واصل مؤشر بورصة مصر الرئيسي تحقيق مستويات قياسية وسط تكهنات بتراجع أكبر بقيمة الجنيه المصري؛ حيث انتعشت الأسهم القيادية المصرية بصورة جماعية خلال تعاملات اليوم، بدعم من مشتريات مؤسسة محلية وعربية.
اخترق المؤشر الرئيسي للبورصة "EGX30" مستوى 22 ألف نقطة لأول مرة في تاريخه مرتفعاً بنسبة 4.95%؛ بتداولات بلغت قيمتها 5.3 مليار جنيه (171 مليون دولار تقريباً)، وهي أعلى قيمة تداولات -بدون صفقات كبيرة الحجم- مقومة بالجنيه المصري في تاريخ البورصة المصرية، لتصل مكاسب المؤشر الرئيسي إلى 51% منذ بداية العام الجاري.
تركزت عمليات الشراء اليوم على الأسهم القيادية، حيث استحوذت شركات المؤشر الرئيسي على نحو 80% من قيمة تداولات اليوم. جاءت أسهم الشركات الكبرى ضمن قائمة صدارة الارتفاعات، حيث ارتفعت أسهم مجموعة طلعت مصطفى بنسبة 15.2% وسط أنباء عن صفقة ضخمة، فيما زات القيمة السوقية لسهم النساجون الشرقيون بنسبة 14.3%، وكذلك ارتفع حديد عز بنسبة 11.4%، وحظى البنك التجاري الدولي بارتفاع محدود بلغت نسبته 1%، لكنه تصدر قيم التداولات مستحوذاً على 15.4% من إجمالي تداولات السوق.
مصدر مطلع بسوق المال أبلغ "الشرق" أن هناك "مؤسسة مالية مصرية دخلت السوق اليوم لأول مرة واستحوذت على أقل من 3% من قيمة التداولات، بجانب المشتريات المكثفة والمراكز التي زادت لبعض المؤسسات منها بنك الاستثمار القومي، والتأمينات الاجتماعية".
زادت القيمة السوقية للأسهم المصرية بنحو 59 مليار جنيه بنهاية تعاملات اليوم لتصل إلى 1.504 تريليون جنيه، سيطر المصريون -خاصة الأفراد- على نحو 88% من تداولات اليوم، ولكنهم أنهوا تعاملات اليوم بصافٍ بيعي يقارب 83 مليون جنيه.
عدد العملاء الذين تداولوا اليوم ببورصة مصر بلغوا نحو 25 ألف عميل لأول مرة بجلسة واحدة، بحسب بيان للبورصة، لتتجاوز قيمة تعاملات الأفراد 3 مليارات جنيه.
24 ألف نقطة
إبراهيم النمر، من "نعيم المالية"، يقول "لم نر تلك الارتفاعات الجنونية منذ أعوام 2004 و2005، المؤشر الرئيسي الآن يسير إلى مستوى 24 ألف نقطة على المدى القريب".
هاني جنينة، كبير الاقتصاديين والمحللين الاستراتيجيين في "كايرو كابيتال"، يقول "ما يحدث بالسوق طبيعي جداً، كان هناك حالة من الكبت بالسوق، لأول مرة نرى المؤسسات المصرية تستبق مشتريات الأجانب المتوقعة لاحقاً بعد تحرير سعر الصرف المتوقع".
صندوق النقد وخفض قيمة الجنيه
تجري مصر محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن زيادة برنامج الإنقاذ الخاص بها إلى أكثر من 5 مليارات دولار، وفق أشخاص مطلعين على المناقشات تحدثوا مع "بلومبرغ" الجمعة الماضية، مع الثقة في قدرة البلاد على التغلب على العقبات التي تواجه حزمتها الحالية من خلال معالجة المخاوف بما في ذلك سعر الصرف.
من المحتمل أن تقوم بعثة من الصندوق بزيارة مصر لبدء المراجعتين قبل نهاية هذا العام، وفقاً للأشخاص. وقالوا إنه من المقرر مناقشة عدة خيارات خلال الزيارة، بما في ذلك التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة، وتحرير سعر الصرف.
مع تعرضها لأسوأ أزمة في صرف العملات الأجنبية منذ سنوات؛ خفضت مصر قيمة عملتها ثلاث مرات منذ أوائل عام 2022، حيث خسر الجنيه ما يقرب من نصف قيمته مقابل الدولار.
أرجع آلن سانديب، رئيس البحوث في نعيم المالية، الارتفاعات القوية للأسهم إلى "وجود تطلع من قبل المستثمرين للتحوط بالأسهم من التكهنات الموجودة بتحرير سعر الصرف،وسط التوقعات بإجراء مراجعة صندوق النقد قبل نهاية هذا العام".
رانيا يعقوب، رئيسة مجلس إدارة شركة "ثري واي" لتداول الأوراق المالية، تقول إن "كل المؤسسات تعيد تقييم محافظها من جديد بالسوق، الجميع لديه توقعات بتحرير سعر الصرف".