداول السلع ما زالوا مستعدين لبيع ما قيمته 902 مليون دولار من الأسهم الأميركية.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك