يبدأ موسم الأرباح مع إعلان "جي بي مورغان تشيس"، و"ويلز فارغو"، و"سيتي غروب" عن نتائجهم

شركات التقنية الكبرى تدعم مؤشرات الأسهم الأميركية قبيل إعلان الأرباح

لافتة تدل على شارع وول ستريت في نيويورك  - المصدر: بلومبرغ
لافتة تدل على شارع وول ستريت في نيويورك - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قادت أكبر شركات التكنولوجيا في العالم انتعاشاً في مؤشرات الأسهم في وول ستريت، حيث يستعد المتداولون لطوفان من النتائج من الشركات الأميركية التي ستختبر الارتفاع الذي شهدته أسهمها هذا العام بقيمة 4 تريليونات دولار.

يبدأ موسم الأرباح يوم الجمعة، مع إعلان "جي بي مورغان تشيس"، و"ويلز فارغو"، و"سيتي غروب" عن نتائجهم. من المتوقع أن يؤدي الاقتصاد القوي إلى زيادة نمو أرباح الشركات المدرجة على مؤشر "غس آند بي 500"، وستكون الهوامش القوية من شركات التكنولوجيا الكبرى محركاً رئيسياً.

كما ساعد تقرير عن التضخم في تعزيز المعنويات يوم الخميس، بعدما جاء أقل من التقديرات بعد يوم من قراءة مؤشر أسعار المستهلكين التي فاقت التوقعات، وحدت من الرهانات على تخفيضات سعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي.

الأرباح تدفع السوق قدماً

قال جورج بول، رئيس مجلس إدارة "ساندرز موريس": "لن تكون تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية هي التي تدفع السوق للمضي قدماً، بل ستكون الأرباح"، مضيفاً أن "أرباح الشركات أقوى بكثير مما توقعه الناس، حتى في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة هذه".

ويحوم مؤشر "إس آند بي 500" بالقرب من 5200 نقطة، في حين أضاف مؤشر "ناسداك 100" أكثر من 1.5%.

اقتربت شركة "ألفابت" (Alphabet Inc) من مستوى تريليوني دولار، وسجلت شركة "أمازون" مستوى قياسياً، وقفزت أسهم شركة "أبل" بسبب الأخبار التي تفيد بأنها تخطط لإطلاق خط إنتاج "ماك بوك" جديد.

اقرأ أيضاً: بايدن يتوقع بدء تخفيض أسعار الفائدة بحلول نهاية السنة

تعرضت الأسهم المالية لضغوط، مع تعثر "مورغان ستانلي" بعد تقرير يفيد بأن المحققين يدققون في ذراعه الخاص بإدارة الثروات. وغرقت شركة "غلوب لايف" بعد قرار بيع على المكشوف.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.58%. ولقي بيع السندات لأجل 30 عاماً طلباً ضعيفاً. وانخفض اليورو بعد أن أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أن تباطؤ التضخم سيسمح له قريباً بخفض أسعار الفائدة.

نمو ربحية الأسهم

تتوقع وول ستريت أن تظهر الشركات الموجودة في مؤشر "إس آند بي 500" نمواً سنوياً بنسبة 3.8% في ربحية السهم خلال فترة الربع الأول، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

ويمكن لهذا الأداء على الأقل أن يقدم الدعم لسوق متعثرة ولا تزال باهظة الثمن، على افتراض أن الشركات تقدم خدماتها كما هو متوقع.

أرباح مجموعة "العظماء السبعة" (أبل، ومايكروسوفت، وألفابيت، وأمازون دوت كوم، وإنفيديا كورب، وميتا بلاتفورمز إنك، وتسلا) في طريقها للارتفاع بنسبة 38% في الربع الأول، بحسب "بلومبرغ إنتليجنس".

اقرأ أيضاً: خطة باول بتحقيق هبوط ناعم في خطر مع تحوّط السوق من التضخم

قال مارك هاكيت من "نايشون وايد" (Nationwide) إن "التحدي التالي هو موسم الأرباح، إذ من المرجح أن يمهد رد الفعل على الأخبار الطريق للأمام للأسهم".

والواقع أن الأرباح ستتم مراقبتها عن كثب لمعرفة ما إذا كان النمو قادراً على تبرير نسبة السعر إلى الأرباح على مؤشر "إس آند بي"، والتي تزيد بنحو 20% عن متوسطه على مدى عشر سنوات.

وبأرباح تعادل 21 مرة، فإن ذلك يترجم إلى عائد أرباح بنسبة 4.8%، وهو مضاعف يبدو غير موات على نحو متزايد مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.5%. وفي الواقع، فإن هامش تقييم الأسهم يقترب الآن من أدنى مستوى له منذ عقدين من الزمن.

سيف ذو حدين

قال جون لينش، من شركة "كوميريكا ويلث مانجمنت": "إننا نجد أنفسنا في بيئة تبدو فيها الأسهم ذات قيمة كاملة، وترتفع أسعار الفائدة في السوق، وتتضاءل التوقعات المتفق عليها بشأن تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي"، مضيفاً: "لذلك من الضروري، في رأينا، أن تستمر أرباح الشركات في التوسع، لتبرير المستويات الحالية لتقييم الأسهم ومعنويات المستثمرين".

