ارتفعت أحجام تداول الأسهم السعودية بشكل غير متوقع هذا العام، في دفعة كبيرة لمجموعة تداول القابضة مشغلة البورصة السعودية.
بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ"، زاد متوسط قيمة التداول اليومي إلى 8.9 مليار ريال (2.4 مليار دولار)، بارتفاع نسبته 68% من 5.3 مليار ريال في عام 2023 بأكمله، وهو ما اعتبره محلل "سيتي غروب" راهول باجاج "أمراً إيجابياً جداً".
كتب باجاج في مذكرة يوم الخميس، إن جزءاً كبيراً من هذه القفزة التي تزيد عن 60%، يمكن أن يعزى إلى الإطلاق الكامل للتداول عالي التردد، وأيضاً إلى المشاركة النشطة في البورصة من قبل المستثمرين". ويتوقع المحلل أن يستمر اتجاه الأحجام المرتفعة إلى حد كبير في عام 2024، مع زيادة تدريجية أخرى في عام 2025 إلى عام 2026.
تشجيع على زيادة طرح الشركات
تعمل السعودية على تنمية أسواق رأس المال لديها، وتتطلع إلى جذب المزيد من المستثمرين الأجانب، وتحض المزيد من الشركات على طرح أسهمها للاكتتاب العام. كما قدمت العديد من منتجات الاستثمار الجديدة مثل عقود الخيارات والعقود المستقبلية. ويعد التداول عالي التردد، وهو نوع من التداول الخوارزمي يتم من خلاله تنفيذ عدد كبير من الطلبات في غضون ثوان، بمثابة دفعة كبيرة للسيولة في البورصة.
وقال علي العدو، رئيس هيكلة الاستثمار في شركة "أديتوم إنفستمنت مانجمنت" إن "هذا الزخم الإيجابي العام مشجع لواحدة من أكبر الأسواق الناشئة. ومن شأن تحسن السيولة أن يعزز السوق بشكل أكبر، ويسهل عمليات إدراج أكبر (للسوق) في مؤشرات الأسواق الناشئة".
رفع التوقعات لإيرادات "تداول"
يعد متوسط أحجام التداول اليومية مصدراً رئيسياً لأرباح البورصة. ونتيجة لذلك، رفع باجاج توقعاته لإيرادات الشركة المشغلة "تداول" بنسبة تتراوح بين 25 و30% من عام 2024 حتى عام 2026، كما عزز تقديراته للربح بعد خصم الضرائب بنسبة تتراوح بين 30% و50%.
اقرأ أيضاً: السعودية تسعى لإشراك بنوك جديدة لإدارة طرح حصة إضافية في أرامكو
ارتفعت أسهم مجموعة تداول السعودية بنسبة 47% هذا العام، وسط تفاؤل بشأن أحجام التداول، لكن المحلل ما زال يحتفظ بتصنيف السهم عند "البيع/المخاطر العالية". وقال إنها لا تزال "أغلى بورصة رئيسية على مستوى العالم".
يتداول المستثمرون سهم الشركة المشغل للبورصة بمضاعف ربحية يتجاوز 60 ضعفاً مقارنة بالأرباح المتوقعة، وهو أعلى بكثير من نظرائه مثل البورصة الألمانية وبورصة لندن. كما أنه أعلى من مؤشر "تاسي" القياسي، والذي يتم تداوله عند 18 ضعفاً مقارنة بالأرباح المتوقعة.
وقال باجاج: "على الرغم من أن جزءاً من هذه العلاوة يمكن تبريره، إلا أننا ما زلنا نعتقد أن هناك مخاطر هبوطية أكبر على المدى القريب".