قفزت أسعار السلع الأساسية بداية من النفط وفول الصويا وصولاً إلى المعادن النفيسة عقب تخفيف الصين قيود كوفيد جزئياً، ما عزز الآمال في تعافي الطلب لدى ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
تمّ تداول كافة السلع الأساسية المهمة تقريباً مرتفعة في أعقاب اتخاذ الصين إجراء يحدّ من الوقت الذي يتعين أن يمضيه المسافرون والمخالطون المقربون للأشخاص المصابين بالحجر الصحي، وهو تغير مهم لسياسة "صفر كوفيد". وزادت العقود الآجلة للنفط في بورصة نيويورك بما يصل لـ4.2%. وصعدت أسعار النحاس والمعادن النفيسة والسلع الزراعية بداية من الذرة إلى القمح، كما ارتفعت أسهم الشركات في كافة أنحاء قطاع السلع.
تأثير الصين
عزز تخفيف القيود في الصين موجة الصعود التي انطلقت من وول ستريت، مع صعود الأصول الخطرة عقب تباطؤ معدلات التضخم بالولايات المتحدة. استقبلت الأسواق البيانات باعتبارها علامة على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يتمهل في خططه القوية لزيادة أسعار الفائدة. وتراجع مؤشر الدولار الأميركي بصورة حادة من أعلى مستوى له في 2022 خلال الأيام الأخيرة، مما قدّم الدعم للسلع المسعّرة بالعملة الأميركية.
أبرز العوامل تأثيراً على أسواق السلع في الربع الأخير من العام
قال كيث ويلدي، رئيس وحدة التجارة في "رومكو غروب" (Romco Group): "بصفة رئيسية، كلما استطاعت الصين إعادة تشغيل اقتصادها، تعاظم التأثير الإيجابي على توقعات النمو العالمي، وكانت البلاد من الناحية التاريخية مُصدرة للضغوط الانكماشية، وإذا شاهدنا قوى الانكماش تلك تعود للاقتصاد العالمي، فإن الأثر الإيجابي على أسعار السلع الأساسية وأسواق الأصول بصورة عامة من الممكن أن يكون مهماً على نحو استثنائي في الأجل القريب".
قفزت أسعار المعادن الأساسية المتداولة ببورصة لندن للمعادن مع صعود الزنك 6.4% والألمنيوم بنسبة 5.9%. في الولايات المتحدة، ارتفعت العقود الآجلة لفول الصويا ببورصة شيكاغو بأكبر وتيرة في يوم واحد خلال شهر.
صعدت أسهم الشركات في أنحاء قطاع السلع. وقفزت شركة "سنتشري ألمنيوم" بنسبة 23%، وهي أكبر نسبة عبر 6 أعوام، بينما تقدمت شركة "ألكوا كورب"، أكبر منتج أميركي، بما يصل لـ16%. وارتفعت شركة "ترانس أوشن" (Transocean) لحفر النفط والغاز البحري 14%، وزاد سعر سهم شركة تكرير النفط "فيليبس 66" (Phillips66) 66 5.6% لأعلى مستوى منذ يناير 2020.
تخفيف منتظر
يراقب المستثمرون بشدة ظهور علامات على أن بكين ستخفف سياساتها التقييدية. وهبط مقياس أسعار الطاقة والمواد الخام من أعلى مستوى له في 2022، إذ بقي الطلب الصيني في موقف صعب نتيجة قيود التنقل المرتبطة بتفشي فيروس كورونا.
رغم ذلك، كان هناك من هم أقل تفاؤلاً بالسوق. وأوضح وارين باترسون، رئيس وحدة استراتيجية السلع الأساسية في "آي إن جي غروب" بسنغافورة: "رغم أن تخفيف القواعد عقب التحرك بالاتجاه الصحيح، فإن القفزة في أسعار النفط تبدو وكأنها استجابة مفرطة نظراً لأن الصين ستواصل على الأرجح اتباع سياسة صفر كوفيد".