إقبال على شراء السندات المرتبطة بشركات الطاقة النظيفة القابلة للتحويل إلى أسهم

أزمة الغاز تعزز رهان المستثمرين على الطاقة المتجددة كاستثمار طويل الأجل

تتصاعد الأبخرة من المداخن في محطة أجيوس ديميتريوس للطاقة في كوزاني، اليونان - المصدر: بلومبرغ
تتصاعد الأبخرة من المداخن في محطة أجيوس ديميتريوس للطاقة في كوزاني، اليونان - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يُركّز بعض المستثمرين على الأهداف طويلة الأجل، في الوقت الذي تجتاح فيه موجة جديدة من البؤس الأسهم والسندات الأوروبية، كما يراهنون على أن نقص الغاز سيسرع التحول إلى الطاقة المتجددة.

ركزت مجموعة المستثمرين على شراء السندات المرتبطة بشركات الطاقة النظيفة التي يمكن تحويلها عند الاستحقاق إلى أسهم، ما يعني أنهم سيحصلون على مدفوعات القسائم خلال أزمة الغاز القادمة، ويحتمل أن ينتهي بهم المطاف بالحصول على حصة في شركة مزدهرة في غضون بضع سنوات.

ويبدو أن شهر سبتمبر سيكون أفضل شهر لمبيعات السندات القابلة للتحويل في عام دخلت فيه ثلاث شركات للطاقة المتجددة إلى السوق، كي تلبي الطلب المرتفع في وقت اضطرت فيه العديد من الشركات إلى وقف المبيعات.

أدى احتجاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإمدادات الغاز في أوروبا كرهينة، إلى تسريع تحول أوروبا نحو الطاقة الكهربائية والذي توقعه المستثمرون منذ سنوات، ولكنه لم يكن يوماً بهذا القدر من اليقين. وفي حال لم يعد من الممكن الاعتماد على روسيا كمورد موثوق للطاقة، فقد لا يكون أمام القارة خيار سوى إجراء تحول سريع إلى الطاقة النظيفة التي قد تشهد صعود الأسهم المرتبطة بالقطاع.

قال يوت هيوارد، مدير المحفظة في شركة "فيش أسيت مانجمنت" (Fisch Asset Management) في زيورخ: "عندما تكون الأسواق ضعيفة، توفر السندات القابلة للتحويل لهذه الشركات حماية قوية من الجانب السلبي نظراً لأساسياتها القوية ومستقبلها الجيد، خاصة مع تحرك أوروبا نحو المزيد من الطاقة الكهربائية والمتجددة".

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

أصدرت شركة "سيمنز إنرجي" (Siemens Energy) سندات قابلة للتحويل بقيمة 960 مليون يورو (938 مليون دولار) لتمويل شراء شركة "سيمنز غاميسا رينيابل إنرجي" (Siemens Gamesa Renewable Energy) في 6 سبتمبر. وفي اليوم التالي، باعت شركة "نيون" (Neoen) الفرنسية المنتجة للطاقة المتجددة 300 مليون يورو من الديون، في حين دخلت شركة "إس جي إل كاربون" (SGL Carbon) الألمانية المنتجة لمكونات طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى السوق مع سندات بقيمة 100 مليون يورو.

تستحق سندات "سيمنز" في عام 2025، ما يعني أن المستثمرين يعتقدون أن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن يبدأ في تعزيز أسهم الطاقة النظيفة في غضون ثلاث سنوات. في حين تتحول سندات الشركتين الباقيتين إلى أسهم في عام 2027.

حتى ذلك الحين، يمكن أن تكون أصول جميع موردي الكهرباء في طريق صعب، حيث تؤدي المواجهة إلى إحداث فوضى في أسعار الطاقة وتدفع الحكومات إلى التدخل. كما تراجع مؤشر "بلومبرغ" للسندات الخضراء العالمية بنسبة 27% في عام 2022، متجهاً إلى أسوأ عام من العائدات منذ تدشينه في عام 2014.

علاوةً على ذلك، يُعدُّ التخريب المشتبه به لنظام خط أنابيب "نورد ستريم" الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا، إلى جانب تحذير شركة "غازبروم" (Gazprom) من أن موسكو قد تعاقب شركة "نافتوغاز" (Naftogaz) الأوكرانية، من أوضح الإشارات حتى الآن على أن القارة ستضطر إلى خوض فصل الشتاء دون أية واردات كبيرة من جارتها الشرقية.

عمليات البيع في السوق

تأثّرت سوق السندات القابلة للتحويل أيضاً بسبب الانهيار في أسواق السندات والأسهم، حيث انخفضت عائدات مؤشر السندات الأوروبية المرتبطة بالأسهم بنسبة 18% حتى الآن هذا العام.

يتمثل الخطر الأكبر في أن الأسهم الأساسية لا تتعافى في الوقت المناسب لتحويل السندات، وهو الدرس الذي تعلمه المستثمرون الذين سارعوا إلى شراء سندات قابلة للتحويل خلال الجائحة على أمل أن تنتعش أسواق الأسهم، ليجدوا أنفسهم عالقين في انكماش آخر. ويجري الآن تداول العديد من السندات القابلة للتحويل التي بيعت في عامي 2020 و2021 عند مستويات متعثرة.

مع ذلك، فإن الانخفاض الأخير في الأسهم يجعل السندات الجديدة جذابة للغاية، وفقاً لبيير هنري دي مونتس دي سافاس، المستثمر في "بلوباي أسيت مانجمنت" (BlueBay Asset Management). وبالنسبة للمصدرين الذين يتصارعون مع ارتفاع تكاليف الاقتراض، تُوفّر السندات وسيلة لبيع الديون بقسيمة أقل من الديون التقليدية، على حد قوله.

فضلاً عن ذلك، لا يزال 21 سنداً أوروبياً قابلاً للتحويل ذو عوائد سلبية، بما في ذلك حفنة من شركات الطاقة مثل "شنايدر إلكتريك" (Schneider Electric) المتخصصة في تحسين كفاءة الكهرباء المنزلية. في حين استفادت شركة "نورثفولت" (NorthVolt) السويدية المنتجة للبطاريات أيضاً من الطلب على الديون القابلة للتحويل، حيث باعت سندات بقيمة 1.1 مليار يورو في يوليو إلى مستثمرين من القطاع الخاص قبل طرح عام أولي مخطط له.

قال لايل شوارتز، الرئيس المشارك لمنتجات الأسهم البديلة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بنك "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs) في لندن: "تعتبر السندات القابلة للتحويل أداة رائعة للاستثمار طويل الأجل لأنها تمنحك خيار الأسهم، ويرى المستثمرون هذه الفرصة في فضاء الطاقة المتجددة، ونظراً لوجود قسيمة، فإنها توفر بعض الحماية من الجانب السلبي أيضاً".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك