أدى الارتفاع المستمر لأسهم شركة "إنفيديا" إلى دفع القيمة السوقية لعملاق أشباه الموصلات لمستويات أعلى من نظيراتها من الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، مما ساعدها على انتزاع لقب الشركة الأكثر قيمة في العالم، مع استمرار موجة الهوس بالذكاء الاصطناعي.
ارتفعت الأسهم بما يصل إلى 4% إلى حوالي 3.3 تريليون دولار يوم الثلاثاء، متفوقة على شركتي "أبل" و"مايكروسوفت". وتنافست أسهم الشركات الكبرى طوال الشهر على المركز الأول، لتتفوق أخيراً "إنفيديا" على نظيراتها من شركات التكنولوجيا.
في وقت سابق من الشهر، تجاوزت "إنفيديا" شركة "أبل" من حيث القيمة السوقية لأول مرة منذ عام 2002، وتحركت الشركتان صعوداً وهبوطاً في التصنيف في الأيام الأخيرة. في الأسبوع الماضي، تفوقت "أبل" على شركة "مايكروسوفت" لتتداول في المركز الأول لفترة وجيزة.
التركيز على الذكاء الاصطناعي
يعد هذا التصنيف بمثابة تذكير آخر بأن الذكاء الاصطناعي هو محور التركيز الرئيسي للعديد من المستثمرين.
يُنظر إلى "إنفيديا" على أنها المستفيد الأكبر والأقدم من هذه التكنولوجيا، لأنها تهيمن على السوق بشرائحها المرغوبة للغاية، والتي تساعد مراكز البيانات على تشغيل مهام الحوسبة المعقدة التي تتطلبها تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
يتزايد الطلب على مسرعاتها "إتش 100" (H100) الذي ساعد في زيادة مبيعات صانعة الرقائق بنسبة تزيد عن 125% في العام الماضي.
كما يُنظر إلى "مايكروسوفت" أيضاً على أنها من أوائل الفائزين بهوس الذكاء الاصطناعي، نظراً لاستثماراتها وشراكتها مع "أوبن إيه آي" التي أنشأت "تشات جي بي تي".
وفي هذا الأسبوع، ارتفعت أسهم شركة "أبل" بعدما كشفت الشركة المصنعة لـ"أيفون" أخيراً عن خطتها لاستخدام الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى استرضاء المستثمرين بعد طول انتظار.
السباق نحو 4 تريليونات دولار
كتب دانييل آيفز، المحلل في "ويدبوش سيكيوريتيز" (Wedbush Securities)، في مذكرة: "نعتقد أن السباق للوصول إلى القيمة السوقية البالغة 4 تريليونات دولار في مجال التكنولوجيا خلال العام المقبل سيكون محور التركيز بين الشركات الثلاث".
أدى ارتفاع سعر سهم "إنفيديا" إلى جعل المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي جنسن هوانغ واحداً من أغنى الأشخاص في العالم. وارتفع صافي ثروته أكثر من 70 مليار دولار منذ بداية العام، ليصل إلى 115 مليار دولار، مما يضعه في المركز الثاني عشر على مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات. هذا هو المكسب الأكبر بين أقرانه المليارديرات.
أكثر من شركة رقائق
يرى المستثمرون إلى جانب هوانغ أن "إنفيديا" أكثر من مجرد شركة لتصنيع الرقائق.
قال مايكل ليبرت، نائب الرئيس ومدير المحفظة في شركة "بارون كابيتال" (Baron Capital)، في مقابلة، أشار فيها إلى البرمجيات المملوكة للشركة والنظام البيئي للتطوير: "إنهم لا يبيعون الرقائق فحسب، بل يبيعون الأنظمة".
لقد كان صعود "إنفيديا" السريع إلى القمة بمثابة تحطيم للأرقام القياسية، إذ تعد الشركة واحدة من الشركات القليلة التي أظهرت نمواً كبيراً في الإيرادات من الذكاء الاصطناعي. وحتى الإغلاق الأخير، ارتفعت الأسهم بأكثر من 160% في عام 2024، مما أضاف أكثر من تريليونَي دولار إلى قيمتها السوقية.
وقال آيفز إن "رقائق وحدة معالجة الرسوم من الشركة هي الذهب أو النفط الجديد في قطاع التكنولوجيا، حيث يتجه المزيد من الشركات والمستهلكين بسرعة إلى هذا الطريق مع الثورة الصناعية الرابعة الجارية على قدم وساق".