شهدت سندات الخزانة بيعاً كثيفاً في حين راوحت الأسهم مكانها في حركة مضطربة وسط تركيز المستثمرين على فرص رفع أسعار الفائدة وزيادة أسعار النفط مع بلوغ الخام أعلى مستوى له في عام. وواصل الدولار صعوده لليوم السادس على التوالي.
ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فوق مستوى 4.6%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2007، وسط مخاوف تتعلق بتدهور مخزون النفط وزيادة الضغوط على المستهلكين. وسجل مؤشر "موف" (MOVE Index) – الذي يقيس مستوى تقلب أسعار السندات – أعلى مستوى له في شهر هذا الأسبوع.
عوضت مؤشرات الأسهم هبوطاً وقع في منتصف جلسة التداول بعد أن روج الرئيس جو بايدن وعد الذكاء الاصطناعي في اجتماع مع مستشاريه. وقد ساعد تعهد بإجراء تنفيذي يتعلق بالذكاء الاصطناعي في الخريف مؤشر "ناسداك 100" على إنهاء الجلسة مرتفعاً بنسبة 0.2%، مع قيادة شركة "إنفيديا" صعود المؤشر الذي يعطي وزناً كبيراً لأسهم التكنولوجيا. وانخفض سهم أكبر شركة أميركية في صناعة رقائق الذاكرة، "ميكرون تكنولوجي" في تعاملات ما بعد السوق بعد توقع خسائر فصلية أسوأ من تقديرات السوق.
وأنهى مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تعاملات اليوم دون تغيير يذكر، في حين سجل مؤشر "إم إس سي آي" لجميع الدول هبوطه لليوم التاسع على التوالي، في أطول سلسلة خسائر يتعرض لها المؤشر المعياري العالمي في 12 عاماً.
إغلاق الحكومة الأميركية
احتمال إغلاق الحكومة الأميركية، الذي يهدد بخسارة أو تأخير الإيرادات بما يصل إلى 1.9 مليار دولار يومياً، وإضراب عمال السيارات، يثيران قلق المستثمرين الذين يبحثون عن علامات على أن مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يخففون من رسالتهم التقشفية.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري في مقابلة على شبكة "سي إن إن": "إذا أصابت هذه السيناريوهات السلبية الاقتصاد الأميركي، فقد نضطر بعد ذلك إلى تعديل استخدام سياستنا النقدية لإعادة التضخم إلى 2% لأن إغلاق الحكومة أو إضراب عمال السيارات قد يبطئ الاقتصاد".
اقرأ ايضا: بايدن يحث الجمهوريين على منع الإغلاق الحكومي
وقال كريشنا غوها من شركة "إيفركور" إن بعض التهدئة في رسائل البنك المركزي قد يكون ممكناً، لكنه لا يرجح حدوث أي تغيير.
وقال نائب رئيس الشركة: "يتطلع المستثمرون إلى المؤتمرات القادمة باعتبارها توفر فرصة لقيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي للتراجع بهدف الحد من صعوبة الأوضاع المالية. لا نعتقد أن هناك أي احتمال واقعي لأي تحول مبكر في غياب زيادة كبيرة أخرى في عوائد السندات".
سيركز المستثمرون على خطابات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وعدد كبير من مسؤولي البنك المركزي الآخرين في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وسوف يراقبون بيانات يوم الجمعة حول مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، مراقبة وثيقة.
أصدر ماركو كولانوفيتش، رئيس استراتيجية السوق في "جيه بي مورغان تشيس"، تحذيراً يوم الأربعاء من أن التقلبات ربما تزيد مستقبلاً، واصفاً المستويات المنخفضة هذا الصيف في مؤشر "VIX" - مقياس الخوف في وول ستريت - بأنها "انحراف فني".
ضربة لثقة المستهلك
وفي الوقت نفسه، تلقت ثقة المستهلك ضربة من ارتفاع التكاليف بسبب أسعار الوقود وانتشار تأثير رفع أسعار الفائدة بمعدلات قوية. وتجاوز خام غرب تكساس الوسيط لفترة وجيزة مستوى 94 دولاراً للبرميل بينما انخفض الذهب لليوم الثالث. واستمر الإقبال على الدولار في الزيادة حيث ارتفع مقياس قوة الدولار لليوم السادس على التوالي، في أطول سلسلة مكاسب له منذ عام.
تحول مقياس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك لمدى تعويض مستثمري السندات عن الاحتفاظ بالديون طويلة الأجل إلى اتجاه إيجابي لأول مرة منذ يونيو 2021، مما يشير إلى أن المستثمرين يراهنون على ارتفاع أسعار الفائدة.
في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، قال بوب ميشيل، رئيس قسم المعلومات للدخل الثابت في شركة "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت": "نحن في نقطة انعطاف في الاقتصاد وفي سوق السندات. لم تكن الأعوام الـخمسة عشر الماضية طبيعية، فقد وصلنا خلالها بأسعار الفائدة إلى تدنٍ هيكلي والآن سنعود إلى أسعار أكثر طبيعية".
في وقت لاحق من هذا الأسبوع، قد تشتعل عمليات البيع الكثيف للأسهم الأميركية بسبب عقود خيارات كبيرة يحتفظ بها صندوق الأسهم التابع لمصرف "جيه بي مورغان تشيس"، وذلك عندما تنتهي عشرات الآلاف من عقود خيارات البيع الوقائية يوم الجمعة بسعر تعاقدي لا يقل كثيراً عن المستوى الحالي في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".
