خفّضت شركات صناعة الرقائق في كوريا الجنوبية إنتاجها في فبراير بأكبر قدر منذ عام 2008، في علامة على تراجع الطلب على أشباه الموصلات الذي قد يكون أعمق وأطول أمداً مما كان يخشى.
تراجع الإنتاج بنسبة 41.8% عن الفترة المقابلة من العام السابق، مواصلاً هبوطه من تراجع آخر نسبته 33.9% في يناير، وفقاً لبيانات صادرة عن مكتب الإحصاءات الوطني. وفي حين ارتفعت المخزونات 33.5%؛ تراجعت شحنات المصانع 41.6%، مما زاد من علامات الضعف المستمر في الطلب عليها.
تعد الشركات المصنّعة للرقائق من الأعمدة الرئيسية للاقتصاد الكوري القائم على التجارة، إذ تمثل حوالي 12% من إجمالي الصادرات في فبراير. يُضيف تدهور الطلب العالمي على الرقائق إلى التحديات التي تواجه اقتصاد البلاد الذي شهد انكماشاً في الربع الأخير من الأشهر الثلاثة السابقة.
عوامل مؤثرة
يأمل صانعو السياسة في كوريا الجنوبية بانتعاش الطلب خلال النصف الثاني، فيما يتواصل تركيزهم على الاستثمار في أشباه الموصلات كمحرك نمو رئيسي للاقتصاد. وافق البرلمان الكوري يوم الخميس على تعزيز صناعة أشباه الموصلات من خلال منح الشركات إعفاءات ضريبية لتحفيز الاستثمارات في هذا المجال.
تشمل التهديدات التي تواجه صناعة الرقائق الكورية تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والركود الاقتصادي المحتمل الذي قد يضر بالطلب، حيث تواصل البنوك المركزية تشديد سياستها النقدية لكبح جماح التضخم. كما يسلط تزايد تسريح الموظفين من قبل شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة الضوء على ضعف الحماس للاستثمار.
بشكل منفصل، تراجع إجمالي الناتج الصناعي في كوريا الجنوبية بأكثر من متوسط توقُّعات استطلاع "بلومبرغ" في فبراير، إذ انخفض بنسبة 8.1% عن الفترة المقابلة من العام السابق. كما انخفض بنسبة 0.3% عن الشهر السابق.