ستنهمر الإعانات المالية الحكومية ضمن حزمة التحفيز المالي البالغة 1.9 تريليون دولار على معظم الأمريكيين خلال الأسبوع الجاري، ورغم أن العديد من العائلات، التي تعاني من ضائقة مالية، ستستخدم الأموال في تغطية الإيجارات أو الحسابات المتأخرة، إلا أن مجموعة أخرى قد تستخدم الـ 1400 دولار في إشعال النوبة القادمة من إقبال صغار المستثمرين على سوق الأسهم.
وقالت إيانا هالي، الممثلة البالغة من العمر 28 عاماً والتي ظهرت مؤخراً في الدراما التليفزيونية "This Is Us" على قناة "إن بي سي": "من المحتمل أن أضع نصف الأموال تقريباً في الاستثمار بالأسهم". وتظل الممثلة المقيمة في لوس أنجلوس، على الحياد بشأن الأسهم التي تعتزم شراءها، ولكنها تراقبها عن كثب على وسائل التواصل الاجتماعي، وتسعى للحصول على إرشادات من صديق تثق به.
وقالت هالي في مقابلة: "أريد أن أدرس السهم الأكثر منطقية، والذي سيمكنني من الحصول على الاستفادة القصوى لأموالي. ما زلت جديدة على عالم سوق الأسهم، ولهذا أحاول التعرف على الأشياء".
وقد يأتي إقبال الشراء بين صغار المستثمرين يوم الإثنين القادم، ما سيعطي مؤشر "ناسداك 100"، دفعة جديدة، بعد أن هبط في فترة تصحيح بوقت سابق من هذا الشهر، وسط انهيار بعض الأسماء الأكثر مضاربة في السوق.
وقال سام ستوفال، كبير محللي الاستثمار في "سي إف آر إيه ريسيرتش"، إن الشيكات "قد تقدم دفعة" قصيرة الأجل "للسوق الذي بدا منهكاً وكان عرضة لعمليات البيع".
مزيد من الإقبال
ويخطط الأفراد، الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً ولديهم حسابات وساطة عبر الإنترنت، لاستخدام حوالي 50% من المبالغ التحفيزية في شراء الأسهم، استناداً لمسح أجراه "دويتشه بنك" هذا الشهر. ويحق للفرد الذي يصل دخله لدون 75,000 دولار، أو الأزواج الذين لا يزيد دخلهما عن 150 ألف دولار، بالإضافة إلى أطفالهم أو المعالين البالغين، الحصول على 1400 دولار للشخص الواحد. وسيحصل الوالدان اللذان لديهما طفل واحد معال على مبلغ تحفيزي إجمالي يقدر بـ 4200 دولار.
وقال إريك ليو، المؤسس المشارك بشركة "فاندا ريسيرتش" Vanda Research، المتخصصة في تعقب تدفقات صغار المستثمرين في الولايات المتحدة: "من المؤكد تقريباً أن تؤدي شيكات التحفيز المالي إلى مزيد من عمليات الشراء من قبل صغار المستثمرين. كما يظل الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي قوياً".
وأنفق تايلر هوبكنز، فني الكمبيوتر البالغ من العمر 26 عاماً والذي يعمل في منطقة مدرسية على بعد ساعة من شرق لوس أنجلوس، حوالي نصف المبالغ التحفيزية السابقة على الأسهم، بما في ذلك تلك الخاصة بـ"غيم ستوب" GameStop Corp، وفي العملات المشفرة. كما يخطط تايلر إلى شراء المزيد من الأسهم المفضلة لدى صغار المستثمرين، عند وصول الدفعة التحفيزية الأخيرة إلى حسابه المصرفي.
وقال هوبكنز: "لقد كنت أشتري العملات المشفرة والأسهم منذ فترة، ولكن المبالغ التحفيزية ساعدتني في دفع بعض الفواتير ووضع الباقي في الاستثمار".
سكب البنزين على النار
رغم كل الإثارة التي تثيرها المدفوعات التحفيزية بين المتداولين الشباب الذين يتطلعون إلى تحقيق أرباح، إلا أن خبراء الاستثمار ما زالوا يتذمرون، ويساورهم القلق من أن المبتدئين غير المتمرسين، الذين يشترون الأسهم التي سمعوا عنها عبر الـ"ميمات" أو المنتديات الإلكترونية مثل "وول ستريت بيتس" WallStreetBets، قد أوصلوا تقييمات الأسهم إلى مستويات أعلى من حجمها.
وقالت كيمبرلي وودي، مديرة محافظ في "غلوبالت إنفيستمنتس": "يمكنك القول إنه أمر شبيه بصب البنزين على النار. الكثير من الأشخاص يشتركون في أمر ولكنهم حقاً لا يعرفون ما الذي يفعلونه".
وكان جنون الشراء بين صغار المستثمرين مُستعراً منذ ما يقرب من عام الآن، حيث أدى تحويل الاستثمار إلى لعبة، وإقبال المستهلكين الباحثين عن وسائل للتسلية أثناء الإغلاق الناتج عن وباء كورونا، إلى طفرات هائلة في الأسهم التي يتجنبها بشكل عام مجتمع المستثمرين ذوي الخبرات الطويلة. وشملت هذه أسهم شركات مثل "غيم ستوب" Gamestop و"إيه إم سي إنترتينمت هولدينغز" AMC Entertainment Holdings Inc، وأدت فيما بعد إلى نوبات مذهلة من التقلبات.
وتدرك هالي، ممثلة لوس أنجلوس، مدى خطورة المغامرة على هامش حركة الأسهم، ولهذا فهي حذرة في رهاناتها. كما تخطط هالي إلى إنفاق النصف الآخر من المبلغ التحفيزي على دروس التمثيل. وقالت: "أعتقد أنه ستكون هناك مخاطرة دائماً سواء في الأسهم أو أي نوع من الاستثمار".