انخفضت الأسهم الأميركية بينما ارتفعت السندات الحكومية بعد أن تخلى المستثمرون عن الرهان على أن الاحتياطي الفيدرالي سيقلل أسعار الفائدة هذا العام.
مؤشر "ناسداك 100" انخفض بنسبة 1.4% يوم الإثنين، متراجعاً لليوم الثاني بعد أن شهد أسوأ أسبوع له أداءً منذ شهر مارس الماضي.
استمرت عمليات جني الأرباح في قطاع التكنولوجيا، بينما هبطت أسهم بعض الشركات الأكثر نشاطاً، ومن بينها أسهم "انفيديا" و"ميتا بلاتفورمز". وتدهور سهم "تسلا" بنسبة 6.1% بعد أن انضم بنك "غولدمان ساكس" إلى قائمة بنوك الاستثمار التي أصبحت أقل تفاؤلاً بشركة صناعة السيارات الكهربائية، بعد صعودها البراق منذ بداية العام.
قال مات ستاكي، مدير محافظ أول في شركة "نورث ويسترن ميوتوال ويلث مانجمنت": "من المنطقي أن يحدث بعض التراجع في المدى المتوسط والقريب في ضوء ضخامة الحركة، خاصة بالمقارنة مع الشركات الأخرى في مجال الاستثمار".
يتراجع المستثمرون أخيراً عن رهانهم على أن البنك المركزي سوف يقلل أسعار الفائدة هذا العام، بعد أن حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي الأسواق قائلاً إن الولايات المتحدة قد تحتاج إلى زيادة الفائدة مرة أو مرتين في عام 2023.
يزداد المستثمرون قلقاً من أن البنوك المركزية في إصرارها على مواجهة التضخم سوف تستمر في رفع أسعار الفائدة، مخاطرة بتدمير الاقتصادات التي تعاني من أوضاع هشة.
قال أليك يانغ، رئيس استراتيجية الاستثمار في شركة "ماب سيغنالز" (MAPsignals) بعد أن تجاهلت الأسواق إلى درجة كبيرة أكبر تهديد يواجه سيطرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السلطة منذ ما يقرب من ربع قرن: "على المتفائلين أن يسعدوا باستقرار الأسواق، خاصة في ضوء ما وقع خلال عطلة نهاية الأسبوع، فما زالت السوق تعتمد على الأرقام والبيانات في حركتها".
التقى المسؤولون الروس مع الشركاء الرئيسيين بعد يوم من وقف يفجيني بريغوجين تقدم مجموعة "فاجنر" من جنود المرتزقة نحو موسكو، وقد أدان بوتين قيادة مجموعة "فاجنر" واعتبرهم خونة في أول خطاب عام له منذ بداية التمرد.
توم أسايي، المتعامل السابق في بنك "ميريل لينش" الذي أسس النشرة الإخبارية "ذا سيفنس ريبورت"، كتب أن الأزمة السياسية في روسيا قد لا يكون لها تأثير يذكر على الأسواق.
أضاف: "بالنظر إلى المستقبل، واضح أن هذه الأزمة تعزز حالة عدم اليقين والغموض الجيوسياسي في العالم، ولكن طالما أن أسعار السلع الأساسية لا ترتفع، فإن الأسواق ستتجاهل إلى حد كبير التقلبات السياسية الروسية".
وسط ارتفاع السندات العالمية، تلاشت المكاسب الأولى في سندات الخزانة الأميركية مع وصول العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، التي تتسم بحساسية خاصة إزاء السياسة النقدية، 4.74%، والسندات لأجل 10 سنوات عند 3.72%.
قال سينيد كولتون غرانت، الرئيس العالمي لحلول المستثمرين في شركة "بي إن واي ميلون ويلث مانجمنت" (BNY Mellon Wealth Management): "إن الأسواق في وضع معلق، وينتظر المستثمرون بدء الإعلان عن أرباح الربع الثاني، والتي قد تكون نهاية ركود الأرباح، إنهم ينتظرون المزيد حول تطور أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي - هل سيقدم على رفع سعر الفائدة في يوليو؟ هناك الكثير من المعلومات القادمة".
ارتفع النفط رغم أنه ظل دون 70 دولاراً للبرميل، مع تنبيه المستثمرين إلى خطر أن أي اضطرابات طويلة الأمد في روسيا قد يتردد صداها في أسواق الخام العالمية.
أدت حرب روسيا في أوكرانيا بالفعل إلى انقلاب في حركة تدفقات التجارة، حيث عزز المستهلكون الرئيسيون في آسيا، بما في ذلك الصين، واردات الطاقة الروسية.
