انخفضت الأسهم الأميركية لليوم الثاني على التوالي بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة بعد صدور أرقام التوظيف التي جاءت قوية بصورة غير متوقَّعة.
تتجه أنظار المستثمرين بعد ذلك إلى أرقام جداول الأجور التي تصدر يوم الجمعة بهدف تقييم الخطوة التالية لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
مؤشرا "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك 100" سجلا خسارة يوم الخميس بعد أن أظهرت أرقام معهد البحوث "إيه دي بي ريسيرش إنستيتيوت" (ADP Research Institute) إضافة شركات الولايات المتحدة أعلى عدد من الوظائف فيما يزيد على عام في شهر يونيو، مما يؤكد على استمرار قوة سوق العمل.
كما راهنت كل عقود المقايضة المرتبطة بقرارات السياسة النقدية المقبلة تقريباً على زيادة الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية بحلول 26 يوليو، وكشفت عن احتمال زيادتها مرة أخرى بنهاية هذا العام.
في تعاملات ما بعد الإغلاق، انخفض سهم شركة "ليفي شتراوس" (Levi Strauss & Co) بنسبة تجاوزت 7% بعد أن أعلنت شركة تجارة الأقمشة القطنية تخفيض توقُّعاتها عن العام، بينما انخفض سهم شركة "كوستكو هولسيل" (Costco Wholesale) بنحو 1% بعد أن جاءت مبيعاتها الشهرية دون تقديرات السوق.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة على امتداد منحنى العائد بعد تقرير الوظائف وصدور بيانات تكشف عن توسع القطاع الخدمي في شهر يونيو بأسرع معدل له في أربعة أشهر.
أنهى عائد سندات الخزانة لأجل عامين، الذي يتسم بحساسية خاصة للسياسة النقدية، يوم التداول عند 4.99% بعد أن لامس أعلى مستوى منذ 16 عاماً، بينما ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.03%.
أرقام تثير الدهشة
ارتفعت جداول الأجور في القطاع الخاص إلى 497 ألف موظف، أو بأكثر من ضعف متوسط التقديرات في استطلاع أجرته "بلومبرغ" لآراء الاقتصاديين. وأظهرت بيانات منفصلة من شركة "تشالنجر وغراي آند كريسماس" أنَّ وتيرة خفض الوظائف من قبل أرباب العمل الأميركيين تباطأت في يونيو.
قال سكوت لادنر، رئيس شؤون الاستثمار في "هورايزون إنفستمنت" (Horizon Investments): "إنَّ قوة سوق العمل في الولايات المتحدة تكاد لا تصدق، وهذا من شأنه أن يستبعد أي تصور حول ركود محتمل في أميركا، غير أنَّه يجب أن يستبعد أيضاً من السوق أي آمال في خفض سعر الفائدة على الأرصدة الفيدرالية خلال عام 2023".
جاء التقرير "حرفياً خارج الرسوم التوضيحية لما كان متوقَّعاً"، وفقاً لبيتر بوكفار، رئيس شؤون الاستثمار في مجموعة "بليكلي فايننشال" المالية (Bleakley Financial Group)، الذي قال إنَّ: "تقرير الوظائف هذا لا يحتوي على أي شيء في بيانات الاستطلاع، ولا على أرقام طلبات إعانة البطالة، وما تقوله الشركات نفسها عن نوايا التوظيف، خاصة مع معدلات النمو الضعيفة في الاقتصاد".
أعربت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لوري لوغان عن مخاوفها من أنَّ التضخم ما يزال مرتفعاً للغاية، وأنَّ هناك حاجة إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة في مؤتمر في نيويورك يوم الخميس. أسعار الأسهم تفقد قوتها في يوليو بعد أداء متميز في النصف الأول من العام إذ إنَّ استمرار نغمة التشدد من جانب البنوك المركزية يثبط الآمال في هبوط سلس للاقتصاد العالمي.
قطار لا يمكن إيقافه
قال ديفيد دونابيديان، رئيس شؤون الاستثمار في "سي آي بي سي برايفت ويلث" بالولايات المتحدة (CIBC Private Wealth US): "إنَّ موجة البيع مدفوعة بفكرة أنَّ الاقتصاد يشبه قطار نقل البضائع الذي لا يمكن إيقافه، وأنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتعين عليه العمل بجدية أكبر. وأنت بالتأكيد ترى ذلك في سوق السندات، حيث تشهد رد فعل أكثر دراماتيكية".
قد توفر تقارير الوظائف غير الزراعية والبطالة يوم الجمعة مزيداً من العلامات على مسار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. ويتوقَّع الاقتصاديون الذين شملهم استطلاع "بلومبرغ" أن تكون الأرقام معتدلة، على الرغم من انتظار أن نرى إذا كان ذلك كافياً لتوجيه البنك المركزي بعيداً عن إقرار زيادة أخرى في سعر الفائدة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أظهر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في يونيو انقساماً بين صنّاع السياسة النقدية حول قرار وقف الزيادة في أسعار الفائدة مؤقتاً، حيث يتجه الأعضاء الذين يملكون حق التصويت نحو مسار رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر.
برغم حالة عدم اليقين، هناك عدد من الطرق للمشاركة في سوق الأسهم في الوقت الحالي، وفقاً لما ذكرته ليز آن سوندرس، رئيسة استراتيجية الاستثمار في "تشارلز شواب"، التي قالت إنَّها "تركز على العوامل المؤثرة" بشكل خاص.
وقالت لتلفزيون "بلومبرغ": "نعتقد أنَّ التركيز على تلك العوامل القائمة على الجودة مع إضافة عامل النمو وعامل القيمة هو السبيل للتعامل مع ما تفعله وأنت تخصص أموالاً للاستثمار في محفظة الأسهم الخاصة بك".
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الدولار بينما تراجعت عملة "بتكوين" وأسعار الذهب. وصلت وزيرة الخزانة جانيت يلين إلى بكين يوم الخميس في محاولة لإصلاح العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم.