هذه القفزات في توقعات المستثمرين للشركات الأميركية يمكن أن تكون بمثابة سيف ذي حدين، وفق مايك ديكسون من شركة "هورايزون إنفستمنت" (Horizon Investments).

وقال إن التقديرات الأعلى هي علامة على المعنويات القوية، ولكن كلما زادت تقديرات الأرباح، أصبح من الصعب على الشركات أن تتجاوز تلك التوقعات.

اقرأ أيضاً: وزير الخزانة الأميركي السابق: يجب أخذ احتمال رفع الفائدة بجدية

وأضاف ديكسون: "بما أن وول ستريت يمكنها في كثير من الأحيان مكافأة الشركات التي تفوق التوقعات، ومعاقبة الشركات التي تلبي التوقعات أو تلك التي تخيب الآمال، فسوف ننظر عن كثب في كيفية قيام المستثمرين بإعادة تسعير الأسهم المختلفة بعد إعلان الأرباح".

وتابع أنه "في الوقت الحالي، يبدو أن المستثمرين ما زالوا متفائلين بشأن آفاق أسهم العظماء السبعة. من الناحية المثالية، سوف يكافئون أيضاً أرباح الربع الأول للشركات الموجودة على مؤشر إس آند بي الأخرى". وخلص إلى أن هذا من شأنه أن يشير إلى أن عوائد السوق تتوسع إلى ما هو أبعد من مجرد حفنة من أسهم التكنولوجيا.

نتائج البنوك

في يوم الجمعة، سوف يراقب المتداولون في وول ستريت عن كثب التوقعات من البنوك والتعليقات حول محركات الربح الرئيسية، مثل صافي دخل الفوائد والخدمات المصرفية الاستثمارية. يمكن أن تؤدي التخفيضات الأقل في أسعار الفائدة إلى تعزيز آفاق صافي دخل الفائدة للعديد من المقرضين ذوي رؤوس الأموال الكبيرة، ما يؤدي إلى مراجعات توجيهية تصاعدية. ومنذ أن وصلت إلى أدنى مستوياتها في أكتوبر، ارتفعت المجموعة متجاوزة مكاسب السوق الأوسع.

وقالت كريستين شورت من "وول ستريت هورايزون"، إن المستثمرين سيتطلعون إلى تعليقات الرئيس التنفيذي للبنك، بحثاً عن إشارات مستمرة على اقتصاد مرن، وتأكيد الهبوط الناعم في عام 2024".

وأشارت إلى أن نفس الرياح المعاكسة تؤثر على البنوك هذا العام، كما هو الحال في عام 2023. إذ "لا تزال أسعار الفائدة المرتفعة تساعد البنوك على الحفاظ على مستويات صحية من صافي دخل الفوائد، ولكن على الجانب الآخر لها آثار سلبية عندما تؤدي إلى تخلف المقترضين عن سداد القروض، بعدما يعجزون عن تحمل التكاليف المرتفعة".

وأضافت: "لقد أدى الوعد بتخفيض أسعار الفائدة إلى زيادة الارتفاع في قيمة البنوك هذا العام، ولكن مع سوق العمل الضيق وقراءات التضخم المرتفعة بشكل عنيد، تبددت هذه التوقعات".

البيانات الاقتصادية

كما يراقب المتداولون عن كثب أحدث البيانات الاقتصادية. وارتفعت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة في مارس مقارنة بنفس الفترة من العام السابق بأكبر وتيرة في 11 شهراً، على الرغم من أن بعض الفئات التي تغذي مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي كانت أكثر هدوءاً.

وفي حين أن القراءة الأخيرة لمؤشر أسعار المنتجين كانت بناءة، يجب على المستثمرين أن يكونوا مستعدين لتخفيضات أقل في أسعار الفائدة هذا العام، واحدة أو اثنتين، وأن أول خطوة تخفيض محتملة لن تكون قبل اجتماع يوليو، وفقاً لما ذكره لاري تينتاريلي في تقرير "بلو تشيب دايلي تريند ريبورت" (Blue Chip Daily Trend Report).

قال مايكل شاول من "ماركيت فيلد أسيت مانجمنت" (Marketfield Asset Management) إنه "على الرغم من أننا نتفهم الارتياح الذي يُستقبل به هذا التقرير، إلا أنه لا يحتوي على أي شيء مشجع للغاية، وأفضل ما يمكن قوله هو أنه لم يحمل أخباراً سيئة جديدة".

اقرأ أيضاً: مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في أميركا يفوق التوقعات مجدداً

اعتبر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، أن البنك المركزي حقق "تقدماً هائلاً" نحو توازن أفضل بين أهداف التضخم والتوظيف، لكنه أضاف أنه ليست هناك حاجة لخفض الفائدة على "المدى القريب جداً".

وأشار نظيره في ريتشموند توماس باركين إلى أن البنك المركزي الأميركي لا يزال أمامه عمل يتعين عليه القيام به لاحتواء ضغوط الأسعار، ويمكنه أن يأخذ وقته قبل خفض أسعار الفائدة.

في غضون ذلك، قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، إن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول مما كان يعتقد سابقاً لكسب الثقة لبدء سياسة التيسير، ما قد يستدعي تخفيضات أقل في أسعار الفائدة هذا العام.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك